المرأة بعد الربيع العربي
عمار السواس
aalswas@yahoo.com
ثورات كثيره قامت بها الشعوب من اجل الحرية والاصلاح في حكوماتها بل حتى وصلت
لاسقاط الحكومات . اليوم نتناول موضوع هام وهو بخصوص وضع المراة في المجتمع العربي
اثر ثورات الربيع العربي. لكن قبل ان اتحدث عن المراة العربية احب ان اتطرق الى وضع
المراة الاوربية والغربية وانجازاتها تحديدآ الحركات النسوية فلهن تاريخ مشرف عبر
اكثر من مئة سنة مضت وابرزها القائده الاشتراكية [الكسندرا كولنتاي] العضو القيادي
في الحزب البلشفي الروسي في وقت لينين وفي اوربا ايضآ [روزا لكسمبرغ] الالمانية
التي قتلها اعداء التحرر والثورة عام 1919. وفي امريكا ايضآ لا لم يخل تاريخ هذا
البلد من الاحتجاجات والحركات النسوية الثورية كما اضراب العاملات في معمل النسيج
في شيكاغو في الخمسينات من القرن التاسع عشر وقد حرقت البرجوازية المعمل على
رؤوسهن. هناك العديد من النساء اللواتي قدمن العديد من الانجازات والنضالات من اجل
الحرية والمساواة فعلآ تاريخ مشرف لهؤلاء النسوة . وحتى في عصرنا هذا لم يخلو من
نساء ثوريات بالنسبة ايظآ للغرب امثال [كاميلا فاليهو] وهي ثورية شابة استطاعت من
خطاب واحد اقالة وزيرة من منصبها كاميلا إبنة ال٢٣ هي ثاني إمراة ترأس إتحاد الطلبة
في تاريخ الجامعة في تشيلي وقادت اكبر تظاهرة في البلد منذ عهد الدكتاتور اوغستو
بينوشيه . نساء كثيرات في اوربا والامريكتين الجنوبية والشمالية فعلآ يستحقن رفع
القبعات لهن ولنضالهن
.
فاليوم وما نراه من الحريات الفردية للنساء في المجتمعات اوربا والغرب ماهو الا
نتيجة نضالهن والمشهود له ونضال الطبقة العاملة والاشتراكيين رغم ان هنالك محاولات
تمييز الجنسي من قبل حكوماتهم لكن هذا لا يمنع المراة ان تفرض نفسه اجتماعيآ
وسياسيآ وتنظم نفسها وتقف بوجه كل من يحاول ممارسة الاجحاف بحقها ودورها في المجتمع
الغربي
.
اما بالنسبة للمراة في الشرق الاوسط وخصوصآ المراة العربية فهنالك تراجع واضح على
الساحة السياسية والاجتماعية وحتى على صعيد الاقتصادي ولو عدنا الى الخلف في
الستينيات والسبعينيات ستجد المراة العربية اكثر تحظرآ وتمدنا منها اليوم . ويعود
السبب هو المد اليساري في وقته انذاك . وكم كان له التأثير على الشرق الاوسط كانت
المراة لها دور بارز ايظآ في مجال السياسة كانت ايظآ تنظم نفسها في احتجاجات
واضرابات في المعامل والمصانع مع الرجل جنب الى جنب في المجتمعات العربية ليس هذا
فقط بل كانت هنالك عشرات المنظمات النسوية منها المستقلة ومنها تحت نفوذ الاحزاب
اليسارية والبيبرالية مما دفع حتى الخليج بأدخال نسائهم التعليم ايضآ والمدارس حيث
اول مدرسة ابتدائية انشئت للبنات في عام (1969) في المملكة العربية السعودية لكن
رغم هذا ظلت المراة الخليجية محاربه من قبل رجال الدين امثال ابن باز وغيره
يستخدمون دائمآ هذه الكلمة (لايجوز) مع المراة في الخليج والمجتمع العربي بل حتى
حرموا المراة من دراسة الفيزياء والكيمياء وحتى كذلك الطب لان لا يجوز المراة
ان ترى جسم الرجل العاري وفتوى اخرى تقول بان لا يجوز للمراة ان تجلس على
الكرسي الدوار لان سوف تتعرض للنكاح من الجن !! وغيرها الكثير من الفتاوي الحقيرة
التي تندد بدونية المرة وتجحف حقها في الحياة مع الاسف هذا واقع الحال.
واقع الحال اليوم يفرض على المراة في المجتمع العربي ان تخضع لفكرة ان هنالك جهة
تفكر وتتصرف بدلآ عنها وعن عقلها لا يكفي الاب والاخ يتدخلان في حياتها فقط بل جهات
سياسية متطرفه اسمها الاسلام السياسي يريد حتى ان يمتلك جسدها ويغرزه في وحل
الرجعيات والتخلف وحتى يريد ان يتحكم بملبسها ومشربها ومأكلها مستخدم نفس الكلمة
ايضآ لايجوز المراة ان تتناول العلكة او (جبس نينوه) لان اسم ماخوذ من الغرب الكافر
وتخاريف كثيرا يتفوهون بها. اهذا هو الربيع العربي الذي يرفع من مستوى المراة
العربية نحو الافضل برأيكم اليس هذا هو السناريو الاسود والاسود جدآ على المراة في
المجتمع العربي؟. رغم محاولات الاسلام السياسي والمتدينين بتحقير دور المراة وسلب
حرياتها وحقوقها لكن هذا لا يمنع المراة العربية من ايصال صوتها للعالم اجمع
مدافعتآ عن حريتها وكرامتها كأنسان حالها حال الرجل لم ننسى نساء تونس وهن يصدرن
عددا من البيانات ينددن ويقلن نحن بنات القرن الواحد والعشرين لكم بالمرصاد يا
اتباع وابناء القرن الثامن وفي الجزائر ضربة اخرى موجعه للاسلاميين حيث تحصل المراة
ً الجزائرية عن نسبة (40 %) من المقاعد البرلمان في الحكومة وكذالك لا ننسى النساء
الواتي هززن عروش الاسلاميين كالفنانه الايرانية (افراهيمي) والناشطه النسوية
المصرية (علياء مهدي) هولاء النسوة المتحررات يسيرن على خطا نساء العالم على خطا
الكسندرا كولنتاي وروزا لكسمبرغ وغيرهن من النساء العالم فتحيه لهن ولكل امراة حرة
لا تقبل الاهانة ولا الدونية وتطالب بالمساواة.
لا لدونية المراة ولا لتهميش دور المراة في المجتمع ونعم لحقوق المراة والمساواة
بين المراة والرجل .