القمة العربية في بغداد

قمة "بقية" الدكتاتوريين لخنق الربيع العربي

تعقد في بغداد اواخر اذار القمة العربية. وتنشط وسائل الاعلام العراقية للحديث عن هذه القمة واهميتها بينما السلطة الاسلامية الطائفية تروج لها وتؤكد على امنيتها وحرصهم على انجاحها باي ثمن بينما تنظر القوى المعارضة لنفس الحكومة بنفس الاهمية لها وتؤكد على ضرورة الارتماء مجددا في احضان الانظمة الدكتاتورية العربية من جديد فيما يسمونه بالرجوع الى "الحاضنة العربية" .

ان حاضنة الانظمة العربية الدكتاتورية تلك باتت اليوم حاضنة مخنوقة بسبب الثورات الهادرة، واصبح الانتماء للواقع العربي هو انتماء الى "للربيع العربي" ولثورات الجماهير.

جماهير العراق تعاني من الجوع والبطالة والارهاب الاسلامي والمفخخات والاغتيالات والاعتقال والاختطافات والسجون والتعذيب وحملات القتل البربرية ضد الشباب والنساء وهي تنظر غير مصدقة الى المبالغ المهدرة على هذه القمة والتي تقدر ب500 مليون دولار امريكي. الجماهير تعتبر ان هذه اهانة وطعنة في كرامتها وانسانيتها في الوقت الذي تبحث فيه عن لقمة الخبز وتستجدي المعونة وتخنقها الحاجة والحرمان من العمل في كل جزء من العراق. في هذا الوضع المأساوي لا يجد قادة الميليشيات الحاكمين في العراق ومعهم الدكتاتوريين العرب اي غضاضة في صرف ملايين الدولارات على حماياتهم ووسائل اقامتهم وترفيههم ومعهم اساطيل من السيارات المصفحة والحمايات المرتزقة برواتبهم الخيالية واشكالهم المكروهة.

من الناحية العملية فان القمة العربية المزمعة في بغداد هي قمة خوف الدكتاتوريين العرب من الشعوب. انها وان كانت تريد منح الشرعية لحكومة الميليشيات الاسلامية والقومية والعشائرية التي نصبتها امريكا ومن اجل تزييف الوضع في العراق وجعله يبدو وكأنه طبيعيا ومتعارفا فان القمة تجري داخل عمق ازمة الطبقة البرجوازية العربية بكل اطيافها. ان كون اختيار بغداد مكانا لعقد هذه القمة لن يتمكن من التغطية على المسألة الاصلية وهي "الربيع العربي" اي ربيع الجماهير وثورتها ضد الانظمة العربية وضد نفس هؤلاء "القادة" وضد الطبقات الحاكمة الاستغلالية والدكتاتورية. لقد فتحت الثورات في المنطقة ابواب التغيير الجذري ولن تستطيع اي قمة الان ان تعالج هذه الورطة فسرعان ما سيرجع كل دكتاتور الى "حاضنته" التي تغلي بالاحتجاجات والاعتراضات من الجماهير المحرومة وسيواجه نفس الاسئلة التي تدور في ذهن بشار الاسد الان: هل من مفر ؟

ان جماهير العراق ليست بحاجة الى حفنة من الدكتاتوريين لكسب اي مصداقية. بالعكس فان الجماهير بحاجة الى التخلص من كل هؤلاء الطغاة والاستغلاليين ومنتهكي انسانية الملايين. ان  جماهير العراق تنتمي الى الثورات العربي والى ربيع الجماهير العربية و تفخر فقط بانتماءها الى ثورة جماهير مصر وتونس وسوريا واليمن والبحرين وكل الشعوب المتعطشة للحرية والناقمة على الطغيان والانظمة الرأسمالية المتعفنة والعاجزة.

حزبنا يندد بعقد هذه القمة وبالاجراءات القمعية المصاحبة لها وبمضايقة الجماهير وسرقة قوتهم لاطعام الكروش المنتفخة من النهب ويدعو الجماهير الى الاحتجاج والاعترض على الاستهانة الوقحة بكرامتها وانسانيتها وبحرمانها وتصعيد اعتراضاتها  ضد هؤلاء الدكتاتوريين بالمزيد من السخط والاحتجاج والتنديد.

النصر لثورات الجماهير في المنطقة والعالم من اجل عالم افضل وانساني

 

الحزب الشيوعي العمالي اليســاري العراقي

24 آذار 2012