بيان الحزب بمناسبة يوم المرأة العالمي
يوم النضال من اجل انهاء التمييز الجنسي بحق المرأة
يحل على البشرية يوم الثامن من اذار – يوم المرأة العالمي. وفي
الوقت الذي يرمز فيه هذا اليوم الى انهاء التمييز ضد المرأة ، فانه
يشير الى القدرة المتجددة لتصعيد النضال المساواتي وتوحيد الصفوف
للاطاحة بنظام اللا مساواة والتمييز والاستغلال - النظام الرأسمالي
ومؤشرا الى امل تغيير هذا العالم المقلوب والظالم رأسا على عقب.
في كل مكان ، تعاني النساء صنوف التمييز وانتهاك الحقوق. فهن
يتعرضن الى القتل فيما يعرف بغسل العار وبتشجيع وتحريض ملالي
الاسلام والعشائر، والى تشويه اجسادهن بعمليات استئصال الاعضاء
التناسلية، والى القتل رجما بالحجارة، والى الاعتداءات الجسدية
والجنسية والاهانة، والى الاغتصاب والبغاء والمتاجرة باجسادهن،
والى القسر على الزواج المبكر، والى أثار الحروب والارهاب
والتهجير، والى انعدام سبل اعالة الاطفال وشظف العيش، والى الجهل
والامية، والى العمل المأجور او بالسخرة بظروف قاسية عديمة
الانسانية وباجور رخيصة او شبه معدومة. يزداد سلب المرأة للعديد من
حقوقها وتسحب الدولة يديها من توفير اي دعم كالخدمات الصحية
المجانية و دور رعاية الاطفال و الحضانة والمعونة الاجتماعية،
واصبحت المرأة تواجه واقعا كارثيا في كل مكان.
وفي العراق فان الحرب والارهاب الاسلامي - القومي والحكومي
والاميركي جعل من حياة النساء جحيما حقيقيا. ومن جانب اخر فان
اطلاق العنان لقوى الاسلام السياسي والقوميين العشائريين لتقسيم
المجتمع على الاسس الدينية والقومية والطائفية والعشائرية قد ادى
الى ارجاع قضية المرأة للوراء. ان الحكومة الاسلامية والقومية
المنصبة من قبل امريكا في العراق لم تحقق للمرأة سوى الدمار وتعميق
عبوديتها بفرض اشد القوانين تخلفا وهمجية ضدها والمستمدة من
الشريعة الاسلامية والاعراف العشائرية كقانون تعدد الزوجات والمحرم
وقوانين الزواج والطلاق وتزويج القاصرات قسرا وفرض الحجاب وبيع
وشراء الفتيات بين العشائر وغيرها كثير. ان السلطة الاسلامية
والقومية تحاول وبشتى الوسائل ابقاء الاوضاع على ما هي عليه واعادة
انتاج نفسها من خلال اجراء المهازل الانتخابية. ليس للمرأة في
العراق ولا للجماهير العريضة اي مصلحة من اجراء هذه المهازل حيث
ستزيد من تعميق حدة وكارثية اوضاع النساء في العراق.
حزبنا ينظر الى قضية تحرر ومساواة المرأة بمثابة احد اهم ميادين
نضاله السياسي ويعتبر ان الحركة المساواتية والتحررية النسوية في
مجتمع العراق هي حركة معترضة حية ونابضة، تتقوى وتنهض باستمرار
وتزداد مراسا وصلابة في تصديها للقوى المعادية لمساواة المرأة. الا
ان نضال الحركة المساواتية لن يكون مثمرا الا بتوحيد صفوفها وتقوية
اعتراضاتها وحشد طاقاتها ضد قوى الاسلام السياسي والقوميين
والعشائريين لازاحتها من على صدر المجتمع وطرح بدائلها الانسانية.
وفي 8 آذار هذا العام تكتسب الاحداث الثورية المندلعة في ايران
سمات ثورة نسوية بكل المقاييس . فالى جانب كونها تحمل نساء ايران
الى صدر الاحتجاجات العظيمة ضد اكثر الانظمة معاداة وكرها للمرأة
كالنظام الاسلامي في ايران، فانها تحمل اهدافا مطالبة بالمساواة
الكاملة والحرية للمرأة. يجدد حزبنا تأكيده على ان مؤازرة ثورة
علمانية وانسانية مندلعة في ايران اليوم سيقوي من الحركة
المساواتية على صعيد المنطقة والعراق وسيعيد للمرأة مبادرتها
النضالية وبقوي الحركة النسوية على صعيد عالمي.
في الثامن من اذار يوم المرأة العالمي، يدعو حزبنا الجماهير
التحررية والنسوية وجميع المساواتيين والشيوعيين والاشتراكيين
ومحبي الحرية والتمدن والجماهير الغفيرة الى الالتفاف حول المطالب
الراديكالية لحزبنا في المساواة الكاملة للمرأة بالرجل وفصل الدين
عن الدولة والتربية والتعليم والغاء جميع قوانين الشريعة الاسلامية
والاعراف القبلية والقومية المناهضة للمرأة. ندعو الجماهير الى
الانخراط في النضال من اجل تقدم الحركة النسوية. سيظل حزبنا في
مقدمة الصفوف التحررية المطالبة بالمساواة الكاملة للمرأة بالرجل
وبالحقوق العالمية للمرأة وبالعلمانية.
عاش الثامن من اذار يوم المــــــرأة العالمي
عاشت المساواة الكاملة للمرأة بالرجل
عاشت الاشتراكية
الحزب الشيوعي العمالي اليســـــاري العراقي – 15 كانون الثاني
2010