مشاركة ناجحة لكوادر الحزب في ندوة "الاسلام في الغرب"
لمينا احدي وحامد عبد الصمد ومحمد المسيح بمدينة مونتريال الكندية
عقدت في مدينة مونتريال الكندية مساء يوم السبت 31 حزيران ندوة ثقافية علمانية بحضور عدد غفير من المهتمين قارب المئة شخص من المغرب والمشرق العربي وجمهور كندي مهتم. وقد ادارة الندوة السيد هشام واستضاف فيها عدد من الشخصيات العلمانية العلمانية تظم الرفيقة مينا احدي مسؤولة منظمة (اكس مسلم) وعضوة المكتب السياسي للحزب الشيوعي العمالي الايراني، والشخصية العلمانية اللامعة الاستاذ حامد عبد الصمد والباحث القدير في التأريخ الاسلامي الاستاذ محمد المسيًح.
وحضر الندوة وفد مشترك من الحزبين الشيوعيين العمالي الايراني والشيوعي العمالي اليساري العراقي. وظم الوفد العراقي الرفاق عصام شكــري عضو المكتب السياسي ومنسق منظمة العلمانية والحقوق المدنية في العراق وسركول احمد عضو المكتب السياسي ومسؤولة منظمة حرية المرأة في العراق والرفيق كاوه عمر عضو اللجنة المركزية للحزب.
وقد بدأت الندوة بمداخلة شيقة للرفيقة مينا احدي استعرضت فيها جانب من تأريخ نضالها ضد النظام الاسلامي الحاكم في ايران منذ ايام شبابها. ووصفت مينا وضعها اوائل الثمانينات عندما كانت مجبرة على لبس الجادور (الحجاب الايراني) بانها كانت كمن يحمل سجنها على رأسها. وسردت احداث اقتحام الحرس الثوري الايراني لبيتها واعتقال زوجها واعدامه لاحقا في حملة التصفيات الوحشية للجمهورية الاسلامية ضد الشيوعيين والاشتراكيين. وفي خضم حديثها عن الاسلام السياسي في الغرب بينت مينا احدي ان للاسلام السياسي مشروع سياسي ليس في البلدان التي تخضع له فحسب بل في الغرب ايضا. وسردت قصة زيارتها الى منزل عائلة ايرانية علمانية صديقة في مدينة تورونتو حين عرفت بان الفتاة الصغيرة في العائلة قد دعت اهلها لحضور ندوة اقيمت في المدرسة عن "الاسلاموفوبيا". وحين حضراهل الفتاة الندوة فوجئوا بان مينا احدي وضعت على راس لائحة "الاسلاموفوبيا". وشددت مينا على ان ما يسمى الاسلاموفوبيا هو خدعة تهدف الى اخراس الاصوات وكم الافواه والسطوة على مصير الملايين من المهاجرين في الدول الغربية.
اما حامد عبد الصمد فتحدث بخطاب شيق وباسلوب ساخر عن الاسلام في الغرب وبين بان الغرب يشعر بعقدة الذنب وان مثقفيه وسياسييه وحتى بعض يساره مصاب بعقدة الذنب وانه يصدق الاكاذيب التي يسوقها له الاسلاميين في رغبة منهم في ازالة الاثم الذين يحسون انه عالق باذيالهم نتيجة التأريخ الاستعماري للغرب. ووجه حامد عبد الصمد نقده الحاد لبعض اليسار الغربي وقال انهم يساهمون مساهمة جدية في الترويج للاسلاميين ويجعلون من انفسهم مطية يركبها الاسلام السياسي من اجل تحقيق غاياته. ونصح حامد عبد الصمد الحضور من عدم تكرار كلمة اسلاموفوبيا ورفضها قائلا انها تعني الخوف المرضي من الاسلام ناصحا الحضور في عدم القبول بهذا التوصيف المرضي ونصحهم بالرد على من يتهمهم بالاسلاموفوبيا بالقول: لا بالعكس نحن اصحاء تماما وليس لدينا اي خوف مرضي. انت لديك خوف مرضي وان الاسلام السياسي وحركتكم هي المريضة وهي التي بحاجة الى دواء عاجل ونصح بان نقول لهم ان نقدنا وعقلانيتنا واستخدامنا للمنطق والحجة العلمية والبحث التأريخي هو علاجنا لهم من مرضهم هم.
وشارك الاستاذ محمد المسيح بمداخلة علمية عن تدريس التأريخ الاسلامي في الجامعات الغربية واشار الى التزييف الحاصل في البحث العلمي وكيفية ان مؤسسات الاسلام السياسي قد اخترقت الجامعات الغربية والاوربية بشكل ممنهج واصبح العالم العربي والاسلامي اسيرا للمنهجية الغربية في قوله (بضاعتنا ترد لنا) وان دراسة التأريخ في الغرب لم تعد تخضع لقواعد وشروط البحث العلمي الغربي الصارمة كما في بقية العلوم. وقد بين ان السبب في ذلك يعود الى الاموال التي تنهمر من المملكة العربية السعودية والخليج على ارقى الجامعات في محاولة لتغيير مناهجها وفرض نمط وصورة محددة للتأريخ كما يريده شيوخ الاسلام والحكومات الاسلامية. وقد اعطى محمد المسيح امثلة متعددة عن تغلغل النفوذ السعودي (او ما سماه بالبترودولار) في جامعات بريطانية رصينة ككمبردج وغيرها في محاولة لتزييف التأريخ الاسلامي كما حصل في المخطوطات القرآنية الاولى من اجل امرار قناعات او صورة معينة مزيفة عن الدين الاسلامي. واوضح ان سرطان الاسلام السياسي قد وصل الى كل مكان وان الاموال التي تنهمر قد جعلت الغرب متواطئا مع الاسلام السياسي في تزييف وعي الملايين من الباحثين والطلبة والجماهير عموما.
وفي فقرة مداخلات الجمهور شارك عصام شكري عضو المكتب السياسي ومنسق منظمة العلمانية والحقوق المدنية في العراق ورئيس تحريرمجلة سيكولار ومنشور العلمانية هي الحل في فقرة المداخلات مبديا ترحيبه بالرفيقة مينا احدي وحامد عبد الصمد والمسيح في ندوتهم مثنيا على جهود المنظمين واهميتها وشرح عصام في نبذة سريعة جدا جزءا من تأريخ الحركة العلمانية في العراق حيث وضح للحضور بان منظمة العلمانية والحقوق المدنية في العراق قد تأسست في بغداد في العام 2003 بعد الاحتلال الامريكي للعراق وانها وضعت اهدافا ماكسيمالية في الانسانية مطابقة لما يدعو له الحضور ومنها فصل الدين عن الدولة والتربية والتعليم والمطالبة بسن حرية التدين وحرية الالحاد واقرار المساواة التامة غير المشروطة للمرأة بالرجل. وسأل عصام حامد عبد الصمد عن اهمية التأكيد على مبادئ وقيم الحداثة والمواطنة ازاء ما حاول النظام العالمي الجديد بقيادة امريكا من فرضه اي الموديل المابعد حداثي الذي يعتمد على تقسيم المجتمع الى كيانات دينية وطائفية وقومية وعرقية متصارعة بدلا من القيم الحداثية للمواطنة والقيم القائمة على تعريف البشر كمواطنين لا اتباع ديانة او طائفة او قومية او قبلية. واشار الى ان امريكا كانت تريد تصدير هذا الموديل الى بقية المنطقة ولكن الموديل تحطم تحطما كاملا وفشل مشروعهم. دعى عصام في نهاية مداخلته الى توحيد الجهود وتشكيل جبهة علمانية عربية صلدة في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا مهمتها التصدي للبربرية الاسلامية وتنوير الجماهير بالقيم الانسانية والتحررية والمساواتية وبقيم المساواة وخاصة المساواة الكاملة للمراة بالرجل دون شروط. وقد حازت مداخلة عصام شكــري القصيرة على موجة من التصفيق والترحيب اضافة الى الحرارة التي استقبل بها المحاضرون المداخلة من خلال اجاباتهم على اسئلة الرفيق عصام حول الحداثة والتأكيد على الفرد والمواطنة والمساواة.
المناسبة كانت ناجحة بكل المعايير وبينت تعاظم الموجة الانسانية وقوة شكيمتها وبان حركة انسانية كهذه لن تبخل مطلقا في توفير وجوه ومفكرين لامعين وفي منتهى الجرأة. مفكرين لا يعرفون الخوف من التهديدات والبلطجة الاسلامية وان جبهة الانسانية تقوى وهي جبهة متعطشة للحرية والمساواة والمدنية والانسانية وان طريقها الان مفتوح اكثر من اي وقت مضى.
عصام شكــري
منسق منظمة العلمانية والحقوق المدنية في العراق
1 تموز 2018