نعم لحياة ومعيشة افضل لكل الجماهير
عباس كامل
اصدرت
الحكومة العراقية قرارا بألغاء البطاقة التموينية تلك البطاقة التي تعتبر سلة
الغذاء الرئيسية لعموم جماهير العراق منذ سنة 1990 عندما فرضت الامم المتحدة عقوبات
اقتصادية على العراق وفق القرار 661 بعد دخول القوات العراقية للكويت والى يومنا
هذا فأن البطاقة التموينية ومفرداتها تعتبر هي السلة الرئيسية لجماهير العراق
وفقرائه ويعتاشون اغلب فقراء المجتمع على هذه المفردات التي وان تأخرت قليلا الا
انها تسد الحاجة لهم وتوفر للعوائل واطفالهم معيشة بسيطة بسبب عدم قدرتهم على شراء
المواد من السوق بسبب ارتفاع الاسعار وغلاء المعيشة , ان هذا القرار الجائر هو
بمثابة قرارا لموت الجماهير وافقارها وتعذيبها مرة اخرى كما وان منحة ال15 الف
دينار عراقي ماذا ستحل من مشاكل وجوع وغلاء هل ستعبر بالمواطن الى بر السعادة
والرخاء وهل ان مبلغ ال 500 دينار يوميا تجلب للمواطن معيشة مثل الطحين والسكر
وحليب الاطفال والرز وغيره وهل ستؤمن الحكومة العراقية المبجلة وتسيطر على ارتفاع
الاسعار وجشع التجار وهل هناك خطة مرسومة من قبل هذه الحكومة التي فشلت طيلة ال
عشرة سنوات بتقديم اية خدمة للمواطنيين بداءا من الكهرباء والماء وتوفير العلاج في
المستشفيات الى توفير الخبز وغيره , ان هذا القرار وان صدر من قبل حكومة المالكي
فأننا على معرفة تامة بأن هذا القرار هو بتوصية من صندوق النقد الدولي وهذا القرار
هو بمثابة موتا علنيا لكل جماهير العراق وفقرائه الذين يعتمدون الى يومنا هذا على
هذه البطاقة التي انقذت ولو بشكل جزئي بعض الجماهير والفقراء الذين ليس لديها دخلا
او راتب يعتاشون من خلاله وان هذه البطاقة وان شحت موادها وتأخرت
الا انها اثبتت كم هي نفعت
عامة الفقراء بل واغلب الجماهير الفقراء الذين يعتاشون عليها وينتظرونها بفارغ
الصبر والذين ليس لديهم دخلا اوراتب خيالي كما هو الحال اليوم في العراق عندما
يستلم البرلماني الجالس على هواء التبريد والتدفئة وينعم بالامان والسيارات المصفحة
والحاشية والمكافأت والاحتيال وكذلك بقية الرئاسات بدءا من رئاسة الوزارء
والجمهورية والبرلمان فهل يقبلون هؤلاء بمبلغ يومي قدره 500 دينار عراقي ليعتاشوا
عليه وعوائلهم , فما هي المعادلة اذن وكيف قسموا هذا المبلغ ليوزع على الجماهير ومن
هو صاحب هذا القرار السيء الذي سيزيد من الفقر والبؤس والشحاذة لعموم الجماهير
ان جماهير العراق ستمر وكما مرت بها سابقا ومنذ سنوات بأسوأ حالات الفقر والجوع
بسبب هذا القرار الغير مسبوق والانساني بعد ان مر عليها ابشع حالات البطش والاقتتال
والطائفية والاحتلال الذي مزق الانسان وجعل كل المجتمع العراقي وجماهيره المليونية
تذوق الامرين من حالات الشلل الاقتصادي والاجتماعي والفقر والمرض والانتهاكات
والاعتداءات من قبل الاحتلال والمليشيات المسلحة والسيارات المفخخة الى يومنا هذا
وحطمت المجتمع وجعلت حياة ومصير الجماهير مرهون بالتدخلات السافرة من قبل
الاوباش وقطاع الطرق والعصابات وكل الشراذم التي تجوب في شوارع بغداد والمحافظات
ان هذا القرار المجحف واللاانساني الذي سيزيد الفقر والتعاسة للجماهير هو محاولة
ضمن سياقات الحكومة الحالية حكومة نوري المالكي على خصخصة الاقتصاد والاعتماد على
السوق الحرة وسحب الدولة عن دعم المواطن وتوفير المعيشة والحياة الحرة الكريمة لهم
, ان هذا القرار القاضي بألغاء البطاقة التموينية انما يدل على هزيمة الحكومة امام
استشراء الفساد والمفسدين والمتلاعبين بقوت الجماهير في وزارة التجارة بعد ان فشلت
وعجزت امام مجابهة الفاسدين خوفا من
فتح الملفات التي يكيلها العض للبعض الاخر والتستر عليهم وتهريبهم كما فعلت مع
الوزير السابق لوزارة التجارة عبد الفلاح السوداني وتهريبه بعد اختلاسه لمليارات
الدولارات من قبل العقود المزورة وجلب السلع والمواد الفاسدة لتوزيعها على
المواطنيين دون واعز او ضمير انساني واخلاقي , ان جماهير العراق كانت تنتظر ان
تتحسن نوعية ومفردات البطاقة التموينية لا ان تلغى نهائيا واذا ما كانت حجة الحكومة
العراقية المبجلة هو القضاء على الفساد في استيراد مواد البطاقة التموينية
ونوعياتها وعقودها فأن هذه الحجة هي حجة وقحة لان الفساد سيبقى بشكل او بأخر لان
الدولة والحكومة كلها تنخر بالفساد وكل المؤسسات الحكومية تتصدر بالفساد وكل
مسؤوليها ينعمون بالثروات والاموال الطائلة والرواتب الخيالية والتزوير فهل بألغاء
البطاقة التموينية وتجويع الجماهير ستخف حالات الفساد ويقضى عليه اعتقد انها حجة
ككل الحجج التي تعلمت عليها السلطة الحالية وافتعالها للازمات بالضد من مصالح
الجماهير لتبقى مصالح وارادة الجماهير وحياتهم مرهون ببعض الحفن ممن ازدادو ثراء
واموالا على حساب لقمة ومعيشة المواطنيين وحياتهم وامنهم وسعادتهم
ان انتشار البطالة المليونية بين الشباب وحالات العجز والمرضى والارامل والايتام
والمتسولين وانعدام الخدمات وعدم وجود ماء صالح للشرب وتهديم المدارس دون بناء وعدم
توفير العلاج اللازم داخل المستشفيات وعدم وتوفير السكن والقتل العشوائي والفساد
وتجار الحروب والاقتصاد وتجار الدم كل هذا سوف لن يحل الا اذا ما قالت الجماهير
كلمتها الفصل وتنهض وبقوة وتوحد وتنظم صفوفها وتصرخ بكلمة لا للفقر ولا للتجويع ولا
لانتهاك الكرامة الانسانية ونعم لتوفير الخبز والامان وتكنس بطريقها كل العتاة
والمجرمين والحرامية الجاثمين على صدر الجماهير