بيان انظمام الى المعسكر الثالث
نعلن في هذا البيان عن انظمام الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي الى المعسكر الثالث.
ان الصراع الجاري بين القطبين الارهابيين في العالم أي ارهاب الدولة الامريكية والغربية من جهة والاسلام السياسي من جهة اخرى صراع مدمر ورجعي ويسير بالبشرية، يوما بعد اخر، الى حافة الهاوية. انه يعيد المجتمع الانساني الى الوراء ويؤدي وعلى جميع الاصعدة الى زيادة القتل والجوع وانعدام الطمأنينة وتفتت المجتمعات وانهيار القيم المدنية والمساواتية وازدياد تعريف البشر على اسس قومية ودينية وطائفية وانهيار الحقوق والحريات المدنية والى زيادة ارهاب الدولة في الغرب ومعظم الدول غير المبتلاة بالاسلام بحجة "الحرب على الارهاب" بينما تزداد حياة الناس مأساة وخاصة في الدول التي يسيطر فيها الاسلام السياسي وقواه على السلطة او المعارضة بحجة " الجهاد ضد الصليبيين والكفار...". لقد اطاح هذا الصراع الارهابي الرجعي السافر بكل امال البشر وفي كل مكان باي تقدم وازدادت الافاق تلبدا وانعدمت الامال باي نهاية لهذا الصراع. ان ما كان يعد بديهة من الحقوق والحريات المدنية بالامس بات اليوم محل تساؤل ومراجعة وتقهقر. ان الامر يزداد سوءاً والجماهير مغيبة في هذا الصراع ولا دور لها.
لا مجتمع في العالم اليوم يعاني من اثار هذه الحرب الارهابية الرجعية اكثر من مجتمع العراق. فما يجري في كل زوايا المجتمع من ارهاب وتدمير وانهيار الحقوق والحريات المدنية وانتهاك مساواة البشر، خاصة مساواة المرأة وحقوق الشباب ، والتهجير الواسع للالاف من الناس من مناطق سكنهم ، والقتل "على الهوية" ، وتسلط الميليشيات الدينية والطائفية والقومية الرجعية على مقدرات المجتمع وانعدام الامل لدى الجماهير بوقف حالة التقهقر هذه ، ما هو الا تجسيد قاس للصراع الارهابي الجاري عالميا بين هذين القطبين؛ عسكريتارية الدولة الامريكية والغربية من جهة وارهاب الاسلام السياسي من جهة اخرى. ان البديل الثالث ، البديل المتمدن، بديل الجماهير التي تنشد الحرية والمساواة والرفاه والمدنية والطمأنينة وحقوق الانسان مغيب تماما عن واقع هذا الصراع الوحشي بينما يدفع الملايين ثمنه دماً وخراباً وضياعاً في الحقوق والحريات. ليس أي طرف من اطراف النزاع الارهابي بقادرعلى حسم هذه الحرب المجرمة لصالحه. تبرر دولة امريكا عسكريتاريتها وهجومها الحربي على الجماهير العراقية بانه "نشر للديمقراطية" وحقوق الانسان و"حرب على الارهاب" بينما يبرر الاسلاميون ومنظماتهم انتهاكاتهم وجرائمهم المروعة ضد البشرية في العراق بانها رد على سياسات الغرب وامريكا في العراق وفلسطين وافغانستان. كلا الطرفين مستمر في القتل والارهاب وكلا الطرفين يسحب مجتمع العراق يومياً الى حافة الانهيار والدمار الشامل.
ان بيان المعسكر الثالث يشكل املا لقوة الجماهير المغيبة والمشتتة بولوج الميدان ومقاومة هذين البديلين الوحشيين وانهاء صراعهما وارجاعهما القهقرى. ان الملايين التي تخرج احتجاجاً على الحرب وكل المنظمات الانسانية المدافعة عن حقوق البشر ومساواتهم وكل النقابات والمنظمات العمالية وجميع المنظمات التحررية والمساواتية النسوية وكل الراديكاليين المعارضين لتدخل الدين في شؤون المجتمع وكل العلمانيين والمعتقدين بالعدالة الاجتماعية والمدافعين عن حقوق الانسان والبيئة والمناهضين للتسلح النووي وجميع الاحزاب والتنظيمات السياسية اليسارية والاشتراكية وكل الافراد المتمدنين والانسانيين لهم مكان في هذا المعسكر الانساني؛ المعسكر الثالث. ان المعسكر الثالث هو مكان نضال كل هؤلاء من اجل رفع راية الانسانية والتمدن ووقف مايجري ودفع هاتين القوتين المعاديتين للانسان الى الوراء.
حزبنا الشيوعي العمالي اليساري العراقي يعلن عن انظمامه الى هذا المعسكر الانساني ويدعو كل الاحرار ومحبي الحرية وكل الانسانيين والعلمانيين والمساواتيين وجميع العمال والاشتراكيين الى الانظمام معنا الى معسكر الجماهير؛ المعسكر الثالث.
الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي
22-5-2006