رسالة الى مصر
عصام شكــــري
رفاقي ورفيقاتي عمال وعاملات طنطا والمحلة الكبرى والبحيرة وكل معمل ومشغل في عموم
مصر
رفاقي الاشتراكيين والشيوعيين والعلمانيين والتحرريين
رفيقاتي النساء التحرريات والمناضلات من اجل الحرية والمساواة
ان مصر اليوم تمر بمرحلة معينة من مراحل الثورة.ليست انتكاسة ثورية ان تصعد قوى
الاسلام السياسي المفلسة (من الحلول لا من المال) والعاجزة عن تلبية اي من مطالب
الجماهير المصرية الواسعة، لا في الخبز ولا في الحريات ولا في المساواة ولا في
التمدن ولا في الحقوق الاجتماعية الواسعة ولا في فصل الدين عن الدولة ومنع الدين من
ان يكون وسيلة بيد السلطة لتتحكم وتتسلط على العمال والكادحين والمثقفين التحرريين
والملايين من النساء والشابات، وتحيل البطش والاستبداد والقمع الرأسمالي الى قوى
خرافية علوية لكي تراكم الاموال وتكسر ارادة شعب ثار اصلا من اجل الحرية والمساواة
والكرامة الانسانية
.
اسمحولي ان اخاطبكم لاقول لكم ان ثورة مصر لم تنته بعد. حقيقة قد تعرفونها جيدا جدا
ولكني فقط اؤكدها على مسامعكم انها في بدايتها فقط. لقد جلبوا الاسلاميين وسلطوهم
عليكم. نعم في انتخابات مرتبة من قبل العسكر. حسنا.نعرف هذه الكذبة جيدا وحفظناها
عن ظهر قلب. لقد اجرى الامريكان الانتخابات في العراق خلال الاعوام الماضية وجلبوا
رؤساء العصابات الاسلامية والقوميين ليحكموا العراق، بينما اخرجت الجماهير كليا من
المعادلة. انظروا الى العراق اليوم وستعرفوا الى ماذا يريدون جركم، سترون مصيركم في
المرأة. ستعرفون الى اي مستنقع واي بحيرات دم سيغرقونكم. اليوم في ظروف مصر يريدون
ايضا اخذ بصمتكم وفي ظل اجواء قمع العسكر ليضعوها عنوة على قفل سجنكم الجديد،
وليقولوا لكم فيما بعد، انظروا ولكنكم انتم الذين جلبتهم الاسلاميين للسلطة وانتم
الذين جلبتم الاخوان وانتم من سجنتم انفسكم بايديكم. انها كذبة وان الانتخابات لا
تعني شئ مطلقا. لو كانت الانتخابات مهمة لما كنتم قمتم بثورتكم من الاساس. فقد كان
نظام حسني مبارك يقوم بالانتخابات بكل دقة ويراعي ان يجلب من يحلو له
.
انني فقط اود التأكيد على مسألة مهمة اليوم، يجب ان تحولوا نضالكم من مطلبي محدود
وبسيط ومهني او قطاعي الى نضال سياسي شامل. نضال اجتماعي واسع. انتم بحاجة الى حزب
سياسي ثوري واشتراكي. ذلك معناه ان تعرفوا ان عدوكم اليوم هو الوحش الجديد الملتحي.
انهم الاسلاميون، الاسلام السياسي بكل افرعه يهلل اليوم بهزيمتكم، بهزيمة ثورتكم،
انهم قادة الراسمالية الجدد، يمسكون باعناقكم، ليس في وسائل معيشتكم فحسب بل (وهو
الاخطر بكثير) يريدون خنق ابسط حرياتكم؛ حرية الملبس، الحديث، التعبير، الخروج
والدخول للنساء، المساواة والاختلاط بين الجنسين، حرية الاختيار وحرية الكتابة
وحرية ان تقول لا. يريدون ارجاعكم الى القرون الوسطى. لا ترضوا. اعتراضاتكم اليوم
ستبين للجماهير جيدا من يجب ان يكون معكم ومن هو ضدكم. ان عدوكم اليوم هو الاسلام
السياسي
.
اني بصفتي ماركسي وشيوعي من العراق اعتبر نفسي جزءا من الطبقة العاملة المصرية
ويهمني نجاح نضال التحرريين والمساواتيين المصريين والاشتراكيين والنساء الجريئات
وكل من تلهف لنسمات الحرية في مصر، في ساحة التحرير وفي كل مدينة وقرية في مصر،
اخاطبكم لاني اشعر بضرورة ادامة بسالتكم وعدم الرضوخ للدعايات الاسلامية والركوع
لاموال المملكة السعودية والخليج وامريكا وتركيا والجمهورية الاسلامية وغيرها. ان
الشارع ما زال هو الفيصل وهذا الفيصل بأيديكم. انتم وانتم الوحيدون القادرين اليوم
على رج البلد بالتظاهرات واسقاطهم من اي عرش ارادوا اعتلاءه لاعادة استعبادكم من
جديد. النضال يجب ان يتركز من اجل فضح قوى الاسلام السياسي، الاخوان والسلفيين وكل
التنظيمات الاخرى التابعة لهم، علاقاتهم، اختلاساتهم، نفوذهم مع السلطة السابقة، مع
العسكر، مع الرأسمال العالمي، مع السعودية ومشايخ الخليج وملالي الجمهورية
الاسلامية، ومؤامراتهم ضد الطبقة العاملة والكادحين والشباب مفجري الثورة المصرية
المجيدة
.
ان العلمانية وفصل الدين عن الدولة وحرية التعبير غير المشروطة والمساواة الكاملة
بين المرأة والرجل هي شعارات يجب ان تتبنوها وتبرزوها، اليوم، اكثر من اي وقت اخر،
عاليا في ساحة التحرير وفي كل ساحة تتجمعون بها. لا تستخدموا اي كلمات دينية ولا
تحيلوا نضالكم الى ارادة غير ارادتكم الحرة. لا تقولوا لا نريد ان نكون استفزازيين
فليس ثمة استفزاز لمشاعر الناس اكثر من مجئ حفنة من مجاميع القرون الوسطى للتسلط
على شعب مصر الذي كان منارة للعلم والثقافة والتمدن والعلمانية والحرية في الشرق
الاوسط وشمال افريقيا. ان مجيئهم للسلطة هو الاستفزاز بعينه وتهديداتهم الوقحة
للجماهير المتمدنة وللنساء هو التجاوز عليكم وعلى كرامتكم الانسانية
.
اخلوا شعاراتكم وهتافاتكم من اي مسحة دينية وطائفية ولا تذكروا الا عبارات الوحدة
بين جميع المواطنين دون تمييز او تفريق وانتبهوا الى مسألة المرأة ومساواتها. انها
غائبة لحد الان وليس ثمة قوة تبرزها بحدة. لا تخشوهم.فبيدكم الشارع وقد عرفتم الان
ما يستطيع الشارع ان يفعله
.
اشد على ايادكم والى الامام من اجل مصر حرة ومتساوية ومرفهة وعلمانية ولتكون كما هي
مركز اشعاع التمدن في المنطقة
عصام شكـــري
سكرتير اللجنة المركزية
للحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي
7-12-2011