بيان الحزب بمناسبة مرور السنة الثالثة على الحرب واحتلال العراق
الحرب والاحتلال الأمريكي - البريطاني للعراق اغرقا جماهير العراق والمنطقة في مستنقع السيناريو الاســود
تمر السنة الثالثة على احتلال العراق من قبل أمريكا وبريطانيا وحصيلة جماهيره من المعاناة والألم والدمار والقتل وتهديم البيوت تزداد يومياً بل على مدار الساعة.
ان الحرب على العراق واحتلاله هو نتيجة من نتائج السياسة الخارجية الأمريكية لما بعد الحرب الباردة المسماة النظام العالمي الجديد ومعلم أساسي من معالمها. تلك السياسة قائمة على الاحتلال والعسكريتاريا وارهاب الدولة. إن اقتلاع قوات امريكا للدولة في العراق بعد الاحتلال قد أدى إلى تحطيم بنية المجتمع المدني وإغراق الجماهير بظروف انعدام مطلق للامان والفوضى الشاملة. تحول العراق نتيجة الاحتلال إلى ساحة أمامية للصراع الوحشي بين قطبي الإرهاب الدوليين؛ إرهاب دولة أمريكا من جهة وإرهاب الإسلام السياسي وعصاباته من جهة أخرى جاعلا من المجتمع العراقي نموذجاً مرعبا للنظام العالمي الجديد. لقد عرضت الحرب والاحتلال الأمريكي للعراق أمان الملايين من جماهير المنطقة بأسرها إلى اخطر العواقب.
بعد 3 سنوات طويلة من الاحتلال والحرب اليومية، تعاني الجماهير الواسعة من انخفاض كافة معايير حياتها وعلى كل الأصعدة. فمن ارتفاع الأسعار الجنوني وشحه المحروقات وقلة الكهرباء وتردي الاستشفاء والصحة العامة وانهيار النظام التعليمي وانعدام الخدمات من طرق وتصريف مياه ومجاري إلى انتشار الأوبئة والأمراض وتراكم النفايات وبرك المياه الآسنة والتراجع المهول في وضع المناطق السكنية للملايين من العمال والكادحين الفقراء وانعدام السكن اللائق لهم إلى انهيار مؤسسات المجتمع المدني وعمليات الإرهاب الأمريكي والإسلامي الإجرامي اليومية وعمليات التصفية والسلب والنهب والقتل الذي يدفع ثمنه يوميا المئات من المواطنين في كل أنحاء العراق. ان كل هذا التراجع المادي الكبير يصاحبه ويتلازم معه بلا انفصام التراجع الاجتماعي المهول في الحقوق الأساسية للمواطنين وخاصة حقوق النساء. إن محاولة أمريكا استجلاب الشراذم والعصابات والميليشيات الإسلامية والقومية وملئ فراغ الدولة المقتلعة بهم قد أدى الى تراجع كبير في حقوق المرأة في العراق نتيجة تسلط قوى الإسلام السياسي المعادية للمرأة ومساواتها مع الرجل ومحاولة فرض الشريعة الإسلامية عليها بالإرهاب وبدعم القوى الاقليمة وخاصة نظام الجمهورية الإسلامية والسعودية وغيرها.
ان ما يسمى بالانتخابات وترسيخ وجود الميليشيات الرجعية في السلطة من خلال تزييف إرادة الجماهير قد عزز من السيناريو الأسود ونقل الحرب بين قطبي الارهاب الى مرحلة جديدة أكثر دموية. لا يكاد يمر يوم الا وتزداد معه احتمالات انزلاق المجتمع الى هاوية الحرب الطائفية ، بسبب الميليشيات الاسلامية الطائفية والقومية المسلحة وسيطرتها على مقدرات المجتمع.
ان تيار الشيوعية العمالية قد عارض منذ اللحظة الاولى الحرب الامريكية على العراق وبين انها حرب وحشية لا تهدف الى تحرير الجماهير من النظام البعثي بل الى ترسيخ نفوذ امريكا العالمي وانها حلقة من حلقات نظامها العالمي الجديد. بينت حركتنا منذ البدء ان سيناريو الحرب لن يجلب الى الجماهير الا المزيد من الالم والمعاناة والشقاء والتعاسة بعد حصار اجرامي فرضته امريكا استمر قرابة 13 سنة.
يؤكد حزبنا الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي على ان السبيل الوحيد لإنقاذ جماهير العراق من السيناريو الأسود الأمريكي وتخليصها من الوضع المأساوي الذي تعيشه يأتي من خلال تحقيق مطلب خروج القوات الأمريكية والبريطانية المحتلة و نزع سلاح جميع الميليشيات والقوى الإسلامية والقومية فوراً في العراق. إننا نعتبر ان تلك هي وظيفة أساسية من وظائفنا الشيوعية. ان إمكانية تحقيق تلك الأهداف يأتي فقط من خلال نضالنا المستمر لتعبئة قوى الجماهير المليونية في كل أنحاء العالم وفي العراق حول تلك المطالب لتخليص الجماهير في العراق وتجنيبها المزيد من الويلات وتحقيق إرادتها السياسية الحرة بعيدا عن قطبي الارهاب الدوليين. سيطالب ويناضل حزبنا في ظروف حرة بتشكيل حكومة علمانية ترسي دعائم مجتمع مدني متساوٍ وأنساني في العراق.
ندعو قوى الجماهير في العالم اجمع الى تعبئة قواها حول مطالبنا والمتمثلة في الإخراج الفوري للقوات الأمريكية ونزع سلاح جميع الميليشيات والقوى الإسلامية والقومية في العراق عن طريق قوة مسلحة دولية لا تتضمن قوى الاحتلال الأمريكي البريطاني او اية قوات عربية او إسلامية.
نعم للخروج الفوري لقوات الاحتلال الأمريكي – البريطاني
نعم للنزع الفوري لأسلحة كل الميليشيات الإسلامية والقومية في العراق
الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي
19-3-2006