جوابا على اصلاحات نوري
المالكي
!
خرج خلال الأسبوع الحالي الاف المتظاهرين في مدن العراق، في
بغداد في مناطق الكريعات والشعلة و بوب الشام والصليخ والحسينية وساحة الفردوس وفي
الديوانية بناحية الحمزة وفي البصرة، كما هددت جماهير السليمانية بالمظاهرات اذا لم
تلبى مطالبهم. ان هذه الأعتراضات بدات تتوسع باستمرار وهي لاتزال في بداية طريقها.
ان جماهير العراق المحرومة في ابسط وسائل الحياة
و المقموعة من قبل القوى العسكرية الأمريكية وشركائهم الميليشيات الحاكمة الدينية
والقومية لاكثر من ثمانية سنوات وهم ينهبون اموال وثروات العراق ويملؤون حساباتهم
الخاصة في كل بنوك العالم بينما يعاني الشعب العراقي من الفقر والبطالة وانعدام
الخدمات الأساسية كالكهرباء والماء الصافي والشوارع المبلطة وانتشار القمامة في كل
مكان. ان خروج الجماهير المتظاهرة الى
الشوارع واعلانها رفضها وعدم قبولها بهذه الأوضاع المزرية وعدم تسليمها للموت
التدريجي هي مسالة متوقعة ومتأخرة في نفس الوقت.
ان الثورتان التونسية والمصرية وألاعتراضات
والنضالات الثورية التي بدأت بهاجمة الأنظمة الفاسدة والدكتاتورية في البلدان
العربية والشرق اوسطية فارضة نفسها على
الحكومات، حيث خرجت كالبركان المتفجر بغضب متراكم لجماهير المنطقة اثر على رفع
المعنويات والروح الثورية لجماهير المنطقة عامة والعراق بخاصة. وفي نفس الوقت فان
هذه الثورات والتحركات الثورية اجبرت الحكومات الرجعية على الأعلان عن القيام
بالاصلاحات السياسية والأقتصادية، وتغيير حكوماتهم واعلانهم عدم ترشيح انفسهم
للدورات القادمة وغيرها من التنازلات امام الضربات القاصمة من قبل ثورتي مصر و تونس
والأعتراضات الثورية في معظم البلدان.
ان قيام حكومة المالكي باطلاق النار على المتظاهرين وتهديده لهم
واعتقال نشطاء العمال والحركات الجماهيرية من طرف، واعلان قيامه ببعض الأصلاحات
السطحية، يعكس خوف ورعب السلطة في العراق من تطور النضالات الجماهيرية و تحويلها
الى انتفاضة وثورة عارمة وتحت تاثيرات ضربات الثورة التونسية - المصرية لازاحتهم
وازاحة سلطهم الهشة.
اننا ندد بالأعمال القمعية لقوات الحكومة باطلاق النار على
المتظاهرين وقتل وجرح عدد منهم واعتقال نشطاءهم وتهديدهم واجبارهم على ملئ استمارات
لعدم القيام بالمظاهرات مرة ثانية. كما نطالبهم بالايقاف الفوري لهذه الأعمال
والأعتراف الرسمي بحق الجماهير بالتظاهر والتنظيم والتجمع، واطلاق سراح المعتقلين
وانهاء تهديد النشطاء بقوانين مكافحة الأرهاب. بالعكس يجب ايقاف ارهابهم هم ضد
الجماهير و الغاء كل القرارات والقوانين التي تمنع المظاهرات والاحتجاجات والأعتراف
الرسمي بالحرية السياسية دون قيد او شرط و منع اعتقال اي شخص لنشاطاته السياسية او
النقابية.
ان دعوات المالكي لتقديم نصف راتبه للفقراء يدل
على مدى السخرية والاستهانة التي تكنها السلطة للملايين من المحرومين الذين لم
يكونوا بهذا الوضع المزري لولا
التدمير والقتل والارهاب ونشر الحركات والميليشيات الاسلامية ودك المجتمع بالطائرات
الامريكية وتدمير الخدمات والصحة والاستشفاء والمدارس ودور الرعاية والايتام
والمتقاعدين ونهبه عن طريق العصابات الاسلامية والاقرباء والمحاسيب والازلام
والبطانة الفاسدة واننا نقول له
نيابة عن كل جماهير العراق بان راتبه الخرافي ورواتب كل اركان السلطة الاسلامية
والقومية سواء في الحكومة او ما يسمى بالبرلمان ومصاريفهم مع حاشيتهم من الازلام
والحمايات والاقرباء الذين اثروا بشكل فاحش وصار لهم المئات من العقارات والحسابات
البنكية والصفقات كلها ثروات غير مشروعة يجب ان ينتزعها الشعب منكم وان وجود كل
القوى الحالية في السلطة جاء فقط عن طريق الحرب والتدمير والقتل الجماعي وحملات
الافقار وتدمير حياة الناس وتحميقهم بالخرافات الدينية والتعصب القومي والتخلف
العشائري. ان تنازلات المالكي وادعاءه بالتزهد والتكرم على الجماهير لن تقيه ولا
كامل النظام الحاكم واركانه من غضبة الجماهير مطلقا وستزداد هذه النقمة وتتصاعد كل
لحظة لغاية ازاحتهم من السلطة واحلال بديل الجماهير.
ندعوا الجماهير الى تصعيد احتجاجاتها واعتراضاتها ضد هذه السلطة
ونهبها وارهابها للمجتمع .
الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي
7-2-2011