لقاء مع الرفيق عباس كامل حول التظاهرات الجماهيرية ضد الحكومة
نحو الاشتراكية:
قال احد البرلمانيين
الاسلاميين الطائفيين (بهاء الاعرجي) في مؤتمر صحفي بمجلس النواب ان بعض مطالب
المحتجين مشروعة وبعضها الاخر غير مشروعة او مقبولة. كيف برأيك يحدد هذا النائب
المطالب المشروعة من غير المشروعة ؟ ماهي الخطوط التي يتحرك فيها وخاصة انه طالب
بتبني مقترحات مقتدى الصدر لحل ازمة السلطة الاسلامية التي للتيار الصدري ثقلا
كبيرا داخلها ؟ هل يشيرون الى قانون 4 ارهاب و المسائلة والعدالة باعتبارها مطالب
غير مشروعة ؟
عباس كامل:
في البداية لابد ان ان اذكر واقول بأن النائب المذكور بهاء الاعرجي هو كنائب اسلامي
يلعب على الاوتار اولا وثانيا هو كبقية النواب الجالسين تحت قبة البرلمان لايعرفون
بهموم الشارع والمواطنيين ولايعرفون بهموم امرأة ارملة او عاجزة او فقدت احد
ابنائها او زوجها بسبب وقودهم التي احرقوا بها المجتمع بسبب طائفيتهم ومهاتراتهم
السياسية التي لاتنفع بل جلبت فقط الويلات والمصائب للمجتمع وافقرته ودمرته وجعلت
كل المواطنيين عرضة للفقر والمجاعة والتسول في الشوارع لذلك لاهو ولاغيره يعرف
ماهية مطالب الجماهير سوى عن طريق الاعلام فقط فهم ليسوا رجال ميدان هم فقط سياسيو
ثرثرة وكثرة كلام وابواق للاعلام ابتلت بهم عامة الجماهير عندما نصبوا لينعمو
بالرواتب الضخمة والخيالية وبالسيارات الفارهة والحمايات والقصور والابراج والفلل
التي يمتلكونها خارج العراق , فعن اية شرعية يتحدث بقوله هذا هل عندما تخرج
الجماهير وتطالب بألغاء مادة وضعوها هم لتخويف الجماهير لتصبح بعبع مخيف لاي شخص
يعبر عن رأيه بالطريقة التي يراها مناسبة او يعبر عن سخطه بسبب جوعه وحرمانه من
ابسط مقومات الحياة التي فقدت عن رؤى الجماهير مثل الكهرباء والماء والعمل والخدمات
الاخرى وهل اصبح المجتمع وجماهيره كلهم ارهابيون عندما يطالبون بتغييرات جذرية
عندما فقدوا كل انواع المصداقية بهم وبوعودهم , هذه سخرية وهذا هو سم يراد به سقي
الجماهير ليفوق اكثر واكثر بحرمانهم وتعقيدات الحياة التي تواجههم اليوم في ظل اقسى
الظروف واعقدها وهم يرون ابنائهم في السجون يعذبون من قبل سجانيهم او عندما يرون
ويسمعون بأن النساء تغتصب وتهان كرامتهم من قبل مليشياتهم داخل السجون ان بهاء
الاعرجي هو نائب بالبرلمان وتابع الى فريق مقتدى الصدر ومشارك بالعملية السياسية
كما يسمونها لذلك هو اليوم يعتبر بطل الاعلام فقط كثرة كلامه تعكر صفو مزاج
الجماهير ليسخروا بالنهاية منه ومن تصريحاته الباردة , ان التيار الصدري لاعب اساسي
بالعملية السياسية ومشارك قوي فيها وهو من دعم نوري المالكي وايده لهذا هم مشاركون
معه بأبادة وتنكيل الجماهير ونشر التفرقة لكنهم فيما بعد وكما هي العادة يحاولون ان
يتنصلوا عن مسؤولياتهم الاخلاقية امام المواطنيين وكأنهم الحمل الوديع واللاعب
المتفرج , كيف يعقل هذا الكل منهم مشارك بالطائفية وكثرة نارها ووقودها وكل ماموجود
بهذه السلطة هم مشاركون بتنكيل وفقر الجماهير والكل منهم يغطي على عيوب الاخر
لمصلحة ما , لهذا انا لا اكترث لتلك
التصريحات انا فقط اعرف هناك فريق الجماهير المظلومة والجائعة وهناك فريق السلطة
ومليشياتها فمن سينتصر بالنتيجة وهل ستلبى مطالب المواطنيين وقضاء احتياجاتهم
وتنفيذ المطاليب هذا مانريده فقط هو خدمة المواطنيين ومن كل الجوانب واطلاق الحريات
السياسية والفردية دون قيد او شرط او تأخير لان مطاليب الجماهير مشروعة فلو لم تكن
مشروعة لما خرجت بهذا الكم الهائل من المتظاهرين
نحو الاشتراكية:
تدعي سلطة المالكي ان
الجماهير في مناطق الانبار والموصل وكركوك وصلاح الدين وبغداد ترفع شعارات طائفية
وان المظاهرات مسيسة لمصلحة تركيا وقطر والسعودية وربما البعثيين. هل ترى اي
انعكاسات طائفية في المظاهرات ؟ مالذي تريد حكومة المالكي قوله باتهامها الجماهير
بالطائفية ؟
عباس كامل:
هذا كلام اعتادت عليه حكومة المالكي لتخيف
الجماهير المعبرة عن رأيها والمتطلعة لحياة افضل والمطالبين بحرياتهم , دائما
وعندمل تخرج اية تظاهرة او تجمع فأن حكومة المالكي عودت المجتمع على سماعها وهي اما
انكم ارهابيون ولكم اجندات خارجية وخارجون عن القانون او بعثيون صداميون تريدون
ارجاع العراق الى المربع صفر او الى النظام البعثي الفاشي السابق وهلمجرا من هذه
التصريحات والمهاترات , اعتقد المسألة ليست هكذا , المسألة هي سخط جماهيري يتحول
مفعوله سريعا بين عامة الجماهير وهو عدم اقناعهم وعدم رضاهم عن حكومة اغلب رجالاتها
وسياسيوها هم سراق للمال العام وفاسدون لهذا ارى بأن التظاهرات الحالية في هذه
المدن انما هي تعبر عن ذلك السخط الجماهيري المليوني الغير راضي بالاوضاع الراهنة ,
الجماهير ترى بأم اعينها وتسمع بأن اموالها تهدر وتذهب لجيوب حفنة من السراق
والفاسدون والمجتمع يأن من الفقر والعوز والبطالة والحرمان, بالحقيقة وحتى اكون
اكثر وضوحا ارى ان تركيبة النظام السياسي الحالي في العراق والذي تشكل على اساس
الطائفة والدين والعشيرة، وتركز السلطة بيد الاحزاب الاسلامية الشيعية بصورة
رئيسية، هذا الامر الذي ادى الى فرض تمييز ضد مناطق واسعة من العراق تجلى في سياسات
واجراءات مثل اعتقالات، اتهام مباشر لكل المخالفين بالانتماء للقاعدة او
للبعث الخ تلك كانت الارضية التي انطلقت عنها الحركة الراهنة. ان هذه الحركة
الجماهيرية كشفت وباسلوب عملي مباشر ان النظام الطائفي والعشائري في العراق لا يمكن
ان يدير المجتمع ادارة صحيحةهذا من جانب، ومن جانب اخر فان المحافظات التي كانت
تتهم بالطائفية فيها او القاعدة او من هذا القبيل ترفع الان شعارات تهدد البناء
الطائفي بصورة مباشرة، لان عملية انتاج الطائفية وادعائها تكرسه الحكومة الحالية
لنوري المالكي اذن الان اصبحت هذه المدن او المحافظات التي تجري بها الان تظاهرات
وتجمعات تعلن مناهضتها للطائفية وتطرح شعارات انسانية وشعارات عامة ، هذا الامر في
تطوره واتساعه سيصيب الخطاب المذهبي لحكومة المالكي بضربة جدية وستسعى لتعريف نفسها
على اساس اخر، لكي تديم او تواصل وجودها
نحو الاشتراكية:
كما ان الحكومة ايضا تتهم البعثيين بالتغلغل في
المظاهرات ورفع ما يسمونه اليوم بعلم صدام. هل كان لخطاب عزة الدوري الطائفي
المواجه لطائفية حكومة المالكي اي صدى او نفوذ بين المحتجين ؟ ما هو تقييمكم لمكانة
حزب البعث الان وامكانية رجوعه للعب دور وخاصة بظل الحديث عن محاولة قطر والسعودية
بدعم الاسلاميين السنة ؟
عباس كامل:
بالحقيقة
نحن نرى بأن خطاب عزة الدوري ذلك البعثي الفاشستي والذي بسببه وسبب حزبه الدموي هم
السبب المباشر والرئيسي لتدمير المجتمع العراق وتحويله الى ساحة صراعات دموية
اقليمية وعالمية وهم من عرض العراق وجماهيره الى الاحتلال والاشتياح من قبل اميركا
وحلفائها وتدمير العراق وبناه التحتية وهم سبب الفقر والبطالة والتمييز والبطش
والاعتقالات على ابسط الاشياء ولو كان تجمع بين صديقين ونحن نعرف ذلك وهذا ماحدث
عندما كانت السلطة بأيديهم , الان وبعد ان فقدوا كل شيء وفقدوا ماء وجههم وكراسيهم
اصبحوا الان يلعبون على ورقة اثارة وخلق الفتن والطائفية ليزرعوها وليضيفوها الى
سجل الاحزاب الاسلامية والقومية المتواجدة حاليا والمعتاشة على الطائفية ليوهموا
الجماهير بأنهم حريصون على مصالحهم وحياتهم ولكن هذا اعتقد من جانبي ان هذا الوضع
وهذه الخطابات لاتنطوي على احد فلا هو ولاخطاباته الشوفينية والقومجية تعكر صفوة
مزاج الجماهير التواقة الى عالم افضل عالم انساني بعيد عن الطائفة والقومية ,
الجماهير والغالبية العظمى منهم ترفضهم كما يرفضون الان الاحزاب الاسلامية والقومية
المنصبة من قبل اميركا والمفروضة على رقاب الجماهير لذلك ارى ان الجماهير ثارت بسبب
الجوع والفقر والبطش والانهيار الكامل للدولة المدنية المفقودة حاليا بالعراق وحتى
لو اتهمت حكومة نوري المالكي المتظاهرين بأنهم بعثيون او قد تغلغل البعثيون داخل
تلك الاعتراضات والمظاهرات فهذا ليس معناه ان الجماهير تتراجع بحجة هذه الاتهامات
او بحجة اخرى مثل نشر الدعايات للالتفاف على مطالبهم وتسويفها , عموما نرى
ان الجماهير ترفض الذل الذي لحق بهم وترفض الاستهتار والبطش من قبل قوى المليشيات
ومسؤوليها والاحزاب التي تدعمهم او تدفعهم لتصب النارعلى الزيت لتبقى نار الطائفية
مشتعلة بين الجماهير وهم ينعمون ويبقون اطول فترة ممكنة بالسلطة وينهبوا كل ثروات
المجتمع , ثم نعم حتى اجيب على السؤال الذي يقول او دائما نسمعه بان دولا مثل قطر
والسعودية تدعم المجاميع والحركات والاحزاب السنية نعم فهذه الدول دول الخليج
وشيوخها تدعم وتمول تلك الحركات الاسلامية والسبب هو حتى يبقى المجتمع العراقي
يعاني وينزف ويفقد ابنائه وتزيد الكوارث وتبقى نار الطائفية موجودة وهذه لديها
ابعاد سياسية نعرفها وقد شخصناها وشخصها العديدون من المراقبين لتصرفات تلك الدول
وتدخلها السافر ودعمها المتواصل والمستمر للحركات الارهابية وتصديرها للارهابيون
وتفجير انفسهم الخ , اما من جانب الاتهامات وغيرها فهذا يمكن لاي شخص اطلاق
اتهاماته او تصوراته على اي ظاهرة او موضوع، هذا لن يغير من الموضوع وجوهر القضايا
بشيء. ومن جانب اخر فان الاوضاع يمكن ان تبقى هادئة ويطرأ عليها بعض السكون لعقود
ولكنها تحمل عناصر مواجهة او انفجار ويمكن ان تفجرها اي حادثة او وقع معين اذن فهي
ليست نتيجة لحادثة معينة او تدخل معين، رغم انه ربما سيلعب او لعب دورا في التحريض
اوغيره انا انظر الى اساس المواضيع للاحداث وهو الاساس الذي حرك الاوضاع الحالية
وعليه فأن الجذور الاساسية تكمن في جوهر النظام السياسي وتقسيم المجتمع الى ما
يسمونه هم مكونات شيعية وسنية وكردية وتركمانية ومسيحية وغيرها
ثم يقولون فيما بعد وبتصريحاتهم الخاوية انهم لا يفرقون بين مكون واخر وان
العراق بلد واحد و يتصارعون على تقسيم الوزارات بين عناصر الكتل السياسية على اساس
المذهب ليتسلق كل واحدا منهم في حزبه او مكونه يضمر ويبيت العداوة والكراهية لباقي
القوى الاخرى، ولكنه فقط يتحد ويلتقي معها في عداوته للجماهير وامنهم ومعيشتهم. ان
تركز السلطة بيد الاحزاب الاسلامية الشيعية وتكريس المناصب والمؤسسات بيد عناصر
احزابها، وانتشار الفساد في الاجهزة الحكومية التي تم تشكيلها، وعدم قدرة السلطة
على تامين اطار سياسي واسع يمثل المجتمع، كل هذه العوامل قادت الى سخط جماهيري
واسع، عبرت عنه الجماهير في سلسلة من الاحتجاجات والاعتراضات في عموم العراق.
نحو الاشتراكية:
رغم ان المظاهرات لم تطالب باي شعار طائفي وهي
تطالب بمطالب انسانية فان هذه المظاهرات مقتصرة على مناطق دون اخرى كما نعرف. ما
قولكم في قدرة الجماهير على توسيع حلقة الاحتجاجات لتشمل انحاء اخرى من العراق
ونقصد مناطق الجنوب وكردستان ؟
عباس كامل :
ممكن وهذا امرا محتمل تنفجر وتصل الاحتجاجات
والتظاهرات لتشمل مناطق كردستان ومناطق الجنوب وهذا حدث في عدة اوقات متتالية وقبل
عام وعامين لكن بطش السلطات وقتلها للمواطنيين واعتقالهم للشباب والنساء وزجهم
بالسجون وتعذيبهم هذا جعل الجماهير اعتقد ان تأخذ استراحة مقاتل كما يقولون او لنقل
يحتاج الى تنظيم انفسها بطريقة اخرى اذا مااستمر الوضع على هذه الشاكلة ولنتحدث عن
كردستان فهل كردستان هي موقع امان وان الجماهير فيها امنة مطمئنة ومعيشتها افضل حتى
لا تنهض الجماهير وترفع شعاراتها ضد الاحزاب القومية الكردية الحاكمة المفعمة
بالثروات بينما اغلب السكان يعيشون الفقر والبطش هذا امرا ممكن ان التظاهرات سوف
تشمل كل مدينة ومنطقة في العراق , العراق وجماهيره من الشمال الى الجنوب ووسطه
وغربه وشرقه هم يعيشيون اسؤ حالات التعسف والتنكيل فهم سواسية بالظلم والفقر والعوز
من قبل القوى الاسلامية والقومية والعشائرية المتواجدة على الساحة السياسية حاليا
لانها سبب تعاسة وهموم الجماهير وقد فشلت وثبتت فشلها بعدم قيامها بخدمة الجماهير
وتقسيم الثروات على ابنائه لينعموا بها لهذا اعتقد برأيي ان الموضوع ليس موضوع
مناطقي بل الامر يشمل كل المجتمع لان الجماهير قد وعت ونفذ صبرها من التلاطمات
والتناحرات فيما بين القوى المتسلطة على الرقاب اينما كانوا وحيثما التقوا فأن اساس
وجوهر القضايا من جانبهم هو افقار الناس وغلق الطرق امامهم وهم متفقون وكما قلت
سابقا هم فقط يلتقون عندما يكون الامر ضد المواطنيين ومصالحهم وامنهم وسعادتهم فيما
عدا هذا فأن الامور وبتصوري سوف لن تنعم الجماهير اذا مااتحدت بصفا عريض وواسع
الطيف لكنس كل هذه القوى الجاثمة على الصدور
نحو الاشتراكية:
مطلب الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي
الحكومة العلمانية التي تفصل الدين عن الدولة والتربية والتعليم والقضاء. ما قولكم
دفاعا عن هذا المطلب ولم ان تحقيقه يقوي من جبهة الجماهير على العموم ؟
عباس كامل:
اعتقد بأن وعي الجماهير ونظرتها لما يجري من احداث
متسارعة ومن تراجع ملحوظ من كل النواحي المعيشية والخدمية والعمل وتوفير السكن
والمماطلات من جانب السلطة وبقية القوى والاحزاب الاسلامية وكذبها العلني وفسادهم
وتناحراتهم فيما بينهم والمحسوبية فأنني اعتقد بأن الجماهير اليوم هي اكثر حاجة الى
فصل الدين عن الدولة والتربية والتعليم وقيام دولة مدنية قائمة على اساس المواطنة
والاحترام لذلك فأن هذا المطلب هو مطلب اني ويمكن تحقيقه وهذا مرهون بتوحيد الصف
النضالي للجماهير وقوى الطبقة العاملة وكل المساواتيين والاشتراكيين والتواقين الى
الحرية والمتطلعين اليها , ان هذا المطلب هو اليوم مطلب اغلب الجماهير وذلك بعد ان
رأت الجماهير ماهية وكذب ومراوغة الاحزاب الاسلامية والقومية ونفاقها وفسادها
وظلمها للمواطنيين وفشلها الذريع بتقديم ابسط مقومات الحياة الاساسية وعلى هذا
الاساس ارى ان مطلب حزبنا الشيوعي العمالي اليساري هو مطلب انساني واني ينقذ به كل
جماهير العراق وهو المخرج الوحيد من كل الويلات والمصائب التي لحقت بهم من قبل تلك
القوى الطائفية والاسلامية التي لم تجلب للمجتمع سوى الكره والمصائب والفقر
والبطالة وتهجير ابنائه وتقسيم المجتمع على اساس الهوية والطائفة والمذهب
نحو الاشتراكية:
شكرا جزيلا.