عباس كامل عضو المكتب السياسي
حول فساد السلطة ومؤسساتها والتهجم على الطبقة العاملة العراقية
نحو الاشتراكية: الاوضاع في العراق تتدهور باظطراد من قبل الطبقة
البرجوازية الحاكمة. هناك اخبار عن اختلاسات وتهريب وسرقات ورواتب مزدوجة من الدولة
وفي وضح النهار بل وحتى اخبار عجيبة عن تهريب محاضر اجتماعات وزارية الى حكومات
عربية من قبل وزراء في الحكومة !. مؤخرا صدر بيان من حركة الوفاق العراقية يرد بها
على "تخرصات" بان رئيس هذه الحركة يتقاضى راتبين. خارج الاطر السياسية ، ما هو
تعليقكم على هذه المهاترات بينهم في الوقت الذي يعاني فيه المواطن من شظف العيش
والارهاب والقلق من المستقبل المجهول ؟
عباس كامل:
برأيي ان الطبقة البرجوازية الحاكمة الرجعية والمتمثلة بكل القوى الاسلامية
والقومية والعشائرية التي نصبتها اميركا على العراقيين هي متشابهة بكل شيء , تتشابه
بحياكة المؤامرات والتشهير والاسقاط بعضها لبعض ومن هنا تكمن حقيقة هذه القوى
الهزيلة والبعيدة عن حياة الجماهير ومعيشتهم وامنهم . فالكل من هذه القوى تتسارع من
اجل فرض وجودها عن طريق تشهير الاخرين والمهاترات فيما بينهم , لذلك فأن حال
الجماهير سوف لن يتحسن مادام تلك القوى البرجوازية موجودة على رأس الهرم وتتحكم
بثروات المجتمع , ليس غريب بأن نسمع ان اختلاسات وتهريب في هذه الحكومة والقوى
المشاركة معها فألامر اصبح مألوفا لدى الجميع بحيث كل يوم نسمع رواية وحكاية
ابطالها قادة ماتسمى بالكتل السياسية ونوابها فبعضهم متورط بالارهاب وتتستر عليه
كتلته او حزبه والبعض متهم بسرقة المليارات والبعض متهم بالعمالة ويستلم رواتب من
دول وظفته لصالح سياساتها ويقدم لها خدماته بكل ممنونية من اجل استلامه ملايين
الدولارات وهلمجرا وعلى هذا الاساس اجد ان هذه القوى القومية والاسلامية هي قوى
لاتمثل مصالح الجماهير وليست حريصة على ممتلكات المواطنيين وسلامتهم , وبمعزل عن
تفاصيل هذه الاتهامات والمهاترات والازمة السياسية والحكومية الحالية، هناك امر
واضح علينا اخذه بنظر الاعتبار وهو ان العملية السياسية في العراق وتجربة السنوات
الماضية تبين لنا نفس تلك الصورة , العملية السياسية في العراق تعني هذا الصراع
وهذه المهاترات وذاك التشهير والتسقيط كل طرف تجاه
الاخر والاقصاء وصناعة الأزمات، تعني الحملات
الارهابية والتفجيرات وقتل الناس الابرياء ثم ارجع الى كلامكم حول استلام راتبين او
اكثر فهذا امرا بات بديهي من حيث ان الثروات بيدهم , بيد احزابهم وكتلهم وبيد
مليشياتهم فيتصرفون وفق مايشائون لهدرها وبكل الوسائل , نعم هناك مسؤولين يستلمون
راتب او راتبين وهي طبعا رواتب خيالية وليست راتب موظف اعتيادي يتقاضاها بل هي
رواتب ضخمة في حين ان المواطن لايجد لقمة العيش ويعاني من شظف العيش وقلة الخدمات
والكهرباء والماء الصالح للشرب ويعاني الاهمال المقصود من نفس تلك القوى التي تريد
افقار المجتمع وسرقة ثرواته وهذا ماكان مرسوم منذ زمن وهو افقار المجتمع العراقي
للسيطرة عليه , ان اختلافات تلك القوى المتنفذة هي اختلافات عميقة فالقائمة
العراقية تتهم رئيس الحكومة نوري المالكي بأنه دكتاتوري ويتفرد بالسلطة والقرارات
والمالكي يتهم القائمة العراقية بتعطيل المشاريع من خلال نوابها في مجلس النواب
وعدم التصويت على المشاريع الخدمية والعمرانية واحتوائها على عناصر بعثية داخل
القائمة وهم كلهم متشابهون بلعب الادوار فحين كان اياد علاوي في رئاسة الوزراء ماذا
عمل وزرائه في حكومته امثال حازم الشعلان وزير الدفاع واختلاسه لمليارات الدولارات
وتهريبه وعدم محاسبته وكذلك فعل وزير الكهرباء ايهم السامرائي وسرقته ايضا
للمليارات وتهريبه بنفس الطريقة وغيرهم الكثير اما اليوم وفي ظل حكومة نوري المالكي
ايضا نرى نفس اعادة نسيج الفساد المستشري بل اكثر في كل المؤسسات الحكومية
والوزارات هل من الممكن ان ننسى وزير التجارة في حكومة المالكي عبدالفلاح السوداني
وتلاعبه بمفردات البطاقة التموينية وسرقته لقوة الجماهير وسرقته لمليارات الدولارات
وتهريبه وكذلك وزير الكهرباء وحيد كريم واختلاسه للمليارات من عقود الكهرباء
المزيفة وتهريبه وكذلك تهريب النفط جهارا نهارا وتذهب لجيوب المسؤولين دون حياء ,
اذن فأن العملية قائمة على اساس اللصوصية والنهب والسلب والفرهود وعدم المحاسبة
والتغطية على الاخرين وبالتالي فأن الضحية من كل هذا هو المواطن والمجتمع وجعله
عرضة للفقر والمجاعة والتسول ومن هذا نستطيع القول بأن العملية السياسية ومنذ
بداياتها هي عملية عرجاء تتكز على عصا منخورة وهي عملية سياسية غير شرعية ولاتمثل
مصالح الجماهير وبعيدة عنها كل البعد لذلك ارى ان اوجه التشابه كبير بين كل الكتل
المتصارعة والمتنفذة بالسلطة وهي متشابهة بكل الافكار والسلوك والانحطاط السياسي
نحو الاشتراكية:
وفي مكان اخر من رد نفس الحركة يقول بيانهم ان رئيس الحركة يوزع راتبه "التقاعدي"
على اليتامى والمعوزين والمرضى والارامل. هل بنظرهم ان الطبقة العاملة العراقية
والملايين من الكادحين هم حمقى سيصدقون فعلا هذه الادعاءات بان قادتهم هم اولياء
صالحين ام ان همهم الحقيقي هو شراء ذمم الجماهير بالبراطيل كما تفعل الحكومة
وميليشياتها بعد ان نهب كل واحد منهم
مليارات جراء الحرب الامريكية المدمرة وعملوا صفقات "ألبزنز" مع الجميع والان
يكيلون الاتهامات واحدهم ضد الاخر؟
عباس كامل:
نحو الاشتراكية:
وفي صدد الفساد نود ان نسألكم عن قيام مجلس محافظة واسط باستجواب مدير عام صحة
المحافظة حول ملفات مالية واختلاسات وتوزيع التعيينات على المحاسيب والمقربين. هل
هناك علاقة بين كون هذه القوى دينية و طائفية متخلفة وبين كونها فتحت المجال للنهب
والاختلاسات والمحسوبية وغير ذلك ؟ هل يمكن ان تعالج هذه المسائل فقط من خلال لجان
التحقيق والمسائلة ام ان جذر المسألة في مكان اخر ؟
عباس كامل:
المسألة بالاساس مسألة السلطة والطبقة التي تسيطر على السلطة في العراق وهذه الطبقة
جاءت نتيجة توزيع مناصب عليها وتقسيمات طائفية ودينية وعشائرية فكيف تتوقع الجماهير
ان تجري الامور حتى على اكثر التفاصيل صغرا كمدير صحة محاقظة او حتى ادنى مدير في
اصغر قرية. اذا كان الرأس فاسدا فما بالك بالاطراف , انظر ماذا يحل بالعراق من
كوارث ومن ويلات وهي سببها كلها الاحزاب الدينية والعشائرية , يوميا تخرج رائحة
نتنة من روائحهم التي ملئت المجتمع العراقي
, نعم مدير عام صحة محافظة واسط هو مرتشي وظالع في الفساد الاداري هو اسلامي
دون شك وحاله حال اقرانه من الاسلاميين الفاسدين والمرتشين الذين يكيلون بالفساد
والسرقات فالعلاقات الشخصية والاتفاقات السياسية بين الكتل الحزبية هي التي ادت الى
عدم محاسبة مدير صحة واسط وغيره من باقي اقرانه من المتورطين بملفات الفساد , اليوم
في العراق لايوجد قانون نحن نعيش قانون الغاب والفوضى وحتى القضاء مسيس فكيف
سيحاكمون ومن سيحاكمهم هؤلاء اللصوص وافضل طريقة وهي اصبحت عادة
في قاموس القوى المتصارعة القومية والدينية والعشائرية الحالية وهي تهريب
اللصوص والتستر عليهم هذا مايحدث اليوم من واقع ومن تأزم في كل المجالات السياسية
والاقتصادية والتعليمية والصحية انها عملية افقار مجتمع برمته وتحويل حياة
المواطنيين الى جحيم وفقر , ان المؤسسات الحكومية الحالية هي مؤسسات ربحية ونفعية
وفي نفس الوقت مؤسسات فوضوية ليس فيها قوانيين او محاسبة فالكل ينهب ويهرب دون حساب
, هي مؤسسات ووزارات قائمة على اساس صلة القرابة والمحسوبية في التعيينات وفي
العلاوات وفي المكرمات والهبات , هي مؤسسات ووزارات قرصنة ومن هذا المنطلق فان
الموظف المختلس سواء كان منصبه مديرعام او وكيل او وزير هو يشعر بأنه طليق وحتى لو
تمت محاسبته شفهية يشعر بأن حزبه وكتلته سوف تتستر عليه وتدافع عنه ليفلت بالتالي
من العقاب وهذا المجال فتحته لهم القوى الاسلامية والقومية ومليشياتهم التي تسيطر
على كل الثروات دون الشعور بما يجري من تأزم وويلات وافقار للمواطنيين وعدم حصول
المرضى على سبيل المثال على الادوية داخل المستشفيات لانها تسرق وتهرب للسوق
السوداء وبالتالي يظطر المواطن شرائها بسعر باهض هذا ناهيك عن الفساد في مجمل
المؤسسات الاخرى منها التعليمية التي تعاني هي الاخرى من العبث والاهمال فبمجرد
نظرة على اية مدرسة اطفال ترى الاهمال واضح فكل اربعة طلاب يجلسون على رحلة خشبية
واحدة ناهيك عن عدم وجود دورات المياه الصحية وغيرها , اذن فأن الامر غير قابل
للعلاج دون وجود قانون ولجان تحقيقية حقيقية وليست وهمية فقط بالاسم وانما لجان
تدقق وامينة على اموال المجتمع و تطارد الفاسدين وتحاكمهم وحريصة على كل الثروات
نحو الاشتراكية:
عباس كامل:
نحو الاشتراكية:
عباس كامل:
نحو الاشتراكية:
شكرا جزيلا .