بمناسبة الاول من أيار
رسالة الى العمال والعاملات
أيها العمال والعاملات،
في مثل هذا اليوم قبل 121 عاماً قامت البرجوازية بشنق رفاقكم قادة اضراب عمال هايماركت في مدينة شيكاغو امام الحشود لتجرأهم على المطالبة بتقليل ساعات العمل والمزيد من الخبز والدواء وقليل من الفرح لأطفالهم. يوم الاول من أيار ليس عيداً*، فلا يمكن لذكرى جريمة ارتكبتها البرجوازية ضد الطبقة العاملة ان تصبح عيداً لهم.
يوم الاول من أيار هو يوم تحديكم للبرجوازية، لكل البرجوازية.
وبالنسبة للبرجوازية فان الامور تسير على ما يرام و Business as Usual؛ الاموال تتكدس والحروب مستعرة والكراهية تتأجج؛ قومية، دينية، طائفية، مذهبية، احتقار للنساء، وتدمير للطفولة وخنق لامال الشباب، رفع قاذروات الفكر والمعتقدات الخرافية والدين وغمرها رؤوس ملايين البشر بها؛ تدمير ملامح الانسانية والمساواة والحرية والتمدن؛ نفخ الحياة بكل ما هو متعفن، بكل ما يهين ذكاءكم ويستخف بعقولكم؛ مهاجمة الفكر المادي وضرب العلم وتدمير ركائز العقلانية والترويج لمفاهيم رجعية حول "تنوع وصدام الحضارات" و"نسبية الثقافات" و"حوار الاديان" و"التعايش" بين "الحضارة الاسلامية" و"الحضارة الغربية" وبقية الترهات التي يبررون بها سلطتهم، الترويج لقتل مئآت الالاف من العمال والكادحين في "سبيل الله ورسوله" و من اجل "الديمقراطية"، تمزيق جثث الالاف من الاطفال والنساء والشباب بالمتفجرات، وجرف دمائهم بالماسحات المطاطية الى فتحات المجاري ......
الا يستحق كل ذلك ان "تَعيدوا"؟! الا يشكل ذلك تتمة موفقة ومخزية لذكرى شنق رفاقكم في امريكا حين تجرأوا واضربوا عن العمل؟!. لم لا فاعمال البرجوازية على ما يرام!!. لم تفرحون أيها العمال والعاملات؟! باي شئ؟ باجرام البرجوازية وبربريتها ضدكم؟ بتحطيم انسانيتكم وضرب منجزاتكم وسلب حقوقكم التي ناضلتم سنين لانتزاعها؟ بتلويث نفوسكم بترهات الدين والوطنية والقومية وباهانة المرأة – اكثر من نصف المجتمع الانساني وضرب مبادئ المساواة؟ بسلب كل امل بالتغيير لديكم؟!. لأجل ماذا يريد البرجوازيون ان يحولوا يوم تحديكم لهم الى "عيد" آخر؟!
ليس ثمة ما يحتفى به.
لا تسمحوا للبرجوازية ان تهين معنى وذكرى ومغزى يومكم. يوم الاول من ايار هو يوم احتجاجكم وغضبكم وعدم رضاكم، يوم اعتراضكم ورغبتكم بتغيير العالم وازالة الاستغلال والتمييز والاستلاب. الاول من ايار يوم رص صفوفكم ضد الطبقة الطفيلية التي تستغلكم وتعتصر الارباح من قوة عملكم في كل دقيقة، ولا تتورع عن ارتكاب المجازر الفظيعة وقتل اكثر ما يمكن منكم ومن عوائلكم. الاول من ايار هو يوم تحديكم لهم، يوم تناديكم للتوحد والتراص؛ يوم اعلان انسانية طبقتكم وحقانية اهدافكم المساواتية والاشتراكية.
ان يوم "عيدكم" سيكون نفسه عيد كل البشرية. فحين يتحقق عيدكم لن يكون ثمة جائع او محروم او مهان او مغترب عن انسانيته. يوم احتفالكم هو يوم انتصاركم على البرجوازية وهزيمة نظامها وتحقيق الاشتراكية. واليوم عليكم النضال من اجل وحدتكم. البرجوازية لن تمنحكم فرصة حتى التفكير بذلك اليوم. البرجوازية ترسخ في اذهانكم ابدية الرأسمالية واستحالة تغييرها. انها تلجأ الى الارهاب والقتل لعجزها عن كبح جماح قواكم الناهضة باستمرار وشرطاً لادامة استغلالها. في كل تأريخ البشرية رسخت الطبقة السائدة الاعتقاد بابدية نظامها؛ من نظام الرق الى العبودية والاقطاع وصولا الى الرأسمالية وحاميته الطبقة البرجوازية. قوى تغيير كل نظام سابق قد ولدت في احشاء الطبقة السائدة والتي اصبحت بمرور الوقت والتطور طبقة رجعية ومعيقة يجب ازاحتها وتحطيم نظامها لتأسيس اخر جديد. الطبقة العاملة ولدت من رحم البرجوازية وهي على ذلك طبقة ثورية - فهي الوحيدة صاحبة المصلحة في التغيير الجذري والقادرة في ان معاً على حل التناقض في المجتمع الرأسمالي بازالته واقامة الاشتراكية – انه تناقض كونها الطبقة المنتجة وفي نفس الوقت، الطبقة المحرومة من كل ما تنتجه هي بيديها. ان نضالاتكم كعمال وعاملات وبشكل يومي من اجل حقوقكم هو جزء لا يتجزأ من المجرى العام لنضال العمال في كل مكان من اجل احداث التغيير الجذري وانهاء عبودية العامل للعمل المأجور واقامة الاشتراكية وازالة الطبقات. دون هدف انتصار الاشتراكية وتحطيم النظام الرأسمالي من قبلكم، دون تدخلكم السياسي وراديكاليتكم (نقدكم الجذري غير المهادن السياسي والاجتماعي والايديولوجي للمجتمع الرأسمالي ولكل قواه) ودون تدخلكم السياسي من خلال تحطيم سلطة البرجوازية السياسية وانشاء الحكومة العمالية الاشتراكية، لن تصل نضالاتكم الى نتيجة حاسمة. ستستغل البرجوازية تلك النضالات لصالحها وستنفذ جزء ضئيل منها تحت الضغط بينما تتهيأ من اجل شن هجوم جديد ضدكم. دون القضاء النهائي على الرأسمالية لن تتحرر الطبقة العاملة من عبودية العمل المأجور.
عليكم وضع هدف انتصار الاشتراكية في وعيكم ووجدانكم وانتم تناضلون يوميا من اجل حقوقكم ومساواتكم ورفاهكم. عليكم النضال من اجل الاشتراكية في كل دقيقة.
في العراق، استنفذت الرأسمالية والطبقة البرجوازية بكل اجنحتها العالمية والمحلية ما في جعبتها من ارهاب وتدمير ووحشية وسلب حقوق وانتهاكات وتحميق (ديني وغيره) وبشكل لا سابق له في التاريخ. يجري ذلك على ايدي قطبيها العالميين: دولة امريكا وحلفاءها من جهة وعصابات الاسلام السياسي الارهابية من جهة اخرى. ان الارهاب شرط ادامة وجود سلطة البرجوازية بعد ان ازدادت تناقضات تلك الطبقة وافلست وتحولت الى طبقة مغرقة في الرجعية (تحالفها التام مع الدين) ومناقضة تماما لكل اماني واحلام الطبقة العاملة وعموم الجماهير في الحرية والمساواة وبعد ان لاحت في الافق بوادر انهيارها. وبقدر ان وحشية البرجوازية ورجعيتها هما دالتان متلازمتان لانهيار قدرتها على الحفاظ على السلطة اكثر من ذلك فانه مؤشر موازٍ على ضعف قدرة الحركة العمالية الراديكالية والاعتراضية. اليوم لديكم في العراق فصيل من صفوفكم؛ فصيل اشتراكي اممي يضع انهاء الاوضاع لصالحكم في قلب عقيدة عمله السياسي؛ انتصار الاشتراكية من خلال تنظيم صفوف جماهير الطبقة العاملة - انهاء الاستغلال وعبودية العمل المأجور وتحقيق المساواة الكاملة في المجتمع.
ان حزبكم الشيوعي العمالي اليساري العراقي يعتقد بان بامكان نضال العمال من اجل الاشتراكية توحيد صفوفهم العريضة وبالتالي جلب الطبقة العاملة الى ميدان الصراع السياسي – اي الصراع على السلطة السياسية. بتوحد صفوفكم تحت راية الاشتراكية سيكون بامكانكم دخول حلبة الصراع الاجتماعي لانهاء الصراع بين قطبي الارهاب واخذ زمام المبادرة بايديكم.
رفاقي العمال والعاملات : ان البرجوازية تحاول كسر وحدة صفوفكم بكل الوسائل: بالدين والطائفية، بالقومية والاثنية، وبالعشائرية. ولكن عليكم ان تنتبهوا فان ذلك يهدف الى ضرب وحدة صفوفكم. بنضالكم ضد الرأسمالية ومن اجل الاشتراكية فان صفوفكم ستتوحد ضد عدوكم مهما اختلفت الوانه؛ من حركات الاسلام السياسي (بجميع شقوقه وفروعه وفرقه "وجيوشه" الارهابية) الى الحركات القومية وصولا الى "الديمقراطية" و"البرلمانية" المسلحة والمجرمة لحكومات امريكا والغرب. كل قوى البرجوازية تقف في خندق واحد معاد، وعلى خط مستقيم، لخندقكم الاشتراكي.
ايها العمال والعاملات ،
ان الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي هو حزب العمال وكل محبي الاشتراكية في العراق؛ فصيل داخل الطبقة العاملة يناضل من اجل انتصار الاشتراكية في العراق – من اجل تأسيس الجمهورية الاشتراكية. بوجود ونضال حزبنا لن تتمكن البرجوازية من جعل العمال مجرد فئة "تحتفل" بمأساتها وكوارثها سنوياً. بوجود حزبنا سيتطور نضال الحركة العمالية نحو المزيد من تصعيد المواجهة مع اقطاب البرجوازية. تلك مهمة صعبة وتتطلب التحزب الشيوعي والانتماء الواعي والمبدئي الى الاشتراكية. ان توحد العمال لن يكون في منظمة ما من اجل هدف ما: انه لن يكون الا من اجل الاشتراكية وهدف القضاء على النظام الرأسمالي ودك اسسه. تلك المهمة بحاجة الى حزب سياسي شيوعي للطبقة العاملة: ذلك هو حزبكم الشيوعي العمالي اليساري العراقي.
أدعوكم ، في ختام رسالتي، واينما كنتم، الى الوحدة ضد محاولات البرجوازية شق صفوفكم بكل الوسائل والاساليب، ادعوكم الى التعاضد والتلاحم الاممي مع كل عمال وعاملات العالم، ادعوكم الى تصعيد نضالاتكم على كل الاصعدة والى التدخل السياسي ورفع بديلكم للمجتمع – رفع راية الاشتراكية خفاقة من اجل عالم اخر افضل؛ انساني، آمن ، متساو، حر، ومرفه.
عاش تضامنكم الاممي، النصر لنضالاتكم، النصر للاشتراكية
------------------------------------------------------------------------------------
* تسمي البرجوازية يوم العمال العالمي ب"عيد" العمال وفي بعض الدول العربية تسميه "عيد العمل" في تشويه يقصد به ضرب المغزى الاعتراضي النضالي و الطبقي الاممي لهذا اليوم.
عصام شكـــري
1 أيار 2007