من "وول" ستريت الى " كل" ستريت
لنصعد الحركة الثورية ولترفع الرايات الحمراء في كل مكان !
تنهض الجماهير في كل انحاء العالم ضد النظام الرأسمالي المتعفن. لقد الهمت الثورات
التي اشتعلت في شمال افريقيا والشرق الاوسط؛ مصر وتونس وليبيا وسوريا واليمن
والعراق الملايين في اوربا؛ في اليونان وايطاليا واسبانيا وانكلترا وفرنسا وفي
امريكا الشمالية؛ مدن نيويورك وبورتلاند وتورونتو وفانكوفر ومونتريال ولوس انجلس،
وفي استراليا في سدني واوكلاند بنيوزلندا وطوكيو وغيرها من المدن.
ان جوهر هذه الانتفاضة العالمية المنسقة هو الاحتجاج ضد الرأسمالية. انها هبة
الجماهير المحرومة ضد الطغيان الرأسمالي والجشع الرأسمالي والتعسف الرأسمالي، وايضا
هبة الجماهير ضد عجز وفساد وتعفن هذا النظام. هذه الهبة الثورية لن تنطفأ ولن
تؤجلها دسائس الطبقة البرجوازية؛ لا كلامها المنمق والناعم، ولا حروبها وتهديداتها
الاجرامية.
ان الأزمة العميقة والمزمنة التي وقع فيها النظام الرأسمالي هي ازمة متعددة الوجوه؛
اقتصادية وسياسية وايديولوجية وعلى كل الصعد. انها من العمق بحيث ان الخروج منها
اصبح غير محتمل. فالنظام الرأسمالي لم يعد قادرا على القيام باي اصلاحات، او تقديم
اي اجوبة على مطالب الجماهير لا بل انه يزيد من تدهور حياة الملايين في كل لحظة
ويجر حياتها الى الحضيض بشكل يومي. من جهة لم تعد دولة الرفاه قابلة للحياة الان،
ومن جهة اخرى فان توزيع المعونات الخيرية لم يعد بامكانها ان تسكت الجماهير وتبقيهم
خانعين. الثورة تندلع ويتدفق الملايين على الصعيد العالمي الى الشوارع. الازمة
تزداد عمقاً ومعها فان آفاق نجاح الثورة الأشتراكية اصبح شيئا ملموسا وضروريا وان
هذا الحل يتجسد بمطلب "الأشتراكية الآن".
لقد حاولت البرجوازية العالمية بعد سقوط العالم ثنائي القطب منذ عشرين سنة ان تعيد
التوازن لنفسها من خلال خلق قطب اخر ارهابي، همجي جرته من اوحال الشرق الاوسط
لتنافسه في البربرية. لقد خلقوا حركة وحشية هي الاسلام السياسي وشرعوا بالتنافس
معها عسكريتاريا مغرقين الملايين في دمائهم. ولكن معسكر الجماهير المليونية اليوم
ينزل الى الشارع ويعتصم في العديد من دول العالم ويعلن بوضوح انه موجود وانه لن
يقبل بعد اليوم ان يتلقى من حفنة من الرأسماليين بكل الوانهم الكريهة الضربات
والانتهاكات والتحميق، لا من الرأسماليين الاسلاميين والقوميين في دول الشرق الاوسط
وشمال افريقيا، ولا من الرأسماليين الليبراليين والمحافظين والمحافظين الجدد في
اوربا وامريكا واليابان واستراليا وبقية العالم. ان معسكر الجماهير اليوم يعلن انه
لن يقبل بعد اليوم المزيد من الانتهاكات لانسانيته ولن يقبل الحرمان وسيواجه هذه
الطغم الطفيلية الحاكمة بعزم وقوة ويضرب بيد الجماهير الهائلة.
ان الاوضاع في العراق شديدة التأزم هي الاخرى. فنسبة البطالة قد وصلت الى مستويات
لا مثيل لها. الجماهير جائعة ومحرومة من الكهرباء والماء النظيف والاستشفاء ومن
ابسط الخدمات. الشباب في أزمة وحرمان من اي بصيص امل في المستقبل. البنى التحتية
محطمة بسبب الاحتلال وحرب الارهابيين. الدولة في العراق دولة لصوص ومجاميع من
المرتزقة وحفنات من الاسلاميين الارهابيين التابعين لايران والسعودية وسوريا وتركيا
وامريكا وغيرها. لم تعد الجماهير تحتمل وجود هؤلاء وتريد ان تطيح بهم باسرع وقت.
ولكن الدولة في العراق وبدعم الحكومات الغربية تنكل بالاحرار والشرفاء وتقوم بحملات
تصفيتهم جسديا او تهديدهم. لقد ازفت ساعة كل هؤلاء. يجب الاطاحة بهم.
حزبنا يحيي الانتفاضات الثورية التي اجتاحت العالم من اثينا الى باريس ولندن، حتى
نيويورك ولوس انجلس وتورونتو، ومن صنعاء حتى تونس مرورا بالمنامة وبغداد وطهران
ودمشق والقاهرة وبنغازي، تتصاعد الثورة. حزبنا يعتبر نفسه احد قوى الثورة
الاجتماعية من اجل عالم افضل، اكثر انسانية واكثر حرية. حزبنا يحيى انتفاضة جماهير
العراق من اجل الحرية والمساواة والكرامة الانسانية ويدعوها الى تصعيد اعتراضاتها
من اجل الاطاحة بهذه الزمر الرأسمالية الرجعية التي نصبتهم امريكا بعد ان اغرقت
المجتمع بدمه وزيفت ارادته.
النصر لثورة الجماهير من اجل الحرية والمساواة والرفاه والكرامة الانسانية !
يسقط النظام الرأسمالي المتعفن !
الى الامام نحو عالم افضل واشتراكي !
الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي
16-10-2011