حول تظاهرات الجماهير في
الانبار وبقية المحافظات
قامت مظاهرات حاشدة في عدد من
المدن وتحديدا في محافظة الانبار والموصل وصلاح الدين وكركوك. ولحد
كتابة هذا البيان تستمر المظاهرات وتتصاعد وتيرتها في محافظة
الانبار لرفع مطالب اطلاق سراح السجينات والغاء قانون مكافحة
الارهاب – قانون 4 ارهاب – بالاضافة الى بعض المطالب المتعلقة
بحالات اغتصاب وفساد وغيره.
ان المظاهرات التي تجري في هذه
المحافظات هي وجه من اوجه اعتراض الجماهير بوجه التعسف وانتهاك
الحريات وصرخة بوجه القمع والحرمان. الا ان القوى الاسلامية
الطائفية والقومية البعثية والعشائرية تعمل بقوة لتحويل الحركة
الاعتراضية الانسانية الى حركة طائفية ومذهبية وعشائرية من اجل
تحقيق مصالحها الخاصة البعيدة عن مصالح ومطالب الجماهير العريضة.
ان حكومة نوري المالكي هي حكومة طائفية تقوم على اساس تقسيم السلطة
بين المجاميع الاسلامية الشيعية والسنية فيما يسمى "الشراكة
الوطنية" – هذه الشراكة ما هي في الواقع الا عقد تقاسم سلطة بين
مجاميع رجعية طائفية اسلامية احدهما مدعومة من الجمهورية الاسلامية
الايرانية واخرى من مشايخ الخليج والسعودية وتركيا، الاخيرة التي
وجدت في تطور الاوضاع في المنطقة فسحة لانقاذ اوضاعها المتدهورة
باتجاه تصعيد طائفي من خلال استغلال النقمة الجماهيرية العارمة في
العراق وفشل السلطة الاسلامية وارتكابها للقمع والبطش والفساد
وتدمير البنى التحتية والخدمية وارتكابها انتهاكات واسعة لحقوق
الجماهير.
ان حزبنا وهو يؤيد بقوة كافة
اشكال الاعتراضات الجماهيرية بوجه الطغيان والتجويع والافقار
والبطالة والتعذيب وحملات الاعدام الجماعي والتنكيل بالمواطنين
والمواطنات والاعتقالات العشوائية والفساد والمحسوبية والطائفية
ونشر الافكار العنصرية الدينية، فانه يندد بنفس الوقت بمحاولة
القوى الطائفية الحاكمة والمعارضة الركوب على موجة الاعتراضات من
اجل تجييرها لخدمة مصالحهم المدمرة والتي تريد اغراق الجماهير
بدماءها من اجل ادامة وجودهم ونفوذهم.
ان بدأ العد العكسي لقوى
الاسلام السياسي وافول حركتهم البربرية وطي راياتهم الصفراء
بشعاراتها الديماغوجية وخاصة اثر نهاية مرحلة السيناريو الاسود
التي اغرقوا العالم بها بالدم وبدأ عصر الثورات التحررية التي لم
ترفع شعارا اسلاميا او طائفيا واحدا رغم محاولاتهم تشويه سمعة هذه
الثورات وخاصة مؤخرا في سوريا، وتامرهم لجلب الاسلاميين، والنزعة
العلمانية والانسانية للثورات، كله قد ادى الى خوفهم، وبالتالي
تشديد محاولاتهم استثمار نقمة الجماهير وتأهبها لكنسهم، لحرف
الثورات عن مسارها التحرري وتحويلها الى صراعات بين طوائف. لقد
حكمت القوى الطائفية المنصبة من قبل الاحتلال الامريكي العراق منذ
قرابة العشر سنوات وهاهي جماهير العراق في كل مكان تفضح فشل هذه
القوى الدينية والطائفية والقومية. ان لهيب ثورة جماهير سوريا
يقترب من ثياب الطبقة الحاكمة الفاسدة في العراق التي كلما اشتد
الخطر عليها من غضبة الجماهير، كلما عمقت طائفيتها لدفن الثورات
لتغرق بدلا منها الجماهير في بحيرة دماءها. ان قوى الاسلام السياسي
المهزومة والمفلسة تريد تحويل الصراع بين الغالبية الساحقة من
الجماهير المحرومة والطبقة الطفيلية الى صراع داخل معسكر الجماهير
بين كتل دينية وطائفية. تريد المزيد من القتل والدم لتزيد نفوذها
هي ومن اجل مصالحها هي.
حزبنا يؤكد مساندته ووقوفه الى
جانب وفي قلب كل الاعتراضات الجماهيرية في العراق، داعيا الى رفع
شعار "الشعب يريد اسقاط النظام" وليس فقط المالكي الذي هو مطلب
مجاميع معينة تشارك عمليتهم السياسية، من اجل ازاحة كامل القوى
التي شاركت في تدمير المجتمع، سواء كانت اسلامية ام قومية. ولكنه
بنفس الوقت يحذر من الانصياع وراء دعوات مشايخ الاسلام وقادة
الطائفية السياسية داخل وخارج حكومة المالكي ويؤكد على موقفه بان
معسكر الجماهير لن ينتصر الا حين يفصل خطوطه عن خطوط ودسائس الطبقة
الحاكمة بكل الوانها واشكالها وباستقلال صوتها، بعلمانيتها، برفعها
المطالب الانسانية والمواطنية والمساواتية، والانتصار لقيم مجتمع
متمدن انساني حر ومتساو.
يؤكد حزبنا بان نزول الطبقة
العاملة الى الميدان الثوري ورص صفوفها بعيدا عن تأثيرات وقيادات
القوى الاسلامية الطائفية والرجعية الاثنية والقومية بكل الوانها،
وتوحدها حول مطالبها بالحرية والخبز والكرامة الانسانية، ونهضة قوى
هذه الطبقة العملاقة من اشتراكية شيوعية وعلمانية ونسوية وشبابية
راديكالية وانسانية، كفيل بالرد على محاولات القوى الدينية تجيير
نقمة الجماهير لصالح اجنداتها وتفتيت المجتمع لادامة تناهب ثرواته
بين حفنة من السياسيين الطائفيين ورجال الدين والمشايخ والملالي
- اعداء العامل والمرأة وكل تمدن وانسانية.
عاشت انتفاضة الجماهير من اجل
الحرية والمساواة والرفاه
نعم ل (الحرية - الخبز -
الكرامة انسانية) ولا (للاسلام السياسي – لا للطائفية والحقد
القومي)
عاشت الجمهورية الاشتراكية !
الحزب الشيوعي العمالي اليساري
العراقي
3 كانون الثاني 2013