قرار البلنوم الثاني للحزب الشيوعي العمالي اليســاري العراقي حول الحركة العمالية في العراق
1- ان الطبقة العاملة في العراق تعاني من اقسى الظروف من الناحية الامنية ومستوى المعيشة و تدني الاجور وزيادة عدد ساعات العمل وعدم و جود قانون عمل، وبطالة متفشية تزيد عن 60% واستشراء عمل الأطفال دون عمر الثامنة، وتهديد العمال وقتلهم بشكل جماعي وانفجار السيارات المفخخة في ساحات انتظار العمال وعدم توفر الحماية للعمال، وعدم وجود ضمان البطالة والضمانات والحقوق الأخرى المرتبطة بالتقاعد واجازة الحمل والولادة والامومة.
2- ان حقوق الأضراب والتظاهر والتنظيم والتي تعتبر سلاحاً بيد الطبقة العاملة لحماية نفسها والدفاع عن مطالبها وحقوقها الاخرى ممنوعة في اكثر الأحوال او تواجه باشرس هجوم من قبل عصابات الأحزاب والمجاميع المسلحة التي تهدد قادة العمال او يواجهون الأغتيال والتصفيات الجسديه المباشرة. ان للبرجوازية في العراق تاريخ مخزٍ وحافل في انكار وجود التنظمات العماليه واستعمال المنظمات الصفراء كــ"الاتحاد العام لنقابات العمال في العراق" المؤسسة الجاسوسية للسلطة ضد العمال. ولحد هذا اليوم، فان الاحزاب الاسلامية والقومية البرجوازية والحكومة الدمية في العراق تمارس نفس الاساليب الوحشية ضد العمال من شمال العراق الى جنوبه.
3- وبغض النظر عن التاريخ النضالي للطبقة العاملة في العراق وأضراباتها القوية في حقبات من التاريخ، فأن البرجوازية قمعت العمال بأشرس الأشكال ولم تتنكر لحقوقهم فحسب بل انكرت حتى وجود الطبقة العاملة من خلال اصدارها قانون تحويل العمال الى موظفين وسلب كل الحقوق التي فرضها العمال على البرجوازية لعدة عقود من الزمن. ولحد اليوم فان ذلك الوضع مستمر حيث لا يوجد في الواقع اي قانون عمل يحدد حقوق العمال. ان ايادي الطبقة البرجوازية مطلقة تماماً في استغلال العمال حيث ان تحديد الحد الأدنى للاجور وعدد ساعات العمل وغيرها هي بيد البرجوازية وبايدي ارباب العمل يتعاملون معها كما يشاؤون. ان النضال من اجل قانون عمل يحمي العمال يعتبر جزءاً مهما من النضال الطبقي.
4- ان تحويل المعامل والمنشآت الى ثكنات عسكرية وانشاء معامل التصنيع العسكري وفرض العسكرتارية على المعامل والمصانع والورش قد حولها الى معسكرات وثكنات ويتم معاملة العمال كجنود في زمن تسلط حكومة البعث القومية البائدة. وفي الوقت الحالي ايضا فان الشركات والمعامل والمصانع تقع تحت سيطرة القوى العسكرية والميليشيات التي تمارس شتى الاهانات والأعتداءات على العمال. كما انهم يهاجمون التجمعات العمالية وأضراباتهم وأعتراضاتهم.
5- مارست الحكومة البعثية القمع والقتل الجماعي واعدام قادة العمال واسكات العمال لفترة طويلة من الزمن بأغتيال او ابعاد قادة العمال ونفيهم الى البلدان الآخرى. وبسقوط حكومة البعث فقد افسح في المجال للعمال بان يستفيدوا من اجواء الفلتان وعدم وجود حكومة مركزية قمعية قوية مسلطة على رقابهم. شكل العمال خلال تلك الفترة عدة منظمات عمالية ونقابات ومجالس في الكثير من المعامل و المراكز العمالية و برز صف من القادة العماليين.
6- و بعد سقوط النظام وخاصة خلال السنة الماضية تمكن العمال في كثير من المراكز والمنشئآت و المعامل والمصانع كقطاعات النفط و النسيج والبتركيميائيات والسمنت والخدمات وخاصة الصحية بالقيام باضرابات واسعة لنيل حقوقهم ومقاومة الهجمات ضدهم وبالرغم من ان الأضرابات كانت محلية و ضيقة وبافاق غير واضحة الا ان بالأمكان اعتبارها بداية لنهوض حركة عمالية جدية جديدة.
وبناءاً على تلك المعطيات فان الحزب الشيوعي العمالي اليســـاري العراقي يحدد وظائفه داخل الحركة العمالية والطبقة العاملة كما يلي:
أ- يناضل الحزب من اجل تقوية الشيوعية العمالية والتحزب داخل الحركة وخاصة بين قادة العمال و يناضل ضد التيارات الأستسلامية والفردية والأنعزالية والأصلاحية، و يسعى لكسب قادة العمال الى صفوف الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي، ويحاول ان يرفع من قدرات الشيوعية العمالية داخل الطبقة العاملة لكي تقود الحركة الى الخلاص الكلي من النظام الرأسمالي و بناء مجتمع خال من الطبقات ومن العمل المأجور.
ب- يسعى الحزب لتقوية السنن والتقاليد المجالسية والثورية داخل الطبقة العاملة.
ت- يساند الحزب كل النضالات الجماهيرية العمالية والمنظمات العمالية التي يشكلها العمال بأنفسهم لتغيير حياتهم والدفاع عن انفسهم ولا يسعى الى تخريب أي منظمة او هيئة او تجمع عمالي في هذه المسار وينتقد السكتارستية (التعصب الحزبي) ازاء الطبقة العاملة وحركتها.
ث- يسعى الحزب لتقوية النضالات العمالية، ينشر اخبارها على الصعيد المحلي والعالمي لكسب التضامن العمالي والرأي العام للحركة، ويبرز قادة العمال ويعرفهم للمجتمع ويدافع عنهم ضد كل التهديدات التي يواجهونها من قبل القوى القمعية والميليشيات وعصابات الأحزاب الدينية والقومية.
ج- يدعو الحزب العمال وقادتهم الى بناء التنظيمات العمالية الجماهيرية ويدعو الى تشكيل المجالس و بالاستناد الى الأجتماع العام، ويناضل الحزب لتقوية النضال العمالي وجعله نضال عام و شامل. ويناضل الحزب لأخراج نضال العمال من التقوقع داخل المعمل والمركز العمالي الواحد لتطويره وتحويله من حركة معملية ضيقة الى حركة سياسية طبقية شاملة.
ح- يفضح الحزب كل المحاولات من قبل البرجوازية واحزابها ومؤسساتها لبناء تنظيمات صفراء وعميلة لهم داخل صفوف الطبقة العاملة لتفتيت العمال، ويناضل من اجل تقليل نفوذ التيارات الدينية والقومية والتي تعتبر الآن اخطر عدوى لتشتيت وتفتيت صفوف العمال وجرهم الى اتون الحرب الطائفية والدينية والقومية، ودفع تلك القوى الرجعية الى الأنعزال والتقهقر.
خ- لاجل فرض اوسع الأصلاحات في صالح الطبقة العاملة يناضل الحزب لتطوير النضال الأقتصادي للطبقة العاملة في العراق و يعتبره جزءاً رئيسياً من نضاله ضد الرأسمالية ويناضل من اجل تقوية قادة العمال للحد من المظالم التي تواجهها الطبقة العاملة وربط هذا النضال بالنضال الشامل من اجل الخلاص النهائي من الرأسمالية و بناء الجمهورية الأشتراكية.
الأجتماع الموسع الثاني للجنة المركزية ( البلنيوم)
الحزب الشيوعي العمالي اليســاري العراقي
16/17-6-2007