حول "مقاطعة الانتخابات"
عصام شكري
انتظرت قيادة الحزب الشيوعي العمالي العراقي طويلا للاجابة على أسألتها الديمقراطية حول نزاهة الانتخابات وحريتها. ولما لم يكترث أحد بالاجابة او حتى بالدعوة لدراسة شروطها "التعجيزية" قررت ان تقاطع الانتخابات.
أرادت تصحيح توهمها الاول...بتوهم ثاني.
في الحالة الاولى اعترفوا ضمناً بان الانتخابات تمتلك المصداقية من الناحية المبدأية من خلال تأكيد ماهيتها بفرض شروطهم والتي اقل ما يقال عنها انها ساذجة وتزويقية (cosmetic). نفوا الواقع برمته وظروفه التي ستجري فيها تلك العملية واعتبروا ان مايجري هو انتخابات ولكنها بحاجة الى بعض التحسينات وبانهم مستعدون للانخراط فيها. وفي الحالة الثانية (المقاطعة) فقد قاطعوا ما لا قيمة له عند الجماهير ولا معنى له في الواقع الفعلي. قاطعوا ما ليس له وجود. أكسبوا هذا الهراء معناه الغائب واضفوا على المهزلة سمات التراجيديا. ان نفي الشئ يؤكد وجوده. أكدوا مرة اخرى ان ما يجري الاعداد له هو انتخابات.
أخطأوا مرة ثانية.
أن مايجري اليوم في العراق لا يتمتع بصفة الانتخابات. فلكي تكتسب تلك العملية سماتها القابلة للنفي (بالمقاطعة او غيرها) يجب ان تخضع للشروط الاساسية: خروج الاحتلال الامريكي وخلع سلاح كل المليشيات والقوى الاسلامية والقومية - البعثية في العراق وانهاء او شل السيناريو الاسود وقواه الاجرامية التي تبغي السيطرة على مقدرات البلد من خلال تلك العملية.
بخلاف ذلك فالانتخابات هراء ومقاطعتها هراء مكتسب. يكفي اليوم ان تسأل اي كادح في بغداد او الفلوجة: ما رأيك بمقاطعتي للانتخابات؟ ....واتمنى ان تسمع منه جواباً محترماً.