مقابلة نحو الاشتراكية مع عباس كامل الناطق الرسمي لمنظمة اتحاد ضد البطالة
حول الاعتراضات الجماهيرية ودور
منظمة البطالة في تلك الاعتراضات
نحو الاشتراكية: كما هو معلوم ان الاعتراضات الجماهيرية قد اندلعت منذ 17
شباط من العام الجاري وهي مستمرة لحد الان بشكل متقطع. فهل تمكنت الاعتراضات
الجماهيرية من تحقيق بعض الأهداف والمطالب الجماهيرية؟ وما هي أهم المنجزات
والأهداف التي تم تحقيقها بفعل تلك الاعتراضات؟
عباس كامل:
نحو الاشتراكية: لماذا لا تتوسع الاعتراضات الجماهيرية في العراق لتشمل
معظم المدن العراقية وأغلب القطاعات الجماهيرية أسوة" بما يجري في بقية بلدان
المنطقة؟ وهل تتوقع أن يتوسع الاعتراضات الجماهيرية على أعقاب الأزمة الحكومية
المستمرة في العراق؟
عباس كامل:
الاعتراضات الجماهيرية ومنذ شباط الماضي من هذه السنة غطت كل مدن العراق ومحافظاته
وخرجت معظم الجماهير ان لم نقل الاغلبية لان بعض الناس مسيطر عليهم ويستلمون
اوامرهم من سادتهم وقادة مليشياتهم للتحرك فتارة ترى قد صدرت فتوى دينية من هذا
الملة وتارة اخرى تصدر اوامر من تلك الجهة وهلمجرا لقد هرعت حكومة المالكي قبل 25
شباط إلى العشائر والمرجعيات وأعادت مقتدى الصدر من إيران، في خطوات متسارعة لضبط
الشارع وعدم السماح لانصاره بالخروج بتلك التظاهرات ، وتخويف الناس من تظاهرة
الشباب في تلك الفترة وأصدرت المرجعيات فتاوى تراوحت بين التحذير وتحريم المشاركة
في التظاهرة بوجه حكومة المحاصصة الطائفية والقومية، اضافة الى خطاب المالكي في
وقتها دعا فيها الى اجهاض التظاهرة
وقوله حينها تظاهروا في كل الأيام إلا يوم غد الجمعة 25 شباط الأمر الذي حاول به
المالكي افشال تظاهرة مطلبية لشباب ثائرين يطالبون بحقهم بالخبز والعمل والحرية،
وخلال تلك الايام سقطت كل الأقنعة والوجوه الكاحلة عن حكومة المحاصصة القومية
والطائفية، ومن والاها من الأحزاب ومن دعمها من المرجعيات
ولكن بشكل عام فأن الجماهير قد خرجت
وقالت كلمتها الفصل وهي اسقاط السلطة لفشلها وفسادها ومحاسبة رموزها من المتورطين
بمسائل فساد وسرقة وحتى طائفية بل وطرد كل القوى الاسلامية والقومية بشكل عام
الموجودة حاليا الخ ولكن الجماهير وانا اتفق معك بحاجة الى تكتيكات واقصد هنا بحاجة
الى اعادة تنظيم وتحت قيادة واحدة كي لاتتفتت الحركة الاعتراضية ومع هذا نرى يوميا
او بين حين واخر هناك تظاهر وتجمع وحتى اعتصامات في عدة مدن تطالب وتهتف وتعترض
بوجه هذه الحكومة ورجالاتها بسبب عجزهم وفشلهم وتقصيرهم بتقديم الخدمات واستهتارهم
المتوصل بحق الجماهير وسرقة المال العام ,
لهذا انا متاكد ان الحركة مستمرة وانها في الطريق الى ان تتوسع اكثر فأكثر اذا
مابقي الحال على ماهو عليه الان فسوف يزداد الضغط وتستمر التعبئة ويكبر العدد
والنوعية ضد التقصير المتعمد لهذه الحكومة وعدم استجابتها للمطالب ولااستبعد ان
تكون الحركة في العراق هي موازية للاعتراضات الجماهيرية في بلدان عربية اسقطت
انظمتها ومستمرة حتى اليوم تطالب المزيد من الاصلاحات والتغيير , لهذا من المؤكد ان
تتوسع اعتراضات جماهير العراق لانه وبصراحة الامر لايبشر بخير فليس هناك اية سعادة
وطمأنينة وسلام وحرية للمواطنين والجماهير المليونية مادام الان موجودة هذه
المليشيات وقادتها على عرش السلطة وتفردهم بثروات البلد وتقسيمهم الكعكة فيما بينهم
والصراع السياسي على السلطة فيما بينهم والتشرذم والتخبط الذي يعيشونه فليس
هناك اية نتيجة وفائدة تنتظرها الجماهير سوى التصعيد من حركتها وهمتها بأنزال هذه
القوى وازاحتها عن حبل السلطة الذي يترنحون به الان كقراريص الغسيل فوق الحبال
يترنحون لحين مجيئهم للعاصفة الجماهيرية وسقوطهم واحد تلو الاخر لان الناس قد
تململت وضجرت من كل هذه المأسي والظلم والجوع فليس هناك شيء تنتظره الجماهير غير رص
صفوفها وتنظيم انفسها سواء في محلاتها السكنية او في المعامل والمصانع والاحياء
والساحات لكنس هذه القوى من اسلاميين وقوميين وعشائريين لان المجتمع العراقي مجتمع
يرفض ورافض للذل والمهانة وهو مجتمع حر يحب الحياة ويكره الظلام هؤلاء وهذه القوى
هم الظلام بنفسه لهذا برأيي سوف تتصاعد الاحتجاجات وتتسلح الجماهير بالهمة ورص
الصفوف من اجل كنس هذه القوى البربرية من صدر المجتمع
مهما حشد المالكي من قواه الظلامية او نشر قواته القمعية او صدرت فتوى من
هذا وذك من الشيوخ والملالي فالمسيرة مستمرة والجماهير ستصعد من اعتراضاتها
ومواجهتها للظلم والفساد
نحو الاشتراكية: من هم القوى والمنظمات السياسية والجماهيرية الفاعلة في
تلك الاعتراضات؟ وهل أن أهدافهم وتوجهاتهم السياسية تتقاطع مع الأهداف والرغبات
الجماهيرية في العراق؟ وكيف السبيل الى تطوير وارتقاء الاعتراضات الجماهيرية الى
المستوى الذي من شأنه ان يحقق الطموحات الجماهيرية؟
عباس كامل:
نحو الاشتراكية: باعتقادك، هل أن تدخل منظمة اتحاد ضد البطالة ودورها في
الاعتراضات الجماهيرية هو بالمستوى المطلوب؟ وكيف السبيل الى تفعيل دور منظمتكم
للارتقاء بها الى المستوى التي تكون بامكانها قيادة وتنظيم الاعتراضات الجماهيرية
في العراق؟
عباس كامل:
بالنسبة الى منظمة اتحاد ضد البطالة فهي منظمة جماهيرية وقد ادت ولازالت تؤدي دوها
القيادي والتعبوي بين الجماهير بما بخص الحركة والاحتجاج الجماهيري وهي حاضرة
باعضائها وقادتها بين الصفوف ولكننا لازلنا في منتصف الطريق نحتاج الى الكثير من
اجل الارتقاء بالمستوى الذي نطمح اليه كقادة واعضاء للمنظمة
, لذلك نحتاج الى تعبئة وتنظيم الناس خطوة خطوة , ان انخراط وكسب العاطلين
اليها هو السبيل الذي من شانه ان يقوي المنظمة فهي منظمة كل الجماهير وبغض النظر عن
انتمائاتهم الفكرية والقومية والدينية , هي منظمة جماهيرية معنية بتنظيم العاطلين
وتقوية علاقتهم بهذه المنظمة مرهون بقوة المنظمة وفاعليتها من خلال ضمهم وكسبهم
اليها وشرح الاليات المعتمدة لهذه المنظمة , لهذا عندما تتقوى المنظمة بعدد اعضائها
ومواصلتهم المستمرة مع منظمتهم ستكون هناك حركة واسعة وقوية من شانها ان تطلق هذه
المنظمة العنان لمسك زمام الامور بنفسها وستكون هي من تنظم الناس وتقودهم بشكل منظم
وهادف نحو اطلاق صوت العاطلين والعمال بشكل عام .
ان منظمة اتحاد ضد البطالة استطاعت ان تواكب الاحداث وان عملنا
يسير بشكل صحيح , أي ان هذا الجانب من الاحتجاجات الجماهيرية ومواكبتها
والتدخل المباشر فيها تسير بشكل لابأس به ويحتاج تفعيل ودور اكبر
لكن الجانب الاخر الذي يحافظ على مكانة وموقعية
هذه الاحتجاجات والمزاج الثوري للمجتمع مرتبط بنا وبعملنا وخططنا، لذلك
نحتاج الى دور اكبر من اجل مسك الامور وتنظيم الناس حتى لاتتشتت الحركة
نحو الاشتراكية: أين وصلت علاقاتكم مع بقية المنظمات الجماهيرية والنقابات
المهنية في العراق؟ وهل لديكم شروط معينة لاقامة العلاقات مع تلك المنظمات
والنقابات؟ وهل لديكم مع تلك المنظمات والنقابات ، أو البعض منها مشاريع نضالية
مشتركة؟
عباس كامل:
علاقتنا مع المنظمات العمالية والمهنية الاخرى هي علاقات جيدة ولكنها تحتاج الى
تفعيل دور اكبر بالنهوض بالواقع الحالي وذلك عن طريق التعاون المشترك والمستمر ونحن
ليس لدينا شروط معينة , نحن منظمة منفتحة على الجميع واي منظمة تريد ان تتعاون معنا
فنحن على استعداد ونرحب بذلك , لذلك كانت لدينا وقبل اشهر ومنذ انطلاق التظاهرات في
بغداد كان هناك تعاون ولقاءات مستمرة مع منظمات عمالية وغير عمالية فيما يخص الحركة
النضالية والتظاهرات وما الى غير ذلك
نحو الاشتراكية:
عباس كامل:
حالها السياسي ووضعها السياسي متخبط والامن مفقود وسيء وفشلها السياسي بالنتيجة
سيؤدي للمزيد من الفقر والمجاعة والبطالة في صفوف المواطنيين , لهذا لاارى أي تحسن
اقتصادي ومعيشي سيطرأ مادامت هذه القوى الاسلامية والقومية الحالية المتصارعة
والفاشلة سياسيا موجودة وعلى رأس السلطة .
نحو الاشتراكية: شكرا جزيلا على اجاباتك.