مقتل العشرات في انفجارات مروعة في بغداد وطريق ابو غريب - الفلوجة
مازالت المآسي تتكرر في العراق حيث تقوم العصابات الارهابية بتفجير المدنيين
الابرياء في مناطق العراق المختلفة. فقد انفجرت عبوات ناسفة في منطقة الباب الشرقي
ببغداد، وقتل 16 عامل بناء اثناء ذهابهم لعملهم على طريق ابو غريب. وقبل هذه
الاعمال الارهابية بأيام تم تفجير المتسوقين مرتين في احد اسواق البصرة باستهداف
واضح للمدنيين العزل.
تأتي هذه الاعمال الارهابية في الوقت الذي تتصدر فيه اخبار الثورة المصرية والسورية
والبحرينية ويزداد الاحتقان في العراق ضد الاوضاع الاجتماعية الكارثية وعلى الصعيد
العالمي تزداد الاعتراضات الجماهيرية في العديد من الدول. وفي نفس الوقت فان
التحليلات الخبرية البرجوازية تحاول ربط هذه الموجات الارهابية بمسألة انسحاب
القوات الامريكية المهزومة من العراق.
الحركات الاسلامية تواجه افلاسا ايديولوجيا واجتماعيا وسياسيا مفصليا حيث ان العالم
اليوم يمر بتغيرات اعلنت فيه الجماهير وخاصة في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا
انها لا تريد شعارات ومبادئ الاسلام السياسي بل تريد العيش بحرية ومساواة وكرامة.
تلك القيم ليس فقط غير موجودة في بدائل قوى الاسلام السياسي بل انها في الواقع نقيض
ونفي لهذه المبادئ. ان القوى الاسلامية تستند الى الارهاب والتخويف والترهيب والقتل
ولكنها بحاجة الى المدد الايديولوجي والعدو "الصهيوني الصليبي الكافر" ليبرروا
وحشيتهم ويزيدوا من نفوذهم. ان هذه الحملة الارهابية تهدف الى اثبات قدرتهم على
التحكم باوضاع المجتمع في العراق وتهديد واضح لخصومهم في الميليشيات الاسلامية
الحاكمة والموالية لايران وامريكا وتهديد بان الايام المقبلة ستشهد تصعيدا اكبر.
ان حزبنا في الوقت الذي يندد فيه باشد اشكال التنديد والاستنكار هذه الاعمال
الارهابية الوحشية ضد المدنيين العزل والعمال والنساء التي تقوم بها قوى الاسلام
السياسي فانه يوجه اصابع الاتهام، بنفس الوقت الى جميع الميليشيات الاسلامية
الحاكمة في العراق والى الحكومة التي تشكلت هي نفسها من نفس طينة هذه الميليشيات
والتي تتفاخر بانه حققت الانجازات وهي عاجزة كليا عن توفير ابسط مستلزمات المعيشة
وهي حق الحياة والقدرة على حماية ارواح المواطنين وتحقيق الامن ناهيك عن التجويع
المفروض على الملايين.
ان قوى الاسلام السياسي برمتها هي تيار برجوازي عاجز اليوم، كسلفه التيار القومي
العربي المهزوم، على المعيشة يوم واحد دون قتل جماعي واراقة دماء وتفجيرات واحتقار
المرأة. ان قتل الجماهير والمدنيين والعمال واظطهاد وتحقير النساء هي شعارات مخطوطة
في راياتهم المخضبة بالدم وان تلك الحركات ستلقى نفس مصير الطغاة في المنطقة والتي
اطاحت بهم انتفاضات جماهير مصر وتونس وليبيا الباسلة وغدا في سوريا والبحرين واليمن
والعراق وايران لترسم ملامح جديدة لشرق اوسط وشمال افريقيا علمانية حرة وانسانية.
لا لارهاب العصابات والميليشيات الاسلامية
لا لارهاب الجيش الامريكي
الامان والحرية والمساواة والرفاه لجماهير العراق
الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي
25-11-2011