دار الأيتام في بغداد
وصمة عار على جبين البرجوازية !!!
نشرت احدى وسائل الاعلام العالمية الامريكية قبل عدة ايام فلما وثائقيا عن دار الأيتام في بغداد. لقد تمت مهاجمة ذلك الدار من قبل قوات اميركية في بغداد ودعت تلك الوسيلة الاعلامية لتصوير حالة الاطفال اليتامى الكارثية والمروعة. تتراوح اعمار اؤلئك الاطفال بين 3 و 15 سنة. انهم يظهرون عراة بشكل كامل، جوعى، وعطشى، وهم يعيشون في فقر مدقع ولمدد طويلة. لقد كانت ايدي واجساد اؤلئك الاطفال الابرياء مربوطة بالحبال بأسرتهم كالسجناء والمجرمين وفي جو خانق الحرارة وداخل غرف مغلقة موصدة الأبواب ودون شبابيك. وفي الطرف الأخر من البناية تجمعت كومة من المأكولات والملابس الجديدة، التي، وحسب التقرير، ممتلكات للمؤسسة التي كان القيمون على الدار يتاجرون بها في السوق السوداء.
و كرد فعل على تلك الفضيحة اعلن اطراف من حكومة الدمى صنيعة امريكا وحلفائها وخاصة "وزير العمل والشؤون الاجتماعية" محمود محمد الراضي بان التقرير "غير دقيق" و هو" تضخيم للحقائق لكي يظهر الاميريكيون على انهم بمنتهى الانسانية".
ان تاريخ البرجوازية المحلية في العراق عموماً، وتاريخ عصاباتهم الأسلامية والقومية وسياساتهم الإجرامية خصوصاً، ليسا بحاجة الى تضخيم او فبركة، لكي يتم تقبيح تلك الوجوه الكالحة والمفضوحة أساساً، تماما كوجه امريكا وحلفاءها في العراق. فلا يكاد يمر يوم في العراق وايادي القوات الأمريكية والعصابات والميليشيات الاسلامية والقومية لا تتلطخ بدماء الاطفال. لقد ابادت امريكا نصف مليون طفل في العراق عن طريق فرض حصارها الأقتصادي لمدة 13 سنة، كما انها بحروبها المتتالية واستعمالها لليورانيوم المنضب في قذائفها وتسميمها للتربة والمحصولات والمياه في العراق قد سببت الالاف من الولادات المشوهة. لا يزال اطفال العراق يدفعون ثمن تلك السياسة البربرية من عجز وسوء تغذية وامراض مزمنة وغريبة وفقر. هناك الكثير من الوثائق التي تبين بأن القوات الأمريكية قد قامت باغتصاب فتيات عراقيات وتعذيب المئأت من السجناء لديهم في سجون ابو غريب في ظروف غاية في الوحشية وانعدام الضمير. ليس للبرجوازية العالمية بقيادة امريكا وحلفائها في العراق اي وجه لتتحدث عن حرمان ولا انسانية معاملة اطفال العراق وعن رفاههم . لقد دمرت نفس تلك القوى حياة الاطفال.
ان فضيحة دار الأيتام في بغداد ومدى الفاجعة المأساوية تبين وحشية وبربرية البرجوازية ولا انسانيتها. ليس ثمة انسان شريف يرى هذه الصور المؤلمة دون ان يمتلئ قلبه غماً وقهراً وحسرة. ان هذه البربرية هي بربرية نفس امريكا وحلفائها المحليين والعالميين في العراق ونموذجهم لــ"الديموقراطية" و"التحرير". هذا النظام برمته، قد اصبح نظاماً بربرياً معادياً للانسانية.
ليس بامكان الاطفال حماية انفسهم من بربرية البرجوازية وتجاوزاتها وسلب حقوقهم. ان تلك هي وظيفة وواجب التيار الأنساني؛ التيار الأشتراكي. ان أطفال العراق يعانون من شتى صنوف الحرمان والمعاناة وهم في الواقع يعيشوون في جحيم. ان الشروع بالنضال الفوري والواسع للدفاع عن حقوق الأطفال وحمايتهم في العراق هي مهامنا الملحة والعاجلة وهي احد اهم مهمات الشيوعية العمالية. ان شعارنا "اما البربرية او الأشتراكية" يبين حقانيته في فضيحة دار الأيتام وفي كل دقيقة وثانية تمرعلى جماهير العراق وهم يعانون من جرائم البرجوازية.
اننا في الحزب الشيوعي العمالي اليســاري العراقي نندد بهذه الجريمة البشعة ونطالب بتقديم كل القائمين على تلك الدار وكل المسؤولين المرتبطين معهم ومن بينهم "وزير العمل والشؤون الاجتماعية" إلى المحاسبة والقصاص. ندعوا العمال والجماهير الغفيرة والقوى الانسانية والمحبة للحرية والمساواة والتمدن الى النهوض الفوري من اجل حماية الأطفال والدفاع عن حقوقهم من كل التجاوزات. ندعوا الجماهير المتحررة وكل الانسانيين في العالم الى حماية اطفال العراق.
الحزب الشيوعي العمالي اليســـاري العراقي
26\6\2007