حول توهيم الجماهير بامكانية تلمس تغيير الاوضاع من قبل العسكر في العراق
المجتمع في العراق يعيش حالة من الغليان الشعبي وتتوسع دائرة المطالب والاحتجاجات واعتداءات السلطة ايضا ضد المتظاهرين وامعانها في اذلال المواطنين من اجل ابقاء حفنة من الميليشيات الفاسدة والمتسلطة على رقاب الجماهير منذ الاحتلال الامريكي وبدعم الجمهورية الاسلامية والغرب.
وفي خضم صراع اقليمي ودولي حالي بين محوري الجمهورية الاسلامية الايرانية ومحور امريكا – السعودية يتم وضع الجماهير في العراق بين كماشتي هاتين القوتين الارهابيتين والرجعيتين اي امريكا واعوانها وايران وميليشياتها. ان الجماهير في العراق تتعطش للحرية والرفاه والعمل وفصل الدين عن الدولة وتفضح اليوم القوى الاسلامية والقومية الحاكمة وفشلها الذريع في تحقيق الحد الادنى من مقومات مجتمع طبيعي وتوفيرابسط اشكال الخدمات والرعاية الاجتماعية والصحية بل هي على العكس تماما؛ تمعن في النهب والسلب والبلطجة والترهيب والمحاصصة والطائفية وتفتيت المجتمع.
وفي خضم هذه الاوضاع برزت داخل صفوف الحركات الاحتجاجية مطالبات وحملات ترويج لتصوير احد القادة العسكريين في الجيش العراقي بمثابة المنقذ للاوضاع والتعويل على تدخل الجيش وما يسمونه "القوى الوطنية". وبدلا من نقد هذا التوجه وفضح دور الجيش كمؤسسة حامية للبرجوازية ومصالحها على مدى تأريخ الرأسمالية فانهم يقومون بتوهيم الجماهير في ان البديل للانقاذ هم العسكر. ان هذه الحملة مشبوهة ومضللة والحزب يحذر منها كل التحذير.
يجلب حزبنا نظر الجماهير وقواها الشبابية والعمالية المعترضة الى ان القوى التي تحاول تسويق هذا الجنرال العسكري او ذاك فانما تدفع الجماهير الى احضان نفس السلطة التي يدعون انهم يناضلون ضدها؛ سلطة الميليشيات الدينية والقومية. ان العسكر ركن اساسي من اركان السلطة وان دفع الجماهير للتوهم بالعسكر والجنرالات هو عبث مكشوف وواضح لرهن ارادة الجماهير الحرة بيد حفنة من العسكر بحجة الوطنية وترهات القومية وغيرها. يجب ان تبقى ثورة الجماهير واعتراضاتها حرة ومستقلة عن جبهة القوى التي دمرت المجتمع في العراق وان تبقى مطالبها واهدافها مستقلة وذلك يتطلب ابعاد انتفاضة الجماهير عن كل من القوى المتصارعة سواء الميليشيات التابعة لايران كالحشد الشعبي وبدر وغيرها او الجيش ومؤسسته القمعية "الوطنية".
ان مطالب تأييد الجنرالات في صراعهم مع الميليشيات الموالية لايران يلحق اكبر الضرر بحركة الجماهير من اجل التخلص من كل هذه النفايات برمتها.
ان حركة الجماهير الاعتراضية يجب ان تظل مستقلة عن كل القوى المتصارعة المشاركة في السلطة لان كل هذه القوى هي جزء لا يتجزأ من الصراع الاكبر وهي تأتمر باوامر معسكر امريكا وايران وليس للجماهير اي مصلحة من الانجرار وراء هذه القوى الرجعية التي لن تجرها سوى الى كارثة جديدة وستعجز كليا عن تحقيق امالها واحلامها في حياة حرة وكريمة وانسانية.
يكرر حزبنا تحذيره للجماهير وكل القوى المعترضة والشباب والشابات والعمال وكل الاحرار ومحبي الحرية من الانجرار وراء القادة العسكريين للجيش وينتقد بحدة من يروج لهذه البدائل ويريد ان يحرف مسارات التظاهرات المطلبية والراديكالية المطالبة بقلع كل السلطة الاسلامية القومية الحالية وبكل اجنحتها والترويج لحكم العسكر او القوميين العرب او البعثيين او بقية القوى التي تعشش في المؤسسة العسكرية الحالية بحجة انقاذ الوضع.
لن ينقذ الوضع في العراق سوى الارادة المستقلة للجماهير من خلال منظماتها الثورية او تنسيقياتها و تحت قيادة حزبها الشيوعي العمالي الثوري. ويحذر الحزب النشطاء والاحرار الى المؤامرات في اختراق المنظمات الجماهيرية الاعتراضية ومحاولة تدجينها لصالح هذا الطرف او ذاك من اطراف السلطة الميليشياتية. يدعو الحزب الجماهير الكادحة والشباب والشابات والعاطلين والعمال الى تنظيم انفسهم في مجالس جماهيرية وعمالية ثورية بعيدا عن اطراف السلطة سواء الموالية لايران او الموالية لامريكا ولمشاريعها المشبوهة في العراق وتحكيم ارادتها المستقلة الكاملة بعيدا عن هذه القوى التي لا تبغي سوى انجاح مساعي البرجوازية المحلية والاقليمية والعالمية في مسك المجتمع العراقي ومن خناقه وتسييره حسب اهوائهم ومص دم وعرق عماله وشبابه ونساءه واحراره من جديد.
النصر للحركة الثورية الجماهيرية في العراق
لا للسلطة الميليشياتية الدينية القومية
نعم لحكومة علمانية غير دينية و غير قومية
الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي
30 ايلول 2019