بيان الحزب بصدد اجتماع البنك الدولي مع النقابات العمالية العراقية
لا لسياسات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي
شاركت
اطراف عمالية عراقية في اجتماع مع البنك الدولي جرى في مدينة عمان الاردنية بتاريخ
3 كانون الاول 2008 حضره ممثلون عن عدد المنظمات العمالية وبعض ممثلي رأس المال في
العراق. وقد خرج الاجتماع بنتائج حول موافقة اغلبية النقابات العمالية المشاركة،
فيما عدا اتحاد المجالس والنقابات العمالية في العراق، على التعامل مع البنك الدولي
والرضوخ لشروطه بحجج الواقعية وعدم وجود البدائل واعادة الاعمار وغيرها من
التبريرات التي تهدف الى تشديد قبضة الاستغلال الرأسمالي ضد الطبقة العاملة.
ان حزبنا الشيوعي العمالي اليســاري العراقي يعلن لجماهير العمال والكادحين
والمحرومين في العراق بان البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ما هما الا مؤسستان
لصوصيتان معاديتان على خط مستقيم لمصالح العمال. ان هاتين المؤسستين الرأسماليتين
تنفذان بحرفية السياسة الكارثية التي خطها اليمين البرجوازي العالمي والتي آلت،
وكما هو معروف الى الفشل الذريع وسببت الكارثة للملايين من المواطنين في امريكا
نفسها، ومليارات من عمال الغرب وكل انحاء العالم. ان سياسة البنك الدولي وصندوق
النقد الدولي ومعها سياسة حكومة المالكي البرجوازية الاسلامية - القومية وكامل
الطبقة الرأسمالية، قد ادت الى تحويل حياة ومعيشة اكثر من مليار انسان في كل انحاء
العالم الى دون خط الفقر ومنها جماهير العراق، من خلال شن الحروب والتدمير والتفتيت
الديني والطائفي والعرقي من جهة، والخصخصة والسوق الحرة والافقار والتجويع والطرد
والاستقطاعات وسلب الحقوق من جهة ثانية. تأتي محاولاتهم اليوم في سياق سعيهم
المحموم لضرب كل منجزات الطبقة العاملة في العراق والتي حققتها عبر نضالات طويلة
ومريرة مع مختلف الانظمة البائدة، كتحسين الاجور وضمانات البطالة والاستشفاء والصحة
المجانية والسلامة المهنية ومخصصات النقل والتقاعد وحرية التنظيم والاعتراض
والاضراب والتظاهر وغيرها العديد.
ان
الطبقة البرجوازية والتي تشكل هاتين المؤسستين الاخطبوطيتين احدى اكثر اذرعها
استغلالا وجشعا اثبتت فشلها الذريع في وقف الانهيار الحاصل في الاقتصاد الرأسمالي
وايجاد اي حل للمشاكل التي تولدت معها. ان فشل الطبقة البرجوازية وعجزها لا فكاك
منه ولا حل له، وسيحاول الرأسماليون رمي هذا الفشل والعجز على اكتاف العمال
والكادحين وبسرعة من خلال شن هجوم اخر على حياتهم ورفاههم وامان مستقبلهم. بدأوا
سلسة طويلة من عمليات الطرد والاحالة الى التقاعد واغلاق المعامل وسلب الحقوق
الصحية وبقية الضمانات. ان ممثلي
البرجوازية يقولون لكم: كونوا واقعيين، لا تكونوا خياليين، لا يمكن ان تحصلوا على
احسن من ذلك، سنطردكم من اعمالكم اذا لم تنفذوا شروطنا، سنغرقكم في البطالة
وتتشردون!. ولكن "الواقع" الذي يتحدثون عنه هو واقع البطالة والتشرد والذي صنعته
نفس سياساتهم وحشروا الملايين من البشر فيه وعلى رأسهم عمال وكادحي امريكا. يريدون
ادامة رواتبهم الخرافية ومخصصاتهم الخيالية وارباحهم الطائلة التي يمنحونها لبعضهم
البعض واجازاتهم المترفة في الفنادق والمنتجعات الفخمة، اما العمال والكادحين
والمحرومين فمصيرهم الطرد والشوارع والبرد والتجويع والحرمان من الصحة والدواء
والمساكن اللائقة والقلق واليأس والمصير المجهول؛ العمال المنتجين لكل وسائل
الانتاج والحياة، محرومون منهما كليا.
ايتها الجماهير العمالية المحرومة،
يريد البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ان يغرقوكم في سواد اكبر من سوادكم ومآس
اعظم من مآسيكم الراهنة. ان البنك الدولي وصندوق النقد الدولي
وبقية المنظمات الرأسمالية جاءت اليكم تطلب اللقاء بكم لانها تريد خنق الاضرابات
العمالية واخراس اصواتكم المعترضة
بعد فشل نظامهم العالمي الجديد واندحاره الكامل ولكي يتمكنوا من فرض العمل الرخيص
والعامل الصامت ولتديم استغلالكم. اغرقوكم لسنين طويلة بالدماء والارهاب والقتل
وانعدام الخبز والدواء والضمانات، رموكم خارج اعمالكم وقطعوا كل وسائل الحياة
الانسانية عنكم، والان جاءوا ليفرضوا شروط "اعادة الامور الى نصابها" لشن حرب
"اعادة الاعمار" ضدكم التي يهدفون من خلالها ادامة استغلالكم بشروط اقسى واكثر
فظاظة ووقاحة. لا تقبلوا بشروطهم. بامكانكم ان تتوحدوا وتشكلوا قوة رهيبة ومقتدرة
تقف بوجههم.
يا قادة وممثلي العمال،
في الوقت الذي يجتمع فيه ممثلو البنك الدولي معكم من اجل اخذ تواقيعكم على شروط
استعباد الطبقة العاملة؛ من اجل الخصخصة وانتهاج سياسات السوق الحرة، من اجل سلب
حقوق ومكتسبات العمال، والاستفراد بالعمال مشتتين، فان الدولة الامريكية نفسها تقوم
باكبر عملية تأميم شهدها تاريخ الدولة الامريكية الحديث وباعتراف اقطاب رأس المال!
ان ذلك يعني ان تلك المنظمات اللصوصية تتخبط خبط عشواء، وانها فشلت كليا فيما كانت
تروج له من ان الرخاء والتنمية والرفاه مشروطة بانتهاج آليات السوق الحرة. انهم
يريدون تحويل الطبقة العاملة العراقية الى اكباش فداء في ادامة ارباحهم ومراكمة
رساميلهم لا اكثر. لا تقبلوا بسياسات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ومنظمة
التجارة العالمية وغيرها. قولوا لا، وكفى تلاعبا بمصائرنا وحياتنا.
التتمة ص 2
لا يمكن لمنظمة عمالية تحترم ارادة اعضاءها العمال ان تقبل بشروط سياسات منظمات
رأسمالية ذات تاريخ اسود وضالعة في افقار المليارات من البشر في العالم وسلب
حقوقهم، لا يمكن ان تسيروا مع هكذا منظمات لانكم ستفقدون ثقة الطبقة العاملة.
الطبقة العاملة تريدكم ان تمثلوا مصالحها وتدافعوا عنها امام هذه الاخطبوطات التي
تمص دماء البشر لا ان تسيروا باذيالها وتوافقوا على شروطها. ان الموافقة على شروط
تلك المنظمات يساوي تماما الوقوف في الخندق المواجه للملايين من العمال والكادحين.
حزبنا يدعوا قادة العمال والمنظمات العمالية الى أعادة النظر في مواقفهم قبل فوات
الأوان، ويدعوا العمال والجماهير الغفيرة للنضال من اجل تحسين وضعهم وطرح برنامج
لاقصى المطالب رفاهية للعمال والكادحين والجماهير الواسعة وفرضه على البرجوازية
العالمية والمحلية، ويدعوا الى عدم السماح بسلب حقوق العمال وبقية المكتسبات
الاجتماعية، وفي نفس الوقت، يدعوا قادة وممثلي العمال الا يقصروا مطالبهم على
الانية والاصلاحية بل الى الألتفاف حول بديل الخلاص النهائي من الرأسمالية و بناء
الاشتراكية. يضع حزبنا امام الجماهير العمالية الغفيرة وقادتها وامام كل قوى اليسار
الثوري والاشتراكيين في العراق بديله هذا؛ اي البديل الاشتراكي، بديل القضاء على
النظام الرأسمالي واحلال نظام اخر لا يقوم على استغلال الملايين لصالح حفنة من
مصاصي الدماء الرأسماليين. ان الاشتراكية التي يطرحها حزبنا بامكانها ان تكون مشعلا
في اياديكم وان بديلها هو بديل واقعي قابل للتحقيق اليوم قبل الغد لان الاشتراكية
قادرة على توفير الاجابة لكل حاجات المجتمع. ان كلمات البنك الدولي حول "الواقعية"
تهدف الى ادامة خنوعكم اجل تسهيل مهمتهم في استغلالكم ولمنع تحولكم الى قوة
ثورية ملتفة حول الاشتراكية التي يخشون منها اكثر من اي شئ آخر.
التفوا حول راية ماركس الثورية، راية الاشتراكية، وحول الحزب الشيوعي
العمالي اليساري العراقي رافع هذه الراية الانسانية العظيمة. ارفضوا سياسات وشروط
البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ولاتقبلوا بشروط الاستسلام والمساومة والخنوع
لهم.
لا لسياسات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي !
الخبز، الحرية، الامان !
عاشت الاشتراكية !
الحزب الشيوعي العمالي اليســــاري العراقي
19-1-2009