الجماهير في كل انحاء العالم تستلهم من مبادئ ثورة اكتوبر الاشتراكية العظيمة !

الاحتجاجات العارمة ضد الرأسمالية تجتاح العالم !

تحتفل البشرية هذا العام بذكرى ثورة اكتوبر الاشتراكية بظل اوضاع مختلفة. الاحتجاجات ضد النظام الرأسمالي تجتاح العالم؛ بدءا من شارع البنوك (وول ستريت) في نيويورك، مرورا بالعديد من المدن في الولايات المتحدة وكندا وايطاليا واليونان واسبانيا وانكلترا وفرنسا واستراليا ونيوزلندا وغيرها. وفي الشرق الاوسط وشمال افريقيا اللتيا تحكمها انظمة رأسمالية في غاية الوحشية والفساد وتحت رايات قوى البرجوازية القومية والاسلام السياسي، فان الجماهير شرعت اوائل هذا العام بنهضة ثورية عارمة وانتصرت في اسقاط السلطة السياسية في تونس ومصر وليبيا وماتزال الثورات تتحكم بمسار الاوضاع في تلك الدول وفي دول اخرى عديدة في المنطقة ومنها سوريا واليمن والبحرين والعراق.

ان الاوضاع الاجتماعية تنحدر اليوم، وعلى صعيد عالمي، من سئ الى اسوأ بظل النظام الرأسمالي. مليارات من العمال يعملون بشروط شديدة القسوة والصعوبة ويتقاضون اجورا بخسة لقاء ساعات عمل طويلة ومضنية وهم محرومين من الحقوق. وفي الوقت نفسه فان ملايين اخرى تطرد فعليا، وترمى في الشارع الى سوق البطالة بسبب دورات الركود الرأسمالية التي تزداد عمقا في كل مرة. ملايين من البشر بلا سكن، يعيشون في ظروف غير انسانية، يفترشون المقابر، او الارصفة، او يسكنون الخرائب او يعيشون في احياء مكتظة، في بيوت رطبة وقديمة وايلة للسقوط، ينحشرون بالعشرات في غرف صغيرة غير صحية، بلا دورات مياه او مياه شرب نظيفة او كهرباء، في الوقت الذي يقفل فيه المستثمرون العقاريون ابواب الاف الشقق السكنية الجاهزة لان ليس هناك من يشتريها. مئات الاف الاطفال يموتون من الجوع والاسهال المزمن والايدز والامراض التي قضي عليها من زمن طويل نتيجة لغياب الرعاية الصحية والفقر الشديد، في الوقت الذي تمتلئ مخازن التجار بالاف الاطنان من الاطعمة والاغذية والمياه المعقمة والتي انتجها العمال المحرومين منها. النساء محرومات من نفس الفرص والحقوق الضئيلة التي يتمتع بها الرجال، ومحرومات من التعليم والتمييز على اساس الجنس ومن الرجولية، المسندة بالدين ورجال العشائر، ومن الاعتداءات واللفظية والمعنوية ومن التحرش الجنسي، او دفعهن للبغاء والمتاجرة بهن عبر الحدود.

وفي العراق فان اوضاع الجماهير قد وصلت الى درجة كبيرة من الاحتقان. فالملايين اليوم اصبحوا يرددون ان على السلطة المنصبة من قبل امريكا ان ترحل، فبقاءها لم يعد ممكنا بسبب عجزها الفاضح عن تقديم اي حل لاي معضلة. فالارهاب يتصاعد وقتل الجماهير في وضح النهار يزداد، التعسف والقمع وكبت الحريات في اوجهه، وجماهير العراق لم يعد لديها اي قدرة على احتمال هذه العصابات والميليشيات الدينية والقومية التي نصبتها امريكا واصبحت تطالب بتصعيد ثورتها ضدهم. ان اوضاع البرجوازية العراقية بكل مجاميعها واحزابها وميليشياتها وعصاباتها تثير الرثاء والسخرية والسخط بين اوساط الجماهير المعترضة وانها تتطلع لليوم الذي تتمكن فيه من ازاحة هؤلاء عن السلطة. 

حزبنا وهو يحيي ذكرى اكتوبر الاشتراكية العظيمة في روسيا وقائدها لينين فانه على قناعة راسخة بان اكتوبر جديدة تشرق على البشرية امر ممكن وضروري. ان الطبقة العاملة والجماهير الغفيرة تنهض اليوم وتنتفض، ليس في العراق فحسب، بل في كل انحاء العالم، تخرج بالملايين الى الشوارع لتطالب بالتغيير، بحياة افضل، بحياة تعيشها بكرامة انسانية. انها من اجل هذا تناضل وتندفع بجرأة وحماسة وتقاوم؛ يجب انهاء هذا النظام الفاسد والاستغلالي واستبداله بنظام جديد اكثر انسانية. ان حزبنا يؤكد للجماهير على ضرورة استلهام قيم ومبادئ اكتوبر الاشتراكية العظيمة وتسلحهم بمبادئها الانسانية ويشدد على رص الصفوف والتلاحم وتصعيد الاعتراضات والاحتجاجات الثورية في العراق وفي كل مكان.

معا نحو عالم انساني !

عاشت ذكرى ثورة اكتوبر الاشتراكية العظيمة !

عاشت الاشتراكية !

 

الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي

7- 11- 2011