مقابلة مع عصام شكـــري
حول ارتكاب السلطة
لـجرائم الاعـــــــدام
نحو الاشتراكية: لاشك أن قرار حكم الاعدام من أشد القرارات وحشية
ولاإنسانية، حيث أنه من وجهة النظر الإنسانية والماركسية لايجوز
لأي كان أن يسلب الحياة والروح من أحد مهما فعل ومهما كانت الظروف
ومهما كان الجرم الذي ارتكبه فضيعا"!. باعتقادك لماذا تلجأ معظم
النظم والحكومات البرجوازية ومن ضمنها العراق إلى اختيار هذا الحكم
التعسفي البربري لمعاقبة المجرمين على أفعالهم؟
عصام شكــري:
في العراق اذن امر باعدام اكثر من 1100 شخص
في العام 2009. هناك ايضا عشرات الحالات التي لم يبلغ فيها
عن الاعدام ولم تفصح عنها السلطة. حكومة التحالفات الدينية القومية
الميليشياتية هي من اكثر الحكومات ارتكابا لجرائم الاعدام جنبا الى
جنب مع حكومات السعودية وايران والصين والولايات المتحدة. تلك
الحكومات تقول انها تفعل ذلك لردع المجرمين ! ولكن اعدامات بالجملة
في العراق فهل يرى احد أي تحسن امني؟. الصين مثلا تعدم الاف
المواطنين بشكل سري لجرائم غير عنيفة وفي السعودية يقطعون الرؤوس
في الساحات العامة لشرب الكحول او ممارسة الجنس وامريكا يتم الحكم
بالاعدام لارتكاب جرائم القتل وبحجة ان المجتمع يشعر بامان اكثر.
فهل ان نسبة الجرائم في امريكا اقل منها في فنلندا او فرنسا اللتان
تحرمان الاعدام. في امريكا ما تزال نسبة الجرائم الاعلى وخاصة
القتل. طبعا لن اتحدث عن ايران والسعودية فهي واضحة للجميع. ايران
اعدمت رجلا رجما بالحجارة وهي الان تحاول اعدام سكينة اشتياني
بالرجم ايضا. ان في ايران اكبر نسبة حالات اعدام في العالم؛
جمهورية وحشية لدرجة لا توصف.
لقد بدأت من الارقام واسماء الدول لاقول ان طلب الغاء حكم الاعدام
ليست وجهة نظر رومانسية. انه مطلب واقعي وملح لمليارات من البشر.
ليس وقف جرائم الاعدام مطلبي وحدي بل مطلب الملايين وخاصة العمال
والكادحين والفقراء، ملايين من المحرومين والذين يطلبون التغيير
وينشدون عالما افضل يمارس الاعدام ضدهم لكي يرتعبوا. ان المجرم في
السلطة والحكومات لا يطاله قانون ولا عقوبة.
انه يقتل مرة وثانية وثالثة وربما يقوم بمجازر وتتراكم
ثروته وتزيد ارصدته ولكن لا احد يمسه بل العكس تزيد جرائمه وتزداد
حصانته وينظر اليه كأنسان محترم ومهاب.
نحو الاشتراكية: لقد تصاعد اصدار أحكام الاعدام في الآونة الأخيرة
في مختلف المحاكم العراقية بحق مرتكبي الاجرام. كيف تقيم مثل هذه
الأحكام الجائرة؟ وهل هي حقا" عقوبات يستحقها مرتكبي الجرائم
الكبيرة؟ أم هي ردع لتخويف الجماهير بغية ترويضها لتأمين عدم
قيامهم بالتمرد وكوقاية لعدم حدوث الأعمال الثورية من قبل
الجماهير؟
عصام شكــري:
نحو الاشتراكية:
عصام شكــري:
مسألة اخرى تنبع من النقطة الاولى. فما دامت الطبقة الحاكمة وحشية
فانها ستعكس وحشيتها على المجتمع ويستمر اعادة انتاج القتل وتحقير
الانسانية. ان الطبقة البرجوازية طبقة غير انسانية وما ينتج عنها
هو غير انساني. ان العالم الان بحاجة الى بديل اخر. ليس فقط لانقاذ
البشرية من الاستغلال والعبودية ومن الحروب والدمار ومن البطالة
والجوع والفقر والحرمان والامية وتجارة الجنس وبيع البنات الصغيرات
والسكن بمدن الخشب و الصفيح او لعب الاطفال في مجاري المياه القذرة
في الالاف من مدن العالم. ان العالم اليوم بحاجة حتى الى نمط اخر
من الحكم ومن "العدالة". ان القوى الحالية ودولها لم تعد قادرة على
ان تحكم. ليس فقط بشكل غير عادل بل بشكل فيه ادنى معيار للتمدن.
ليس ثمة قدرة لهذه القوى على الحكم دون وحشية و دين وطائفية
واغتيالات ونهب وسرقات ومتاجرة. وارهاب باختصار اقول ان كان البشر
يريدون عالم افضل بما فيه عالم ليس فيه قتل سواء من قبل المجرمين
او من قبل الدولة فان عليهم اختيار الاشتراكية والسعي نحو
الاشتراكية. الطبقة العاملة لها بديل انساني حتى في نظام العقوبات
وبامكانها ان تشيد اسس مجتمع اكثر امانا بملايين المرات من غابة
الوحوش البشرية التي يعيش فيها العالم اليوم.
نحو الاشتراكية:
عصام شكــري: