قرار
الحزب الشيوعي العمالي اليســاري العراقي
1. بعد
قرابة خمسة سنوات
ونصف من أحتلال القوات الامريكية وحلفائها، تحول العراق اليوم الى ركام لم يبق فيه
اي اثر للتمدن. ان احد النتائج المباشرة للديمقراطية هي القنابل واطلاق يد بربرية
العسكرتارية الأمريكية في العراق وقتل اكثر من مليون ومائتي الف مواطن، وتهجير
وترحيل خمسة ملايين شخص. اصبحت اكثر العصابات بربرية وتدججاً بالسلاح في السلطة
وتحول العراق الى ساحة الحرب، في حين اصبح المواطنين ضحايا لهذا الأقتتال واطلاق
النار والتفجيرات. في ظل هذا السيناريو الأسود، تنهب وتسلب ثروات المجتمع من جهة،
ومن الجهة الاخرى، فان الجماهير المظلومة محرومة من اكثرالأمكانات بدائية، وهم
يصارعون الجوع والمرض وغياب الأمن والمظالم على ايادي القتلة من القوات الأمريكية
والعصابات الأسلامية.
2. ان
دور الأحزاب القومية
الكردية في تهيئة الأوضاع الراهنة في العراق وحصتهم ومكانتهم المحورية بعنوانهم
المتحالفين الجديين مع امريكا والدولة الدينية – القومية المركزية، والحكومة
المحلية في كردستان، قد اوجدت ظروفاً سياسية - اقتصادية - اجتماعية مختلفة عن كل
المناطق في العراق. فاوضاع الفوضى السياسية (السيناريو الأسود) هو عامل غير
مسيطرعلى اوضاع ومجتمع كردستان قياسا الى بقية مناطق العراق، وهو اكثر قربا منه الى
مجتمع برجوازي متعارف ومستقر.
3. تظهر
هذه الأوضاع الخاصة،
بكل جلاء، عند مواجهة العمال وعموم الجماهير ضد الأحزاب البرجوازية الكردية
ودولتهم. ان ضعف الدولة المركزية (التي يلعب الأتحاد الوطني الكردستاني، كحزب قومي
كردي، دورا اساسيا فيها)، قد اعطى الفرصة لحكومة اقليم كردستان لفعل ما تشاء،
ووضعها في مواجهة مباشرة، ودون اي وسيط مع عموم الجماهير، وهيأ الأرضية لتطور ونمو
النضال العمالي وبقية الحركات الأعتراضية في كردستان. في الأوضاع الحالية، فان
الأستقطاب الطبقي في كردستان العراق قد اشتد واصبح اكثر قطبية من اي وقت اخر،
قياساً ببقية مناطق العراق، وقياساً الى التاريخ الذي مرت عبره النضالات في كردستان
نفسه.
4. ان
الأوضاع التي اشرنا
اليها اعلاه، وبسبب الاوضاع السياسية في العراق وعموم المنطقة، غير مستقرة ومؤقتة
وبادلة متنوعة من ضمنها خروج القوى المحتلة من العراق، فان الأوضاع السياسية في
العراق وكردستان معرضة للتغيير. تتصاعد المواجهة بين القوى القومية - الدينية
(المجاميع المختلفة، الأسلامية، القوميين العرب، القوميين الكرد..الخ)، وبالأخص
بناءا على موالاتها او معاداتها لامريكا وعلاقتها مع الغرب، أثناء الأحتلال وبعد
انتهاءه، وخاصة الصراع والمواجهة بين القوميين العرب والكرد الذي سيزداد ويشتد.
5. بغض
النظرعن كون الظلم القومي
والمسالة القومية قد اوجدتا الأرضية التاريخية للمكانة الفعلية لكردستان، الا انه
وفي الوقت الحالي، وبظل الأوضاع السياسة الراهنة - منذ بدأ حرب الخليج الاولى في
سنة 1990 ولحد اليوم – فان المسألة الكردية (في المنطقة والعراق) اصبحت قابلة
للتعريف، ضمن اطر، وبناءا على سياسات النظام العالمي الجديد لأمريكا والبرجوازية
الغربية في الشرق الأوسط. في الاوضاع
الحالية، تسعى البرجوازية الكردية في العراق لحفظ مكانتها في السلطة المركزية
والمحلية، وافساح المجال للبرجوازية الكردية على صعيد المنطقة للمشاركة في
السيناريو الأمريكي واعادة نموذج كردستان العراق. اما بالنسبة للبروليتاريا في
كردستان فهي تسعى لعزل القوى القومية، وتعبئة الجماهير الكادحة حول راية الأشتراكية
ضد الأوضاع الحالية، وفي النهاية نزع السلطة السياسية من البرجوازية وتحقيق
الأشتراكية من خلال قلب هذه الأوضاع
.
بناءا على النقاط المشار
اليها سابقا، يؤكد المؤتمرعلى:
ان مطلب الأستقلال يخلق احسن
الظروف، من اجل نمو وتعميق النضال الطبقي في كردستان، ونزع السلطة السياسية
والأقتصادية من البرجوازية. ان استمرار الاوضاع الحالية، او الفدرالية، او
الحكم الذاتي، او اي من البدائل الأخرى للبرجوازية، داخل اطار العراق، سيزيد من
شدة الصراعات والمواجهات القومية- ألأثنية - الدينية. ان الحزب الشيوعي العمالي
اليساري العراقي يدعو الى استفتاء حر لجماهير كردستان حول مسألة بقاء او
أستقلال كردستان عن العراق. ومن جهته يوصي الحزب بالتصويت لصالح الأستقلال عن
العراق. ان بديل الحزب لكردستان المستقل هو المجتمع الأشتراكي وبالأعتماد على
دولة مجالس الجماهير، ويناضل من اجل تحقيق هذا الهدف.
الحزب
الشيوعي العمالي اليساري العراقي
17-8-2008