تسقط الرأسمالية , ستسقط الرأسمالية
عاش الاول من أيار يوم العمال العالمي
عباس كامل
يوم العمال العالمي ، هو احتفال ويوم عالمي يقام كل عام و يقام في عدة دول احتفاء بالعمال في كل مكان من العالم, بدءا في عام 1884 حين اتخذ اتحاد العمال في امريكا قرارا بجعل يوم الاول من ايار في كل عام عيدا يطالب فيه العمال ان يكون يوم العمل فيه ثماني ساعات يوميا فقط وفي اجتماع الاتحاد الفيدرالي الامريكي للعمال عام 1887 تقرر تحديد يوم الاول من ايار عيدا للعمال ويوم ذكرى للنضال من اجل ان يكون يوم العمل ثماني ساعات فقط .
في عام 1886 قامت النقابات المهنية والهيئات العمالية بالتظاهر في
شوارع مدينة شيكاغو رافقها اضراب شامل في معظم مرافق الحياة ورفع
المتظاهرون في مسيرة شيكاغو عدة شعارات منها
المطالبة بأن يكون يوم العمل ثماني ساعات فقط وان تتعهد
الهيئات المسؤولة بدفع تعويضات واعطاء ضمانات للعمال عند الاصابة
في العمل او المرض وتأمين الخدمات الصحية للعمال وعندما لم تستطع
شرطة شيكاغو قمع المظاهرة وايقاف مسيرتها دست احد رجالها بين صفوف
المتظاهرين الذي اطلق النار على الشرطة ووفر لها حجة الرد بالنيران
الحية قتل خلالها العشرات وجرح المئات وقد اطلق على هذا الحادث
تسمية مجزرة شيكاغو ومنذ ذلك اليوم فان العمال في كل مكان يحيون
هذا اليوم العظيم ويرفعون مطاليبهم وشعاراتهم معبرين عن انزعاجهم
ورفضهم للنظام الراسمالي ذلك النظام الذي يعتاش على مأسي ومصائب
البشرية بل هو المسبب الرئيسي لكل المشاكل الاقتصادية والاجتماعية
الذي لحق بالبشرية في كل العالم وهو سبب المجاعة والفقر الذي تعاني
منه بلايين البشر في كل مكان
يحل هذا اليوم والطبقة العاملة واغلبية جماهير العراق تمر في ظروف
صعبة للغاية اكثر مما مرت بها المجتمعات البشرية في العالم.
فبالإضافة إلى الارهاب والمجازر اليومية والحروب المفتعلة و
الصراعات القومية والطائفية ، ومنها ما نراه اليوم من صراعات قومية
بين الاحزاب والقوى الاسلامية القومية المتمثل بحزب الدعوة وبين
الحركة القومية الكردية ، فانها تعاني أكثر حالات الفقر و العوز
والبطالة، انها تعاني السلب التام للحريات والحقوق التنظيمية وحرية
الاضراب والتجمع، والتطاول اليومي على مكتسباتها ومعيشتها وحقوقها.
أضافة الى معاناتها المريرة من انعدام ابسط الخدمات من الكهرباء،
والماء الصالح للشرب وغياب النظام التعليمي والصحي المجاني المتقدم
والمتطور وفق المعايير العالمية الحديثة بالاضافة الى كل ذلك تفرض
على الطبقة العاملة النقابات التابعة للميليشيات البرجوازية
القومية والاسلامية تحت مسميات عدة لشق صفوف
العمال والاستيلاء على مكتسباتهم ونظالاتهم الطويلة ومن هنا
فأن في العراق اليوم
العمال يعانون كغيرهم من عمال العالم بل هم الاسوء ظروف حيث يعملون
في ظروف عمل قاسية وظروف غير مستقرة لا من الناحية السياسية ولا من
الناحية الامنية ناهيك عن استغلال العمال من قبل ارباب العمل
واجورهم المنخفضة وعدم تمتعهم بالضمانات الصحية وساعات العمل
الطويلة التي يعملون بها تحت تلك الظروف القاسية اضافة الى ارتفاع
المواد الغذائية وباقي مستلزمات الحياة الاخرى التي يحتاجها مما
يربك العمال ويؤثر على اوضاعهم واوضاع عوائلهم المعيشية ناهيك عن
ان ملايين العاطلين عن العمل ليس لديهم وظائف او فرص عمل او ضمانات
بطالة لذا فأن
يوم العمال يمر على الطبقة العاملة في العراق وهم يعيشون تحت اقسى
الظروف قساوة وحرجة
ولاانسانية, اما عن
اوضاع الطبقة العاملة تنظيميا والمضايقات التي تمر عليهم من قبل
السلطة فيمكن ان
اقول ان طيلة
السنوات السابقة لم
يتوقف الاعتراض العمالي حتى خلال الحرب الطائفية التي دمرت مدن
العراق وراح ضحيتها المئات من الابرياء وبالنسبة للعمال العاطلين
عن العمل فأاستطيع القول بأنهم مخزون ثورة عبرت عن نفسها في العديد
من التظاهرات والاعتراضات التي قامو بها خلال الثمان سنوات
المنصرمة لكن خوف السلطة الاسلامية الحالية في العراق من الاعتراض
العمالي يدفعها لمنع العمال من حق التنظيم والاضراب ومطالبتهم
بحقوقهم كما و ان خوف السلطة يدفعها للتمسك بقوانين وقرارات النظام
البعثي السابق التي اصدرها عام 1987 التي تمنع التنظيم في القطاع
العام، وتفرض اتحاد خاضع لسلطتها وينفذ مشاريعها وسياساتها المجحفة
بحق العمال وتطلعاتهم في نفس الوقت الذي تدعي فيه هذه السلطة
الحالية بأنها قائمة على نظام ديمقراطي وهو حتما نظام مزيف اذ يعمل
وفق سياسة الترهيب والتنكيل بحق الناشطين من العمال وتنكيل كل فئات
المجتمع لانه نظام رأسمالي بحت
يختلف الاول من أيار، في هذه السنة عن السنوات الماضية حيث
بعد سلسلة ثورات حدثت في العالم العربي
وبعدها حركة الــ99%
هذه الحركة العالمية التي تمثل الطبقة العاملة والكادحين وكل
الفقراء والجياع من البشرية التي تعاني الفقر والعوز والبطالة بسبب
النظام الراسمالي والذي يمثل هو ال 1 بالمئة فقط و نهوض الحركة
العمالية والحركات الجماهيرية على الصعيد العالمي بوجه الرأسمالية
وتدخل الجماهير برسم ملامح حياتها السياسية وتقرير مصير مجتمعاتها
وذلك بنزولها الى الشوارع في العديد من مدن العالم من اميركا
واليونان واسبانيا وايطاليا وفرنسا ودولا اخرى والوقوف بوجه النظام
الراسمالي واستغلاله وبؤسه الاقتصادي الذي طحن ولازال اغلبية
المجتمعات البشرية، بسلطته وجبروته وقمعه للحريات السياسية
والاجتماعية والمدنية
وبحروبه المدمرة , ان تجارب الثورات في العالم العربي
والحركات العمالية والاجتماعية الكبيرة على الصعيد العالمي تؤكد
مرة اخرى على ان حياة وعالم افضل للجماهير في العالم امر ممكن وهو
مرهون بالتدخل السياسي للشيوعية العمالية وتنظيمها المقتدر للطبقة
العاملة.
اليوم فان بأمكان الطبقة العاملة في العراق ان تلعب دورا رئيسيا في
تغيير المسار لصالحها لانها صاحبة القرار وهي تمثل الغالبية العظمى
من المجتمع وكذلك بامكانها ان تدك النظام الراسمالي وتلتحف تحت
راية الاشتراكية لانها خلاصهم الوحيد من عبودية الاستغلال
الرأسمالي وجبروته ومأسيه ضد البشرية , ان تغيير المسار لصالح
الطبقة العاملة يكمن في حقيقة ان لامسار يصحح وضعها دون نظام
اشتراكي قائم على امتلاك الطبقة العاملة صاحبة الانتاج لادارة
شؤونها بنفسها وادارة شؤون المجتمع من كل مفاصله الاقتصادية
والاجتماعية والسياسية واخيرا وفي هذه المناسبة العظيمة مناسبة
الاول من ايار يوم العمال العالمي ادعو كل العمال والطبقة العاملة
في العراق والعالم ان تنظم نفسها والى ضرورة توحيد نضالها ورص
صفوفها وتلتف حول راية الاشتراكية وراية ماركس راية الشيوعية
العمالية وتصعد من جبهة نضالها وتقف بحزم ضد جبروت النظام
الرأسمالي من اجل اسقاطه وهو مانشاهده اليوم وفي كل العالم من
احداث متسارعة وثورات عارمة ايل للسقوط لامحالة وستهزم امام هذا
العملاق وهو الطبقة العاملة , فلتسقط الرأسمالية ,ستسقط الرأسمالية
.