حملتنا وانقاذ المجتمع
عصام شكــري
امام التدهور المتفاقم للاوضاع في العراق والاقتتال والتناحرات الطائفية والتجاذبات بين العصابات والكيانات الاسلامية والقومية بكل اصنافها ومذاهبها المتخلفة والتي تشد المجتمع في العراق الى الحضيض فان بصيص اي امل باحداث تغيير جدي في مسار الاوضاع يزداد خفوتا يوما بعد اخر. ان الجماهير تجد نفسها عاجزة تماما عن ادراك عمق الهاوية التي سببتها الحرب الامريكية في العراق.
ان ما خلقته البرجوازية في العراق من مأساة انسانية مدمرة وما مارسته وما تزال من وحشية وبطش بحق الابرياء سواء منها البرجوازية الغربية بقيادة امريكا او المحلية بقيادة ميليشيات الاسلام السياسي والقوميين قد دمر المجتمع واوجد حالة عجز لدى الجماهيرعلى القيام باي مبادرة من شأنها تقوية صفوفها لازاحة هذه القوى السوداء عن صدرها والتقدم ببدائلها لانقاذ المجتمع. ان قوى السلطة اليوم توهم الجماهير بانها قادرة على حل اخطر مشلكة تواجهها تلك الجماهير اليوم وهي مشكلة الانعدام الكامل للامن عن طريق المشاركة في "انتخابات" لقوى الميليشيات الاسلامية والقومية والطائفية وبان تلك العملية كفيلة بحل مشاكل المجتمع والقضاء على الارهاب وتمهد لخروج قوات الاحتلال. ذلك مجرد وهم وسراب.
ان حملتنا العالمية لاخراج القوات الامريكية - البريطانية ونزع سلاح الميليشيات الاسلامية - القومية في العراق ترتكز الى تعبئة قوى الجماهير داخل وخارج العراق حول مطلب اخراج قطبي الارهاب من المجتمع. انها تستند الى مقترح عملي يهدف الى احلال قوات دولية وباشراف هيئة كالامم المتحدة او الاتحاد الاوربي محل القوات الامريكية والبريطانية ولتقوم فوراً وكجزء من مهامها العاجلة بنزع سلاح الميليشات الاسلامية والقومية والبعثية والعشائرية ومن ثم الاعداد لانتخابات حرة تشترك فيها جميع القوى السياسية في العراق. ان وجود القوات الدولية غير التابعة لامريكا او بريطانيا ولا تظم قوات اسلامية سيجعل بالتاكيد الاجواء اكثر امناً وطمأنينة. ومن جهة اخرى فان اخراج القوات الامريكية والبريطانية سيجعل الجماهير اكثر قدرة على التصدي لارهاب الاسلام السياسي والذي يعيد انتاج نفسه من خلال التعبئة الايديولوجية من قبيل "محاربة الصليبيين" و"اعداء الاسلام" و " الغزاة الكفرة" وبالتالي تجفيف منابع الاسلام السياسي الايديولوجية ونزع فتيل ارهابه.
ان القوة الانسانية المليونية والتي تمثل امكانية حقيقية كامنة في المجتمع الانساني المعاصر وامتدادا انسانيا طبيعياً لجماهير العراق قادرة على التقدم ببديلها والذي تبدو بشائره في الاعتراضات والاحتجاجات التي تقوم ضد الجرائم التي تحدث في العراق، في العديد من دول العالم.
ومن جهة اخرى فان حملتنا تهدف ايضا الى تحقيق وضع المجتمع في العراق على مسار المدنية باسترجاع الامكانية الواقعية لتشكيل دولة علمانية تقوم على اساس المواطنة والمساواة بين الافراد وليس بالاستناد الى مفهوم الاقليات الدينية والاثنية والعرقية. ان بدائل البرجوازية اليوم ومن خلال السيناريو الاسود القائم لا تتضمن مطلقا اي احتمال او امكانية لتدخل الجماهير الحر في تأسيس دولتها العلمانية او مجتمعها المدني المتساو بل تعمق من تفتيتها وسحق امالها بتحقيق المساواة.
ان حملتنا تهدف الى اطلاق ارادة الجماهير- كل الجماهير وانتزاع الوضع من مخالب القوى السوداء المسيطرة على المجتمع، انها مهمة عاجلة تتطلب منا ان نقوم بدورنا في تحويل الاعتراضات الحالية الى قوة مادية بامكانها تغيير التوازنات. ذلك امر ممكن بقدرما نسعى لتحقيقه وبقدرما نستطيع تقديم بديلنا الى الناس وان نجعله شغلا شاغلا وحدثا جار في قلب المجتمع. علينا ان ندافع عن انسانية بديلنا هذا وعن مدى تمثيله لارادة الجماهير وتعبيره عن مصالحها واعتماده عليها من اجل احداث التغيير لصالحها. في انسانية جوابنا على معضلة المجتمع تكمن واقعية برنامجنا وامكانية تحققه المادية ليس فقط لجماهير العراق بل لجماهير العالم. ان ارادة الملايين من البشر في كل العالم بامكانها التحول الى تيار قوي يخلخل الموازين ويقلب الاوضاع.
ندعو الجماهير في العراق والمنطقة والعالم الى الوقوف مع حملتنا ودعمها وتبنيها من اجل تحقيق مطلب اخراج القوات المحتلة ونزع سلاح الميليشيات الاسلامية والقومية في العراق وتوفير اكثر الظروف ملائمة لوضع المجتمع على مسار المدنية والامان والتطبيع.