التناقض، الصراع الطبقي
والشيوعية العمالية
أبو مشرق
usrkiraq@hotmail.com
سبق وان تطرقنا الى التناقض او التضاد ولم نعرفه فهذه هي بعضا من خصائصه
نوجزها. التناقض يدخل في كل العمليات سواء
الاجتماعية او الاقتصادية او السياسية او الطبيعية. يدخل التناقض او
التضاد مع أي ظاهرة ويلازمها متعايشا معها ولا ينتهي الا بنهايتها وهذه هي
الصفة او السمة المميزة للتناقض.
التناقض موجود ايضا في الصراع الطبقي. وهنا نأتي الى الشيوعية والتي هي ليست
رغبة عاطفية او مرحلة مؤقتة وانما هي ميل اجتماعي داخل الطبقة العاملة وهي في
هذا الاتجاه ظاهرة جائت بظروف كان المجتمع بحاجة الى وجودها وفي نفس الوقت يقوم
بانتاجها داخله نتيجة ظهور النظام الرأسمالي ومعه الطبقة العاملة. لقد وضع
ماركس الاطار النظري لذلك الميل المسمى شيوعية عن طريق دراسة مستفيضة لتجارب
عصره مستفيدا في نفس الوقت من دراسة ثلاثة مصادر: الفلسفة الالمانية ( جدلية
هيغل - الديالكتيك ) والاشتراكية الفرنسية ( الطوباوية ) والاقتصاد الانكليزي (
ادم سميت وريكاردو). تلك المصادر وغيرها قادته الى اكتشاف فائض القيمة ولاول
مرة.
ان ماركسية ماركس لم تنتكس ومازالت
اليوم صلدة ومتماسكة علميا. الا ان ما انتكس هي النسخ التي عرفت نفسها
على اساس انها ماركسية ومنها الاحزاب المدعية والتي تحولت نتيجة فقدان صلتها
بالماركسية الاصيلة الى احزاب قومية وطنية برجوازية ولازالت على هذا الحال.
نرجع مرة اخرى لنؤكد بان الضواهر ليست ازلية او ابدية والامر يسري ايضا على
الماركسية. فالاختلاف يكمن في ان الماركسية والنضال الشيوعي لا تنتهي الا ببلوغ
اهدافه اي بانهاء النظام الراسمالي وبناء المجتمع الخالي من الطبقات- المجتمع
الشيوعي.
ان ظهور الشيوعية العمالية ما هو الا تصحيح وانتصار لمسار كان ومازال موجودا
ولكنه عانى من الكبوة والانكسار. لقد لعب دور المؤسس النظري للشيوعية العمالية
المعاصرة الرفيق منصور حكمت المعلم والمشخص للاخطاء التي سببت الانتكاسة ووضع
البديل بتحليل علمي لتغيير وجهة العمل السياسي للطبقة العاملة نحو الافضل. ان
النظرية اما ان ترفض واما ان تصحح ما كان موجودا وتعدله وهذه الميزة الخاصة
بالنظرية هي التي تجعلها لاتقف عند حد وتتجدد باستمرار.
فبعد دراسة اسباب فشل حركة الشيوعية العمالية ( شيوعية العامل - شيوعية ماركس)
على المستوى العام، فان منصور حكمت قد وضع البديل النظري العلمي والعملي
لاستمرار العمل وتطوير الحركة المادية. ان الحركة هي التي اوجدت الرفيق منصور
حكمت واضع المسار الجديد وليس العكس. وجاء هذا الدور لمعلم العمال العظيم نتيجة
للانتكاسة ولادامة رفع راية شيوعية ماركس التي طمرتها الطبقات الاخرى تحت
ركامهم. لقد درس منصور حكمت دراسة مستفيضة الاسباب التي ادت الى انتكاسة شيوعية
ماركس فشرع بوضع البديل للنهج الجديد
المتكامل لمواصلة السير من اجل اشاعة الماركسية ونصرتها فهو بحق يعتبر
ماركس العصر والرائد الاول لتصحيح المسار ووضع المنهاج العملي الجديد لحركة
العمال.
لا نغالي ان قلنا اليوم بان اسم منصور حكمت يقترن بحق باسم معلم الطبقة العاملة
الاول كارل ماركس.