مقابلة مع عباس كامل الناطق بأسم منظمة اتحاد ضد البطالة
نحو الاشتراكية: لقد
أعلنت منظمتكم بأنها ستنظم مظاهرة جماهيرية يوم 18 نوفمبر في مدينة بغداد ضد الفقر
والبطالة. ما هو الغرض من تنظيم هذه المظاهرة؟ ما هو أهم الشعارات والمطالب التي
سترفعونها في تلك المظاهرة؟
عباس كامل: نعم , لقد اعلنا ومنذ ايام عن تنظيم تظاهرة للعاطلين
عن العمل كما وهي مناسبة للخروج والتظاهر من قبل العاطلين وعامة الفقراء من المجتمع
ولاتقتصر فقط للعاطلين عن العمل , الدعوة للتظاهر معنية بالفقراء والعاطلين عن
العمل بطبيعة الحال هم جزء من تلك الشريحة الفقيرة لذلك ارتأينا ان نطلق عليها
تسمية جمعة القضاء على الفقر والبطالة لتضم كل الفئات من اوساط المجتمع وهم
الغالبية العظمى العاطلين وبقية الفقراء الذين لايملكون حتى قوتهم اليومي او قد
يحصلون عليه ان توفر بشق الانفس , ان الغرض من هذه التظاهرة هو استبيان وضع المجتمع
امام الرأي العام ومدى معاناة جماهير العراق بشبابه وشاباته ورجاله واطفاله ونسائه
وكل اطياف المجتمع من الجماهير الجائعة والمعدومة , تظاهرة يوم 18 / 11 فيها الكثير
من المعاني فهي كما قلت لاتقتصر فقط وحصرا لمطاليب العاطلين وانما هناك مطاليب اخرى
وشريحة اخرى تنادي بها مثل توفير سكن ملائم ممن لايملك السكن توفير فرص العمل
للعاطلين او توفير ضمان البطالة اليهم وزيادة وتحسين نوعية مفردات البطاقة
التموينية والتي هي تعتبر وكما ذكرت سابقا المصدر الوحيد وسلة الغذاء الوحيدة
للفقراء والمحتاجين , لهذا ارى ضرورة ان تنظم الجماهير نفسها وتلتف حول منظمتهم
منظمة اتحاد ضد البطالة وتتحول الى قوة حقيقية ومتكاتفة مع بعض من اجل انهاء هذا
السيناريو المظلم الذي يعصف بالمجتمع منذ سنوات وماالت اليه الظروف وجعلت المجتمع
بأسره معرض للفقر والبطالة والجوع والحرمان , اما اهم الشعارات التي سترفع بيوم
التظاهرة هي اولا توفير فرص العمل للعاطلين عن العمل او توفير ضمان البطالة وثانيا
توفير الخبز والحياة الكريمة للانسان
اضافة الى شعار توفير السكن الملائم وشعار اخر هو تفعيل دور الاستثمار وتشغيل
المعامل والمصانع المعطلة عن العمل اضافة الى بقية الشعارات الاخرى والقريبة من
هموم المواطنيين وتطلعاتهم نحو حياة حرة وكريمة , لذا فقد اعلنا نحن في منظمة اتحاد
ضد البطالة بأن تكون هذه التظاهرة هي تظاهرة كل الفقراء والجائعين هي تظاهرة ضد
الفقر والبطالة من اجل ابراز صوت الفقراء وتوضيح معاناتهم وفقرهم امام الرأي العام
وامام الاعلام ومدى ضرورة ان تتحرك الجماهير للمطالبة بحقوقها
نحو الاشتراكية:
هل أن تنظيم هذه المظاهرة يتم بمبادرة من منظمتكم ام بالتعاون مع
بعض من المنظمات الاخرى؟ وما هو موقف بقية المنظمات
المعنية بهذا الشأن من هذا التحرك الجماهيري؟ وهل تتوقعون انضمام التيار اليساري
الى مظاهرتكم؟
عباس كامل:
طبعا ان منظمتنا ومع حركات شبابية اخرى ومنظمات اخرى نسقنا العمل المشترك فيما
بيننا لتكون التظاهرة مشتركة والمطاليب موحدة فقد عملنا وكمنظمة معنية بالعاطلين عن
العمل تنسيق مشترك مع هذه المنظمات والحركات الشبابية عدة ندوات واجتماعات متواصلة
ومنذ اكثر من شهر تقريبا واتفقنا على ان تكون التظاهرة ذو طابع مختلف عن التظاهرات
الاخرى وان تكون فيها ميزة مختلفة عما رأيناه قبل اشهر وهو ان تتوحد الجهود من اجل
رفع شعار البطالة كواقع حال موجود ويجب ان نتصدى لمن لايريدون ان يتقدم المجتمع
ويشتغل ابنائه ويحصلون على حقوقهم كمواطنيين , ان من اولويات نضالنا هو تصعيد جبهة
الجماهير للتصدي لكل المؤامرات التي تحاك وتنتهج النهج البوليسي بحق الجماهير
المليونية الجائعة والمستغلة من قبل حفنة من الرأسماليين وتفتيت ثرواتهم والسيطرة
على كل الثروات حصرا بيد مجاميع من السراق والمنتفعين وعدم اهتمامهم بحقوق
المواطنيين وتوزيع الثروات بشكل منصف عليهم لهذا ارى ان على الجماهير معنا ان تلتف
حول مطاليبها وتنادي بها , اما ابالنسبة الى بقية المنظمات الاخرى والتي تدعي
الدفاع عن مصالح الفقراء وتطالب بها عليها اليوم ايضا تقع مسؤولية تنظيم ومشاركة
الجماهير بتظاهراتها لان بعض المنظمات الصفراء لاتعمل وفق برامج عملية من شأنها
الضغط على الحكومة والمطالبة بحقوق المواطنيين ولكنها مجرد منظمات ربحية تستغل
الموقف وتستغل المواطن وهدفها هو المصلحة الشخصية فمن هنا اناشد كل المنظمات التي
تدعي بذلك ان تقف اليوم وقفة حقيقية مع الجماهير وان ترفع مطاليب الفقراء معنا من
اجل خلاص المجتمع من افة البطالة وخطر الفقر الذي نخر جسد المجتمع وحوله الى جحيم
بسبب الفساد الاداري والمالي وبسبب ضعف ادارة المجتمع من قبل ماتسمى بالحكومة
ونهجها المعادي للعمال والعاطلين والفقراء والطلبة والنساء وبقية فئات المجتمع
الاخرى لهذا ارى ضرورة ان تنطلق الجماهير نحو عالم افضل ومستقبل نير
, كما وان تلك التظاهرات والاحتجاجات هي من صميم الوعي الذي ادركته الجماهير
بعد اليأس من وعود الحكومة والكذب المستمر بتنفيذ المطاليب ومانتج عنه الحال لحد
الان وبعد مرور اكثر من ثمان سنوات وتربع هذه الحكومة على عرش السلطة وهي لم تتقدم
ولو خطوة واحدة لمصلحة المواطنيين وتوفير مستلزمات الحياة الضرورية ولهذا تجد ان
تيار اليسار هو الوحيد الذي يقف مع الجماهير وتطلعاتهم وليس غيرهم وهو من يساند
مطاليب الجماهير ويخرج معها ويعبىء القوى ويناضل معها من اجل مستقبل افضل لكل
الجماهير ومن هنا اتوقع ان يقف التيار اليساري مع الجماهير كمدافعين عن قضية
انسانية تمس المواطنيين اولا وتمس كل فصائل وشرائح المجتمع والذي غالبيته من
الفقراء والمعدومين
نحو الاشتراكية:
الجماهير تطالب بالخبز والكرامة الانسانية وانتم تطالبون بتوفير العمل او
ضمان البطالة. هل ترون تراجعا شعبيا لدعم الحركات الاسلامية او لهاث الجماهير وراء
هذه الحركات ؟ هل يمكن ان يقوي ذلك من حركة الجماهير المعترضة ام يضعفها ؟
عباس كامل:
بالتأكيد لقد حصل تراجع ملحوظ ومبان من قبل الجماهير لتأييدها للحركات الاسلامية
التي وعدت واخلفت بوعودها سواء ايام حملاتهم الدعائية في الانتخابات او عن طريق
تسلمها مقاليد السلطة ابقت هذه الحركات الحال كما هو ولم تتقدم خطوة الى الامام ,
الجماهير اليوم تعي جديا ماهية الظروف الاستثنائية واللاانسانية التي وقعت عليها
بسبب التخلف السياسي للسلطة واحزابها الاسلامية وعدم جديتها بخدمة المواطن وتوفير
الوسائل له واقصد بالوسائل هي الخدمات وملحقاتها المواطن يريد السكن ويريد الكهرباء
والعمل والمستشفيات وبناء المدارس يريد الخبز كما ويريد الكرامة الانسانية التي
فقدت عنه بسبب هذا التخلف السياسي الطارىء من قبل المجاميع والحركات الاسلامية التي
تعمل بدون برامج عملية وليس لديها افق عملية وعلمية لبناء المجتمع وخدمة المواطن
لهذا تجد ان فقدان الثقة من قبل المواطن لهذه الحركات الاسلامية قد تراجعت وايقنت
الناس ان تلك الحركات هي حركات بعيدة كل البعد عن مصالح وهموم المواطن وهي حركات
واحزاب لاتحمل على عاتقها قضية الانسان وسعادته وخلاصه من الواقع الكارثي الموجود
حاليا , ان توفير الخبز والحرية للانسان يجب ان تنفذ الان عن طريق ارادة الجماهير
وقوة اصطفافها بعضا مع بعض والا تلك الحركات او الاحزاب والتيارات الاسلامية سوف
تسحق ارادة الانسان وتحطم حياته فمن هذا المنطلق نقول ان على الجماهير ان تنهض وتقف
مع بعضها من اجل كنس وطرد كل الفاسدين والسراق الذين يعتاشون على فقر ومأساة
المجتمع , نحن في منظمة اتحاد ضد
البطالة قد رفعنا شعار توفير العمل او ضمان البطالة المجزي , نحن نعرف ان ليس
بأستطاعة الحكومة اليوم ان تعيد تأهيل وبناء المعامل المعطلة والتي قصفت ايام الحرب
الامريكية وحطمتها وحولتها الى رماد كما وان بسبب العجز والضعف الاداري واللامبالات
لم تتقدم اية حكومة تعاقبت بعد سقوط نظام البعث على بناء معمل ضخم او مصانع من
شأنها تمتص البطالة وتشغل العاطلين ومن هنا رفعنا شعار ضمان البطالة لاننا نعتبره
هو صمام الامان الذي يقلل من حالة الفقر والمجاعة وهو بنفس الوقت ليس منة او حسنة
من احد وانما هذه ثروات كل المواطنيين ويجب ان ينالوها ويتمتعوا بها لهذا مطاليبنا
وكمنظمة معنية بشؤون العاطلين وندافع عن مصالحهم قد اخذنا على عاتقنا هذه المهام
الانسانية ونعمل بها ونعبىء القوى من اجلها , الخبز والكرامة الانسانية هي جزء من
نضالنا الانساني مما ننادي نحن به , توفير العمل بجانبه يجب ان تكون الكرامة موجودة
كرامة الانسان وحقه بالعيش كأنسان يجب ان تصان لهذا كل المطاليب هي واقعية من توفير
العمل وضمانات البطالة وتوفير الخبز والحياة الكريمة للانسان اعتقد تلك مهام
انسانية نبيلة يجب الدفاع عنها وبكل قوة
نحو الاشتراكية:
هل من كلمة الى العاطلين والعمال المشتغلين والنقابيين ؟ ماذا تطلب منهم
وماذا تطلب من المنظمات العمالية الدولية والانسانية ؟
عباس كامل:
اوجه كلمتي الى كل العاطلين عن العمل واحثهم على المزيد من التقدم والاحتجاجات
المستمرة لكسب حقوقهم المسلوبة وان يرصوا الصفوف ويتوحدوا ويقفوا جنبا الى جنب من
اجل نيل كل حقوقهم والحصول عليها , كما واطلب منهم الانظمام الى منظمتنا منظمة
اتحاد ضد البطالة والتي تعتبر اليوم هي صوت العاطلين الوحيدة في العراق وهي من
تدافع عن حقوقهم ومصالحهم كما واتمنى
واطلب من القادة النقابيين ان يساندوا ويدعموا العاطلين عن العمل ويقفوا وبكل
امكانياتهم المتاحة معهم لان العاطل هو عامل لكنه معطل كما وان العامل المشتغل هو
الاخر معرض وفي اي وقت للطرد من قبل الرأسماليين لهذا القضية مرتبطة مع بعضها وان
الطبقة العاملة هي صاحبة القرار الاخير ويجب ان توحد قواها وتصعد من جبهة نضالها من
اجل الحصول على مطاليبها ومكتسباتها , كما واناشد كل المنظمات العمالية الدولية
والانسانية ان تساند وتدعم وتقف الى جانب العاطلين عن العمل والعمال في العراق كافة
وان تؤيد قضيتهم الانسانية وتفهم سبب معاناة الملايين من الفقراء من العمال
والعاطلين ومدى ازدياد فقرهم نتيجة السياسات العدوانية للحكومة تجاههم واهمال واضح
وفاضح للطبقة العاملة ومنهم شريحة العاطلين وبقية فئات المجتمع من الفقراء
والمعدومين ومن هنا اناشدهم بأن يقفوا مع العمال والعاطلين في العراق من اجل انهاء
البؤس المعاناة التي يعانونها يوميا تحت اقسى الظروف.