عاش الثامن من أذار يوم الحرية والمساواة
عباس كامل
الثامن من أذار , هو يوم السخط على الاضطهاد والتمييز الجنسي ضد النساء , يوم
الحرية والمساواة , هذا العام تستقبل نساء وجماهير العراق كما كل السنين الماضية
وهي في اوضاع غاية التعقيد , في اوضاع خلقت فيها لنساء العراق جحيما وظلاما اكثر
مشقة ووزارا والما , فالحرب الدموية الامريكية التي جرت بأسم تحرير العراق والقضاء
على الارهاب اخضعت هذا المجتمع الغارق في الارهاب والمأسي والبربرية لدستور وسلطة
رجعية اسلامية .
وبعد عشرات السنين من بربرية البعث وقطع اعناق النساء وقتلهن من قبل ذلك النظام
الفاشي , يتم جر المجتمع العراقي اليوم وبقوة من قبل الارهاب والتفجيرات والقتل
الجماعي من جديد الى وطأة سلطة ودستور بربري اخر وهذه المرة هي البربرية الاسلامية
والقومية والعشائرية المتحالفة مع امريكا , حيث ان اول ضحياها هن النساء .
وبموجب الدستور والتقاليد التي نتجت عن الحرب الامريكية يجب ان تكون النساء انسانا
دوني المرتبة ويعاملن كالعبيد في المجتمع وبموجب هذا الدستور فأن كل التقاليد
تذكرنا بتقاليد النظام البعثي بل اكثر وحشية وبربرية
ان التهجم والتعامل الدوني والقتل والتشرد والمجاعة والتسول والاغتصاب هي
نصيب المرأة في عراق اليوم وكما كان في السابق ولم يطرأ أي تغيير بحضور المرأة
وصيانة كرامتها واحترامها كأنسانة من الدرجة الاولى ومتساوية مع الرجل وبقيت المراة
تعاني اكثر واكثر من الظلم والحرمان والمشقة .
ان هذه الهجمة هي هجمة واسعة النطاق على كل جماهير العراق وأهانة كبرى للانسانية
وهي احد محاور هجمة بربرية كان مخطط لها لتمزيق المجتمع وتفتيته من قبل الظلاميين
ولاننسى ان نقول من قبل امريكا نفسها التي فسحت المجال لهذه القوى الهمجية وان كانت
هي امريكا نفسها همجية وتدعي الديمقراطية ولو بالشكل الظاهري الامر الذي جعلها تفسح
لهذه القوى ان تمزق المجتمع العراقي وتشرد ابنائه وتظلم نسائه لتبقى هذه القوى
الطائفية والقومية تعشعش على صدور الجماهير وتفعل ماتشاء هذه الهجمة التي تجتث أي
معنى للحرية والمدنية وحقوق العمال والشباب والاطفال والنساء والجماهير الكادحة
الغفيرة , ولهذا يشكل الوقوف ضد الاضطهاد والحرمان من الحقوق والتمييز الممارس بحق
النساء مهمة وقضية كل الجماهير التحررية والعمال , رجالا ونساء .
ولكن بربرية هذه القوى الحالية في العراق والمليشيات هي ليست قدرا محتوما , فالحضور
الى الميدان من قبل المحرومين والمضطهدين من جماهير العراق الغفيرة وبمساندة ودعم
البشرية المتمدنة في العالم يمكنها كسر هذه الرجعية فلنجعل من هذا اليوم يوما
للاعتراض وكسر القيود واعلاء الصوت الهادر ضد الظلم والتمييز الجنسي وبأمكان كل
المتحررين في العراق والعالم ان يوحدوا رايتهم وجعل حركتهم الاجتماعية العريضة
والواسعة تحت راية الحرية والمساواة وان تبنى قاعدة المساواة بين المرأة والرجل
ومعها يفصل الدين عن الدولة والتربية والتعليم والغاء كل القوانين المجحفة والبالية
وكسر القيود واجواء الاضطهاد والتمييز والرجعية
لتقيم كل نساء العراق في الثامن من أذار ويقفن جنبا الى جنب ومعهن كل دعاة الحرية
وقفة اجلال بهذا اليوم من اجل استرداد حقوقهن ومطالبتهن بمساواتهن مع الرجل
وبأمكانهن فرض التراجع على القوى البربرية والاسلامية الحالية في العراق وان يتقدمن
في الصدارة ويرفعن رايتهن عاليا من اجل حرية
ومساواة وعالم افضل .