موقف الحزب من قضية البيئة
النضال من أجل البيئة مهمة من مهمات الشيوعية العمالية في العراق
يعاني العالم ومنه العراق من التدمير المناخي والبيئي ونضوب الموارد وانحسارها
وتغير الأنماط المناخية والتي أثرت وتؤثر بشكل مباشر وكارثي بعض الأحيان على موارد
حياة البشر في العديد من المناطق. ان المشكلة البيئية مشكلة عالمية ولكنها في نفس
الوقت مشكلة
محلية. لقد اقر العلماء في كل الجامعات بما لا يدع مجالا للشك ان النظام الرأسمالي
والطبقة البرجوازية قائدة هذا النظام منذ قرابة 200 سنة هي المسؤولة عن هذا التدهور
المريع في البيئة.
ان ظاهرة الاحتباس الحراري قد ادت بشكل مضطرد الى زيادة حرارة الارض والى ذوبان
الثلوج في القطب الشمالي والعديد من الكوارث كالاعاصير والفيضانات والتصحر ونضوب
الموارد التي تشهدها الأرض بشكل متسارع. ان الاعاصير التي سادت في السنين الاخيرة
هي اعراض مباشرة للتغيرات المناخية والتي سببتها الانبعاثات الغازية الضارة وزيادة
نسبة ثاني اوكسيد الكاربون بشكل كبير. ان سبب هذه الكوارث هو الركض وراء الربح
لاقتصاد الرأسمالي والتلوث الفظيع الذي سببه للغلاف الجوي وتدمير الموارد في
البلدان الاكثر فقرا من اجل رفاه حفنة من البلدان الرأسمالية الأكثر تطورا.
الرأسمالية تستمر في انتهاج الممارسات الاجرامية المدمرة للبيئة لان نظامها هو نظام
لا يكترث الا بالربح. ان البيئة والحياة البشرية عليها مرتبطان ارتباطا عضويا لا
يمكن الفصل بينهما. ان ملايين من المهاجرين اليوم يسمون بشكل رسمي بمهاجري البيئة
حيث تم تدمير بيئتهم اما بالتلوث والكوارث او بالتصحر وقطع الأشجار مما يجبرهم ذلك
على الهجرة القسرية من مناطق عاشوا فيها لآلاف السنين ليواجهوا بسياسات ترامب
الفاشية ضدهم ببناء الجدران.
وفي
العراق فانه بالاضافة الى الكوارث البشرية التي سببتها الحرب الامريكية الوحشية
وقصف ملايين الاطنان من القنابل السامة وتعرض جماهيره الى حصار تجويعي استمر ١٣ سنة
اعقبه تدمير بقنابل صنعت اغلفتها الخارجية من اليوارنيوم المنضب و تدمير المشاريع
النووية العراقية وانتشار الإشعاعات النووية. ويعاني منذ اوائل التسعينات وحتى الان
مئات الاف من الاطفال حديثي الولادة من اثار اليورانيوم المنضب على احداث تشوهات
فظيعة واستشراء السرطانات داخل اجسادهم نتيجة مهاجمة امريكا للمناطق السكنية
والزراعة بقنابل قشرتها من اليورانيوم المنضب.
ان الانظمة القومية الفاشية التي حكمت العراق وبعدها حكومة الميليشيات الاسلامية
الطائفية والقومية التي نصبتها امريكا في العراق لم تكتف بشن الحروب وحرق الملايين
بمعارك اجرامية على أسس دينية ولكن تلك الانظمة الاجرامية ادت الى احداث كوارث
بيئية هائلة في العراق ومنها اغراق مياه الخليج بملايين الأطنان من النفط الخام
والتسبب بموت ملايين الطيور والكائنات البحرية، وتدمير مساحات كبيرة من بساتين
النخيل في البصرة والجنوب وبغداد، وتجفيف مياه الاهوار لاسباب عسكرية، وقصف مدينة
حلبجة بالكيمياوي المحرم دوليا، واخيرا التسبب بهلاك ملايين الأسماك في الفرات
الاوسط، وتوقف مشاريع الاحزمة الخضراء، والتصحر الهائل المستمر بسبب انحسار الغطاء
النباتي وجفاف مصادر المياه الجوفية وتلوثها؛ بينما تستمر السلطة بالنهب والسلب
والبلطجة و مراكمة الأرباح وتأجيج الأحقاد الطائفية.
يعتبر
الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي ان ارجاع العافية للبيئة في العراق أمر ممكن
ولكنه فقط ممكن التحقيق من قبل الطبقة العاملة والشيوعية العمالية بانتصار
الاشتراكية لمنع الاستغلال للبشر ووقف الانتهاكات للبيئة والطبيعة.
ووفق
اعلاه يقرر الحزب:
1.
ان
النضال من أجل البيئة هو جزء لا يتجزأ من نضاله من أجل الاشتراكية وانتصارها؛ نضال
من اجل حياة كريمة وانسانية وذلك يتطلب الحفاظ على البيئة بكل الوسائل الممكنة؛
2.
ان
الدفاع عن البيئة والنضال الفعال من اجل وقف الانتهاكات يشمل، ولا يقتصر على،
النضال ضد السياسات البرجوازية للحكومة العراقية والتي تسببت بتلويث التربة والمياه
والغلاف الجوي وازالة الاشجار والمناطق الخضراء وانضاب الموارد الطبيعية والإمعان
في استخدام الوقود الأحفوري (النفط والغاز الطبيعي) الذي يؤدي الى التلوث إزاء
استحداث وسائل طاقة نظيفة في كل القطاعات وخاصة الطاقة الشمسية والمائية ودعم
الصناعات التي ترمي مخلفاتها السامة في التربة والمياه والهواء؛
3.
دعوة
الجماهير عامة والعلماء والبيئيين والمهتمين والمناهضين للتلوث والمدافعين عن
البيئة الى الالتفاف حول مطالب الحزب في تحويل العراق الى بيئة نظيفة، صحية، خضراء،
غير ملوثة، ومستدامة لكل البشر؛
4.
النضال ضد دفن مخلفات المعامل والمصانع ومنع القوى العسكرية لامريكا والدول الاخرى
استخدام اراضي العراق لاجراء تجارب الأسلحة والمواد الكيمياوية والنووية وفضح اي
تواطئ حكومي وعسكري وميليشياتي عراقي مع هذه الانتهاكات؛
5.
ان الحل في اجراء هذا التحول بشكل ثوري وراديكالي يتطلب انتصار الاشتراكية في
العراق من اجل وقف هذه الكارثة الانسانية والبيئية فوراً؛
6.
يضع
الحزب في اجندة نضاله اليومي مهمة الدفاع عن البيئة والنضال ضد السياسات الحكومية
المدمرة للبيئة وابتداع وسائل
لحمايتها والحفاظ عليها ويعتبرها جزء لا يتجزأ من مهمات وأهداف الشيوعية العمالية.
البلنوم الثالث عشر للحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي
بغداد في 23
شباط 2019