التفجيرات الاخيرة وادعاءات السلطة
عباس كامل
عادت التفجيرات ألارهابية والتي طالت ألابرياء من الناس في ألاونة ألاخيرة. فبعد
هدوء نسبي جاءت سلسلة التفجيرات الدامية والتي حصلت في الموصل وبغداد وكركوك وباقي
المناطق الاخرى وذلك لما يبدو ان له علاقة بخروج القوات الامريكية من المدن من جهة،
وقرب ألانتخابات في العراق واشتداد وتدهور مستوى الصراع بين القوى المتنازعة على
السلطة من الميليشيات والقوى الاسلامية والقومية.
ان فشل حكومة المالكي والمنصبة من قبل امريكا بجلب الامان للمجتمع يدل على ضعف هذه
الحكومة الكارتونية وفشل أجهزتها ألامنية وان قالوا العكس. فارواح العشرات من
ألابرياء والتي تزهق يوميا لن تعد تعني شيئا لحكام المنطقة الخضراء اللذين يختبئون
في قصورها وشوارعها من غير النظر الى مايحصل من مأسي وكوارث تطال المجتمع
برمته. فمهما تبجح المالكي وحكومته
الكارتونية ومعها باقي الابواق في اجهزته ألامني فان ذلك لن يستطيع تحسين
الوضع الامني لأن الاوضاع تزداد تدهورا وبالملموس ولن يتغير شيئا على ارض الواقع
مادامت الاحزاب الاسلامية والقومية والعشائرية موجودة ولانها عاجزة تماما عن جلب
البديل الذي يغير مايحصل .
ان المجاملات والنفاق والكذب السياسي
والفساد الاداري داخل هذه القوى هي مظهر وانعكاس لماهية تلك القوى وان تردي الوضع
الامني سببه الاساسي وجود تلك القوى الاسلامية والقومية والمذهبية والطائفية. فما
زالت قوى الاسلام السياسي والقوميين والطائفيين متحكمة فان الارهاب وتردي الاوضاع
سيستمر بل وسيزداد.
ان الانفجارات الاخيرة تكشف عن
الوضعية الهشة والخطرة التي تسود في بغداد والموصل وكركوك وديالى وباقي المناطق
الاخرى وبين مختلف القوى الاسلامية والقومية التي تم تنصيبها من قبل امريكا في
السلطة او تلك التي اشترتها بالاموال من أجل مايسمى بعملية المصالحة الوطنية. تلك
الاوضاع هي ما تحصده جماهير العراق اليوم من الحرب الامريكية وتنصيبها لعصابات
الاسلام السياسي والقوميين وباقي القوى الرجعية والتي تم جلبها من الجحور وفرضها
على المجتمع .
ان المسؤول عن كل مايحصل في العراق اليوم من مجازر ومأسي وانعدام ألامن والخوف هو
وجود وسيادة القوى الرجعية التي جلبت
الامريكان ودفعتهم الى احتلال العراق وتدميره واطلاق ايادي هذه الشراذم والعصابات
الاسلامية والقومية التي تعبث بأمن وسلامة وحياة الناس .
تغيير
هذه ألاوضاع منوط بقوى اليسار والتحرر في المجتمع وان القوى الحالية غير قادرة الا
على اعادة انتاج الارهاب والنهب والسلب والقيم الرجعية وان وجود تلك القوى
الاسلامية في السلطة مع اعوانهم القوميين اللذين يتغاسمون المغانم والنفط يعني ان
هذه الاوضاع ستستمر بل وستتدهور اكثر فأكثر. لا يمكن لتلك القوى، ولا تستطيع ان
تقيم دولة المواطنة المتساوية لان
مصالحها القومية والمذهبية والدينية تتعارض مع
تلك الدولة.
ان من الضروري ادراك ان الجماهير لن تنال المساواة او الحرية بوجود هؤلاء وان
الارهاب مسألة مرتبطة بتلك المبادئ والاهداف للجماهير والقوى الحالية عاجزة عن
توفير تلك المطالب وارجاع الاوضاع الى الحالة الطبيعية والامنة والمستقرة.
ادعو الى التفاف جماهير العراق بكل فئاتهم حول حزبنا ومبادئه ومطالبه الانسانية.
حزبنا الشيوعي العمالي اليساري يرفع راية المساواة والانسانية
ويستطيع بدعم الجماهير ان يؤسس لمجتمع
الامان والطمأنينة والرفاه والحرية والمساواة لكل المواطنين.