قوى الارهاب الاسلامي ترتكب المزيد من المجازر ضد الابرياء
 
شهد العراق اليوم سلسلة من الهجمات الارهابية شملت العديد من المناطق في بغداد. فقد قالت مصادر الشرطة ان أربعة تفجيرات بسيارات مفخخة ضربت مناطق الكمالية والداخل والكيارة في مدينة الصدر ومنطقة الحسينية والحبيبية والقاهرة. كما انفجرت سيارات مفخخة في منطقة الكرادة والسيدية مما ادى الى مقتل عشرات المواطنين حيث ارتفعت حصيلة القتلى الى 28 قتيل واكثر من 100 جريح.
 
ان هذه الاعمال الارهابية البربرية هي جرائم تعودت عصابات الارهاب الاسلامي لتنظيمات القاعدة على ارتكابها من اجل جر المجتمع الى المزيد من التخندق الطائفي لتحقيق اجنداتهم الخاصة ولتعميق حجم الكارثة والمأساة في العراق. لقد ابتلت جماهير العراق بمجاميع اسلامية من كلا الطرفين الطائفيين لحوالي العشرة سنوات، في حين ادعت قوات الاحتلال الامريكي بانها جاءت لتخليص العراق من الدكتاتورية وتوفير الديمقراطية وحقوق الانسان وغيرها من الترهات والاكاذيب التي رددها معها حفنة من اتباعها من القوميين والأسلاميين.
 
الا ان المجازر الجماعية والمنسقة التي ترتكبها قوى الاسلام السياسي بشقيها لا تدل على منعة هذه القوى او تحقيقها لنفوذ داخل المجتمع بل بالعكس تدل على التخبط والافلاس السياسي لها. فبعد عشرة سنوات من تحويل العراق الى ميدان لصراع وحشي دموي بين قوى اسلامية كلها ارهابية؛ قوى ارتكبت افظع الجرائم ضد الالاف من الرجال والنساء والشباب والاطفال والشيوخ، فان اي من طرفي هذا الصراع الهمجي لم يتمكن من حسم الامور لصالحه. الحكومة الطائفية من جهتها تتخبط وتحاط بالاعتراضات الجماهيرية من كل جانب وهي ترى حليفها الايراني والسوري يترنحان، وقوى الاسلام السياسي السنية اصبحت مكروهة كليا من قبل الجماهير وملفوظة. ان كلا الطرفين الان في تراجع وان تكرار هذه الجرائم لن يستطيع مطلقا ان يحسن موقع احدهما ازاء الاخر.
 
اليوم فان تدخل الجماهير من خلال مظاهراتها الجماهيرية واحتلالها ساحات التحرير وانتهاجها اسلوب الاعتراض المدني و الأنساني في العديد من المدن كالفلوجة والموصل وكركوك و السليمانية  وديالي والبصرة والكوت وبغداد يعني انها تفصل خطوطها كليا عن قوى الاسلام السياسي. فالاخيرة لا تفهم الاعتراضات بل تفهم فقط لغة الدم والقتل والسواطير والمفخخات و"درلات" وزارة الداخلية واقبيتها. لقد انكشف امر هذه القوى المعادية للانسانية بشقيها و دفعت نضالات الجماهير الثورية في المنطقة هذه القوى واساليبها الأرهابية الى الانزواء والأفول.
 
في الوقت الذي يدين حزبنا فيه بكل قوة الاعمال الارهابية الوحشية لتنظيمات القاعدة ومن يتحالف معها فانه يناشد الجماهير عدم الوقوع في فخ الاحقاد الطائفية. يدعو حزبنا الجماهير الى توحيد صفوفها وابعاد قوى الدين والطائفبة والقومية والتمييز الجندري (التمييز الجنسي ضد المرأة) والتلاحم من اجل تخليص المجتمع من هذه الاوضاع الجهنمية. بامكان الجماهير اليوم بقواها الحية المحبة للانسانية والمواطنة والعلمانية والحرية والمساواة والتمدن والحداثة ازاحة هذه القوى اللا انسانية برمتها وضمان تحقيق ارادتها في دولة مواطنة متساوية بلا طوائف ولا اديان ولا قوميات ولا اجناس متناحرة من اجل مصالح حفنة من المنتفعين.
 
لا للارهاب الاسلامي المتوحش
لتتوحد الجماهير ضد محاولات تفتيتها دينيا وطائفيا ومذهبيا وقوميا
 
الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي
18-2-2013