في 8
اذار يوم المرأة العالمي
لتصدح
حناجر المساواتيين والمتمدنين في كل انحاء العالم
لا للابارتايد
الجنسي ضد المرأة
لا للقوانين
والتشريعات والممارسات الدينية – العشائرية الكارهة للمرأة
يحل
على العالم في الثامن من اذار لهذا العام يوم المرأة العالمي. يوم المرأة العالمي
هو يوم الصرخة والاحتجاج ضد التمييز والابارتايد الجنسي الممارس ضد النساء في كل
انحاء العالم. انه الذي يجسد فيه مليارات من البشر التحرري والمساواتي والمتمدن،
نساءا ورجالا الاعتراض ضد التمييز رافعين فيه اصواتهم المطالبة بالمساواة الكاملة
للمرأة بالرجل وبانهاء شتى انواع الدونية والتحقير ضد المرأة في كل العالم.
في هذا
العام مازالت مليارات من النساء يعانين من شتى صنوف الاظطهاد والتمييز لا على شئ
الا على اساس كونهن نساء. المليارات من الفتيات يعانين من التمييز الجنسي ومن العنف
المنزلي ومن انعدام الحقوق ومن التعاسة. تعاني النساء اكثر من اي شريحة اخرى من
الحرمان وشظف العيش وقلة الاجور في حال العمل مقارنة بالرجل. كما تحرم النساء وخاصة
في الدول التي يسيطر عليها قوى الأسلام السياسي والعشائرية من اتفه الحقوق التي
يتمتع بها الرجال وتعاني النساء العاملات من الطرد من العمل وانعدام الحماية
الاجتماعية وقلة الاجور وفي احيان كثيرة من التحرش الجنسي واهانة وخدش انسانيتهن.
وفيما يسمى العالم المتقدم تظطر النساء ونتيجة لنفس شروط الدونية الاجتماعية والفقر
وانسداد الافاق الى البغاء ويقعن ضحايا لسماسرة تجارة الجنس وما صار يعرف بتجارة
"الرقيق الابيض" كما ان وجود القوانين الرجعية في اوربا والغرب فيما يسمى قوانين
"الثقافة النسبية" او "التعددية الثقافية" و"حقوق الاقليات" قد ادت الى وقوع ملايين
النساء المهاجرات تحت سطوة ملالي ومشايخ الاسلام. الملايين من العاملات في اسيا
وافريقيا وامريكا الجنوبية يعانين من ظروف العمل المهينة والقاسية والقريبة من ظروف
عمل الرقيق داخل الدول التي تسيطر عليها حركة الاسلام السياسي وخاصة في السعودية
ودول الخليج ولبنان وغيرها.
وفي
العراق فان النساء وقعن ضحايا لمجازر الحرب الامريكية وافرازاتها الكارثية والتي
ادت الى تنصيب اكثر القوى وحشية ومعاداة للمرأة وللتمدن؛ قوى الاسلام السياسي
والقوميين - العشائريين. تلك القوى الرجعية تعتبر ان رمز نفوذها وسطوتها يكمن في
قمع المرأة والحط من مكانتها الاجتماعية وفرض الدونية و القمع ضدها بل وارتكاب ابشع
الجرائم الشنيعة بحقها فيما يسمى "قتل الشرف" و "غسل العار". ان المرأة في العراق
تعاني من نفس تلك الظروف المأساوية لتفكك المجتمع المدني وانهياره واستشراء اعمال
القتل والتفجيرات والاختطاف والقصف العشوائي والتهجير والحرب الطائفية الدينية
اضافة الى الحرمان المعيشي وانهيار الخدمات والمستشفيات وانعدام وسائل الوقاية
والعلاج للاطفال ومن حرمان البنات من الدراسة وفوق كل ذلك من همجية قوى الاسلام
السياسي والقوى القومية والعشائرية المتخلفة التي حرمتها من ابسط حقوقها الفردية
والمدنية. ان اوضاع نساء العراق اليوم تشابه اوضاع العبودية التي عاشها المواطنون
السود في امريكا ايام عصابات العنصريين البيض - الكوكلاكس
كلان، او تحت حكم نظام جنوب افريقيا
العنصري؛ اوضاع الابارتايد والتمييز الجنسي على ايدي قوى عنصرية وكارهة للمرأة
وتستند الى قوانين في منتهى الرجعية وانعدام الانسانية. اما في كردستان العراق فان
النساء ووجهن بقانون رجعي وتمييزي صارخ ضدهن مرره برلمان حكومة اقليم كردستان فيما
يعرف بقانون الاحوال الشخصية والذي اتاح للرجل رسميا الزواج باكثر من امرأة وبشروط
تافهة تبرر عبودية المرأة.
ولكن
رغم الظروف المأساوية التي تعيشها جماهير العراق وخاصة النساء فان حركة تحرير
المرأة في العراق وعلى صعيد المنطقة والدول الخاضعة للاسلام السياسي لم تتوقف.
تظطرم في العراق بذور حركة علمانية وتيار مدني وتحرري ومساواتي ونسوي انساني رائد
وان بروز هذا التيار ورفع رايته خفاقة رهن بنضال الطبقة العاملة وقوى الاشتراكيين
وحركة الشيوعية العمالية وبنضال القوى العلمانية والمتمدنة. ان الحركة النسوية
المساواتية والاشتراكية وطلائع النساء التحرريات في العراق تناضل اليوم ضد القوانين
والممارسات التي فرضتها السلطة المنصبة من امريكا والمستمدة من الشريعة الاسلامية.
ان نضال المرأة في العراق بامكانه تحقيق الانتصار وان يشكل ركنا اساسيا من اركان
نضال علماني واشتراكي اوسع في التصدي لحركة الاسلام السياسي والقومية والعشائرية
وقوانينها التمييزية. يؤكد حزبنا ان نضال المرأة من اجل المساواة التامة ورفض
العبودية على اسس جنسية هو جزء لا يتجزأ من ذلك النضال الواسع والشامل ضد القوى
السياسية الرجعية والمتخلف التي تريد ابقاء اسس وركائز مجتمع ابوي بطرياركي يشكل
قمع المرأة والحط من مكانتها احد اهم دعائمه.
يهنئ
حزبنا جماهير العراق والعالم بيوم المرأة العالمي ويشد على ايادي كل التحرريين
والمناضلين الجسورين الذين لا يعبرون عن انفسهم بل على ارادة وميل اجتماعي لمليارات
من النساء المظلومات والمظطهدات في شتى انحاء العالم ضد التمييز الجنسي وضد
العبودية بحقهن. ندعو الجماهير في كل انحاء العراق وفي المنطقة وفي كل انحاء العالم
الى احياء هذا اليوم الاغر وجعله رمزا نضاليا وشعلة لا تنطفئ حتى تحقيق المساواة
التامة للمرأة بالرجل وارساء اسس المجتمع الانساني الحر والمتساوي.
عاش
الثامن من اذار يوم المرأة العالمي !
عاشت
المساواة التامة للمرأة بالرجل !
تسقط القوانين والتشريعات التمييزية
المعادية لمساواة المرأة !
عاشت
الأشتراكية !
الحزب الشيوعي العمالي
اليســاري العراقي
3 شباط 2009