حول التطورات الثورية في تونس !
بعد ان تطورت نضالات العمال العاطلين و الطبقة العاملة و جميع
الفئات المستاءة في تونس الى تظاهرات جماهيرية حاشدة شارك بها المعلمون و المحامون
والشباب بشكل واسع وبعد ان توسعت المظاهرات من المدن الداخلية الفقيرة الى مدن
مجاورة وخاصة تونس العاصمة وانظمام النقابات العمالية الى المظاهرات، بدأت الحكومة
ممثلة بقواها القمعية باطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين و حسب المصادر المعلنة
تجاوزت اعداد القتلى 60 قتيلا بالاضافة الى عشرات القتلى الذين سقطوا في السجون.
وقد ادت تلك المظاهرات العارمة والمواجهات الى فرار الدكتاتور زين العابدين بن علي
واعلان محمد الغنوشي قيامه بمهام رئيس البلاد واعلن الجيش الاحكام العرفية. ويقوم
الجيش الآن بحماية المطار و المراكز الرئيسية للحكومة، الا ان الشوارع لاتزال مليئة
بالجماهير التي ما تزال غير مقتنعة بما يجري وشكلت عدة لجان في المدن لادارة
الأوضاع وحماية الممتلكات العامة من النهب و السلب والتخريب التي تقوم بها عصابات
وسراق مستغلين الأوضاع الراهنة.
ان الاحداث الاحتجاجية الحالية في تونس هي ثورة جماهيرية عارمة
اشعلتها شرارة حرق عامل كادح لنفسه احتجاجا على الاعتداء على مصدر معيشته من قبل
قوات البوليس ليتصاعد لهيب احتجاج العاطلين في كل مكان وتطورت بعدها الى احتجاجات
جماهيرية واسعة وصلت الى مطلب اسقاط الحكومة واطلاق سراح السجناء السياسيين وتحقيق
اوسع الحريات السياسية. ان الجماهير انتفضت ببسالة وادت انتفاضتها الى اسقاط مستبد
طاغية وهربه خارج البلاد مذعورا. الا ان القوى الحاكمة الحالية والتي تدعي انها
تريد انقاذ البلاد هي وجوه وامتدادات لزين العابدين بن علي وان الطبقة المسيطرة على
مقاليد السلطة عاجزة عن خدمة مصالح واهداف ثورة جماهير تونس التحررية. لم تنتفض
الجماهير في تونس من اجل تشكيل حكومة وحدة وطنية او لتستند الى الدستور المزعوم او
غيرها من الحلول التخديرية التي يريدون بها نزع فتيل ثورة الجماهير لجلب الرجعيين
والاسلاميين والقوميين. ان القوى الاسلامية والقومية التي تروج ومعها ابواق الدعاية
والاعلام العالمي لحكومة وحدة وطنية وما يسمونه بترسيخ الديمقراطية تريد في الواقع
اجهاض ثورة جماهير تونس الثورية وتدجينها الى ثورة مخملية(ثورة الياسمين) اخرى من
اجل الديمقراطية وايهامها بان السلطة الحالية قادرة على حل مشاكل ومعضلات الجماهير
وعلى رأسها الحرمان والبطالة والتمييز والبطش وانعدام الحقوق والحريات.
ان حزبنا يؤكد للجماهير التونسية المحتجة ان
الطبقة البرجوازية التي أتوا بها بعد فرار بن علي ستقوم بمحاولات عديدة للاجهاز على
ثورتهم وتقديم الوعود المعسولة بانهاء الاوضاع لصالحهم ولكن في الواقع انهم يريدون
قتل الثورة وافشالها والهاء الجماهير بترقيعات شكلية لا تغني ولا تسمن ليديموا
حكمهم وسلطتهم ونهبهم للمجتمع. يؤكد حزبنا
بان القوى الحالية من قومية عروبية واسلامية رجعية وجلاوزة وعساكر النظام السابق
عاجزين كلهم عن تمثيل الثورة او قيادتها الى اهدافها وان الحل هو بيد الطبقة
العاملة التونسية والملايين من الكادحين و قواهم الاشتراكية والثورية واليسارية
والعلمانية. حزبنا وهو يرى في ثورة تونس بداية عصر جديد في المنطقة العربية من
التحرر والانعتاق يشير الى ان الخلاص النهائي لجماهيرتونس من البؤس والحرمان
والتعسف وانعدام الحقوق والفقر والحريات السياسية الواسعة والمساواة الكاملة للمرأة
بالرجل لا يتم الا بانتصار الاشتراكية وذلك يتطلب ادامة النضال من اجل تحقيقها
بأيدي الطبقة العاملة التونسية.
امام الثورة مهام صعبة واهمها قطع الطريق على الطبقة البرجوازية
التونسية للقيام بخداع الجماهير بالكلام المعسول عن الديمقراطية وحقوق الانسان
والحكومات الائتلافية والتوافقية من اجل التقاط انفاسها واحكام قبضتها من جديد ولكن
بوجوه جديدة. نشدد على ضرورة تطوير سبل ووسائل نضال طبقي للعمال في تونس وتصعيده
وايصاله الى مستوى التدخل في تحديد بدائل الطبقة العاملة الاشتراكية في السلطة. ان
تشكيل اللجان في بعض المدن و تحويلها الى نواة لتنظيم المجالس الشعبية هي خطوة
اولية لاخذ زمام الأمور ولكن قيادة الثورة تتطلب وجود حزب شيوعي عمالي قادر على
قيادة الثورة نحو النصر لصالح انتصار الجمهورية الاشتراكية البديل الوحيد لتدخل
الجماهير الواسع والمباشر في تحقيق ارادتها الكاملة واستعادة انسانيتها المسلوبة.
النصر لثورة جماهير تونس
عاشت الحرية و المساواة
عاشت الجمهورية الأشتراكية
الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي
17 كانون الثاني 2011