الأضراب العام خطوة حاسمة في تقدم الثورة الى الامام في مصر !
حسب
الاخبار الواردة من مصر
أعلن
مؤتمر عمال مصر الديمقراطي والذي يضم في
عضويته أكثر من 200 نقابة عمالية من مواقع عمالية وقطاعات مختلفة مشاركته في
الاضراب العام الذي تمت الدعوة إليه في يوم 11
شباط 2012. ويشمل الإضراب الامتناع عن
الذهاب للعمل العام والخاص عدا الأعمال الضرورية والحالات الإنسانية الطارئة،
والامتناع عن تسديد الضرائب وفواتير الخدمات العامة كوسيلة سلمية للعصيان المدني
والاحتجاج لحقن نزيف الدم المتواصل في الفترة الماضية.
من قبل
البلطجية و الجيش كما شاهدنا مرور عام دموي على مختلف أنحاء البلاد منذ كانون
الثاني الماضى بدءا من محطة أحداث مسرح البالون ومرورا بمحطات أحداث ماسبيرو ثم
شارع محمد محمود ثم مجلس الوزراء ، ثم مجزرة إستاد بور سعيد وأخيرا محطة شهداء محيط
وزارة الداخلية المستمرة حتى الآن، وضد اصدار قوانين لتجريم الاضراب و الأعتصامات
العمالية و استمرارية الفقر و البطالة و عدم تنفيذ مطاليب الثورة. و من اجل تحقيق
اهداف الثورة و ازاحة رموز حكومة مبارك و محاكمتهم
و اسقاط حكومة الجنزوري و انهاء حكم العسكر ومن اجل المطاليب العمالية
لتحديد الحد الدنى و الأعلى للاجور و ضمان البطالة و تثبيت العمالة الموقتة و ايقاف
الخصصة و زيادة الأجور بما يتناسب مع التضخم و الأسعار وارجاع قادة العمال
المفصولين...الخ.
ان القوى
المضادة للثورة من المجلس العسكري ومفتي شيخ الأزهر والبابا شنودة والأخوان
المسلمين والسلفيين وكل القوى التي
تشكل جبهة الثورة المضادة اعلنوا معاداتهم لهذا الأضراب وتحت تبريرات رجعية
وادعاءات بان الوضع الأقتصادي يتدهور والسياحة تتاثر بالاضراب و سوف تفقد مصر
مليارات الدولارات بسبب هذا الأضراب، وتحت هذه التبريرات وقفوا موقفا معاديا
للاضراب العام ومعاديا للجماهير المليونية وضد اهداف الثورة في الخبز والحرية
والكرامة الأنسانية. لكن الثورة صممت
على مواصلة المسيرة الثورية واعلنت الطبقة العاملة بانها صاحبة الثورة وان شباب و
نساء مصر اعلنوا مشاركتهم و بقوة في المضي قدما بالثورة واعلنوا ان اهداف الثورة
ومطالبها لا تزال لم تتحقق الا جزئيا، وان الأضراب العام هو احد اكثر الاشكال
فعالية وتأثيرا لاستمرار الثورة وتطويرها لتحقيق اهدافها.
ان الاعلان عن
هذا الاضراب يبين بان الجماهير و الثورة تجاوزوا الأنتخابات البرلمانية وبينوا بان
الأنتخابات لم تنه مظاهرات ساحة التحرير بل على العكس فان ساحة التحرير قد تجاوزت
الأنتخابات وبان فوز الاسلاميين في الأنتخابات البرلمانية لا علاقة له بالثورة ولا
بارادة الجماهير الثائرة بل بمخططات وأد واجهاض الثورة وبان
فوزهم اتى من داخل معسكر قوى الثورة المضادة والبرجوازية العالمية
وتحالفاتهم مع المجلس العسكري و تبادل الأدوار بينهم لكسر الثورة.
و من جانب اخر
يظهر التحضير للاضراب العام بان قضية السلطة لا تزال غير محسومة ولا تزال الثورة
تريد ازاحة العوائق امامها وازاحة السلطة
المسلطة على رقاب الجماهير و ان الأنتخابات التي اجريت هي جزءا من تقهقر الثورة
ومحاولة لارجاع نفس السلطة الى مكانتها السابقة وان بوجوه مختلفة. ان الدعوة
للأضراب العام يبين بان الثورة تريد ان تجلب سلطة
تنبع من داخلها وتمثل اهدافها وامانيها و تمثل الجماهير و تدخلها في السلطة
السياسية. ان حسم قضية السلطة السياسية لصالح الجماهير يشكل المحور الجوهري للثورة.
ايها العمال
والجماهير المتحررة اينما كنتم!!
ان عمال وشباب
و نساء مصر اليوم "يهاجمون السماء" يظهرون بسالة وجرأة نادرة من اجل انجاح ثورتهم،
هذه الثورة التي توسعت و شملت عموم المنطقة والعالم. لذا فان نجاح الأضراب العام
سيؤدي الى تقدم الثورة واسترجاع مبادرة الجماهير الثورية. ان تقدم ثورة مصر الى
الامام يعني تقدم الثورة في تونس واليمن والاردن وسوريا والعراق وايران واحتجاج
واعتراض كل عمال ومحرومي العالم. ان نصرة ثوار وشباب وعمال مصر هي نصرة لكل صوت
تحرري و ثوري في العالم. اننا في الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي ندعوكم
التضامن العالمي لنصرة هذه الثورة و تقوية نضالاتهم بكل الاشكال، ان عمال مصر اليوم
يشكلون الصف المتقدم لهذه الثورات. لنقف معهم يدا بيد ونشد من ازرهم.
الى الأمام
لبناء عالم افضل وانساني، عالم اشتراكي خال من الفقر والبطالة والجوع والحروب
والارهاب ومن بربرية الطبقة البرجوازية.
النصر للاضراب العام لعمال مصر !
النصر للجماهير وللثورة المصرية !
يا عمال العالم اتحدوا !
عاشت الأشتراكية !
الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي
8 شباط 2012