الثورة الليبية
اسقطت نظام القذافي بعد 42 سنة من الأستبداد!
بعد نجاح الثورة التونسية
بدأت
الموجات الثورية تتوسع لتشمل منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا حين اسقطت الجماهير
الحكومة الدكتاتورية القومية البوليسية
لحسني مبارك واتسع نطاق الثورات ليشمل اليمن والبحرين وليبيا والعراق ومؤخرا سوريا.
لقد انتصرت اليوم ثورة الجماهير الليبية في ازاحة اكثر الانظمة القومية العربية
طغيانا ودكتاتورية في المنطقة حيث هرب القذافي والقي القبض على ابناءه.
دخلت قوات الثوار المسلحة الى العاصمة طرابلس بعد سقوط عدة مدن
اخرى بيدهم في صراع دموي مع القوات الموالية للقذافي وتم اعتقال ابناء القذافي
الذين كان لهم دور جدي في السلطة. انظم عشرات الآلاف من المواطنين الى الثوار
المسلحين واحتفلوا بالنصر واطلقوا سراح الآف المعتقلين السياسيين من سجون النظام.
وبهذا رسم مصير احد اكثر الحكومات استبدادا في شمال افريقيا وسجل نصر اخر لثورات
المنطقة. لقد غيرت الدول الغربية وامريكا سياساتها تجاه معمر القذافي من اجل حرف
مجرى الأحداث وايقاع الثورة تحت اشعاع وتأثيرات الغرب وسياساتهم اليمينية. وخلال
الهجوم الجوي من قبل قوات حلف الناتو قامت طائراتهم بالاف الغارات الجوية، الا ان
الثورة في ليبيا هي ثورة الجماهير بغض النظر عن التدخلات الخارجية. لقد قامت جماهير
ليبيا بثورتها وهي صاحبة القرار في تحديد مصيرها، وليس للغرب القدرة على حرف مسار
الأحداث وتحويل ليبيا الى بلد محتل كما فعلوا مع العراق حين دمروا المجتمع فيه من
جميع النواحي.
ان اسقاط معمر القذافي هي دفعة جديدة مشجعة ودعم معنوي لجماهير
المنطقة من اجل ادامة لهيب الثورة ضد الحكومات المستبدة المعادية للجماهير في الشرق
الأوسط والعالم العربي و "الاسلامي". ان الثورة في سوريا الآن تقوى لاسقاط حكومة
قومية مستبدة اخرى في الشرق الأوسط وحليف جدي للجمهورية الأسلامية في ايران واحد
اعمدة الحركة القومية العربية. ان ثورات المنطقة تنتشر كالنار في الهشيم وبدأت
اصوات الحرية تقوى في كل مكان ويتشوق جماهير العراق وايران الى مصير مشابه
لانظمتهما، وان اشعال فتيل الثورة فيهما بأنتظار ساعة الصفر. ان انتصار جماهير
ليبيا على الحكومة المستبدة بعد عدة عقود من القمع والأستبداد يمثل خطوة كبيرة في
مسار تغيير الاوضاع من اجل حصول الجماهير على اوسع الحريات السياسية، ولكن لاتزال
هنالك مهمات امام الثورة الليبية اسوة بأنتفاضات المنطقة من اجل انتصارها على الفقر
والجوع والأستبداد وسلب الكرامة الأنسانية؛ فلا تزال الطبقة البرجوازية ومؤسساتها
في مكانها والقوى الرجعية الأسلامية والقومية والبرجوازية العالمية تهدد مصير
الثورات في المنطقة.
ان عصر النهضة والثورات قد شرع ولن يتوقف عند هذا الحد وسيستمر،
ولكننا نهيب بجماهير ليبيا ان تنتبه الى مصير ثورتها ولا تسمح للقوى الرجعية
الاسلامية المعادية للحرية والمساواة والتمدن باجهاض ثورتها التحررية والانسانية.
ان الجماهير في تونس و مصر يواجهون اليوم قوى الثورة المضادة، وان نضالها من اجل
مطالبها وتحقيق اهداف ثورتيهما لايزال في اوله، وقد لا يكون مسار الثورة في ليبيا
مختلفا عن مصر وتونس وربما تواجه الشعب الليبي مراحل صعبة حين تحاول القوى الرجعية
من اسلامية وقومية الاجهاز على الطابع التحرري والانساني والتقدمي لثورة الجماهير.
يحيي حزبنا الثورة الليبية الظافرة ويعلن وقوفه الى جانب جماهير
ليبيا التي انتفضت بجرأة وبسالة على احد اكثر الانظمة القومية العربية قمعا وبطشا
وندعوا كل التحرريين والعلمانيين الى تشديد نضالهم التحرري المساواتي العلماني حتى
بلوغ الاهداف التحررية والانسانية الكاملة.
النصر لثورة جماهير ليبيا
عاشت الحرية والمساواة
الحزب الشيوعي العمالي اليساري
العراقي
21 آب 2011