مقابلة مع عباس كامل الناطق بأسم منظمة اتحاد ضد البطالة
بصدد الاوضاع الاجتماعية في العراق
نحو الاشتراكية: كبف تقيم الأوضاع الأمنية والمعاشية الحالية في العراق وبغداد؟ وهل
هناك أي تحسن في الاوضاع الأمنية والمعاشية للجماهير. علما" ان المالكي قد أكد في
آخر لقائه مع قناة العراقية بانه قد حصل تطور ملموس في الأوضاع المعاشية والأمنية
الحالية بفضل جهود حكومته القومية والطائفية؟
عباس كامل:بالنسبة
الى الوضع المعاشي فهو وضع يرثى له ووضع كارثي واغلب فئات المجتمع من المواطنيين
الفقراء والذين غالبيتهم يعيشون تحت خط الفقر ومعدوين وليس لديه موارد مالية او
مصادر معيشة واعداد العاطلين عن العمل تقدر بالملايين ليس لديهم عمل ولا يتمتعون
بضمانات بطالة لهذا تجد ان اغلب المواطنيين يعيشون في فقر مدقع وهناك الاف العوائل
ليس بمقدورها الحصول على قوتها اليومي بسبب البطالة والفقر والعوز ناهيك عن ارتفاع
الاسعار الغذائية من قبل التجار في المحلات والاسواق وليس هناك نظام حكومي من شانه
التقليل عن كاهل المواطن البسيط والفقير اضافة الى تأخير مفردات البطاقة التموينية
والتي تعتبر هي سلة الغذاء الاساسية للفقراء والمحتاجين وهذه ايضا تحاول الحكومة
بين فترة واخرى وتلوح بقطعها دون بديل لهذا فأن الوضع المعيشي هو في اسؤ مراحله
المتدنية والضئيلة وان صعوبةالمعيشة
اصبحت مشكلة من المشكلات الكبيرة يعاني منها الملايين اضافة الى ارتفاع اسعار
المواد واسعار الخضروات وهذا صراحة يربك الفقراء ومن الصعوبة ان يحصلوا على لقمة
العيش وهذا واقع حال تجده في كل ركن من اركان اية مدينة حيث الفقراء والجائعين
والعاطلين عن العمل , اما عن الوضع الامني فهو ايضا لا نحسد عليه وهو في تدني ملحوظ
ويوميا هناك انفجارات بالسيارات المفخخة والعبوات الناسفة اضافة الى الاغتيالات
اليومية من قبل عصابات السلطة للمعارضين لسياستهم بالاضافة الى دور العصابات الاخرى
وهجومها المتكرر على المواطنيين العزل او اصحاب المحلات داخل الاسواق من صاغة الذهب
والتجار وحتى العمال في اماكن عملهم وهناك الكثير من تلك الحالات تتكرر وبشبه يومي
لهذا لايمكن الحديث عن وضع امني مستقر. ما يتكلم به المالكي فهذا كما النفخ في قربة
مثقوبة هو يتكلم عن اشياء من وحي خياله، الا يرى كم من الابرياء يموتون يوميا عن
طريق السيارات المفخخة والاغتيالات؟ الا يرى ويسمع كيف ان هناك مدن ليس بأستطاعة
احد الدخول اليها لتواجد العصابات والقتلة من المجرمين بها؟ وبهذا يريد المالكي ان
يضلل الراي العام بأنه وحكومته وجيشه مسيطرون على الوضع بشكل عام وهذا خطأ ونقيض ما
يدعيه. العصابات والقتلة والمليشيات مازالوا يجوبون الشوارع والمدن وبأستطاعتهم ان
يتصرفوا كيفما يشائوا ووقت مايشاؤا وحتى هناك الكثير من الحوادث والقتل تحصل وبعلم
مسؤولين في الحكومة والبرلمان وهم مشاركون ببعض من هذا الاجرام اليومي وبعض الجهات
تغض النظر او تهربهم او تتستر عليهم. ربما قد يكون قد حصل تطور هنا وهناك في بعض
المدن ولكن هذا لا يعني ان الوضع مستقر وامان، بالعكس فأن الهجمات الارهابية
والاجرامية قد زادت من حدة ارهابها واجرامها خاصة وان الامريكان ينوون الرحيل نهاية
هذه السنة كما يدعوون بالاعلام و في كل الاحوال فأن الامن والاستقرار لايمكن ان
يتحسن وبعض المليشيات المدعومة من جهات داخلية وخارجية موجودة وتفجر وتقتل الابرياء
بالاسواق وحتى المحلات السكنية كما حصلت في الفترة الاخيرة.
نحو الاشتراكية: بعد الاطاحة بنظام القذافي وانتصار الارادة الجماهيرية على
دكتاتورية نظام القذافي. هل كان لهذا الانتصار أي تأثير يذكر على النضال الجماهيري
ضد حكومة المالكي الفاسدة والرجعية؟ وكيف هي حالة الاعتراضات الجماهيرية حاليا" في
العراق عموما" وبغداد خصوصا"؟
عباس كامل:نعم
بالتأكيد بعد الاطاحة بالقذافي وقتله وسقوط نظامه قد حصلت طفرة نوعية ونهضة كبيرة
ولدت الشعور لدى الملايين من المواطنين في كثير من البلدان العربية التي تعيش تحت
سيوف الانظمة الدكتاتورية ومن هذه الدول هو العراق فقد ولد شعور ثوري وحماس كبير
وعالي وخاصة لدى ملايين الفقراء والمظلوميين في العراق وجعلت منهم بركان يثور نتيجة
مايرونه من ظلم وطغيان من تلك الانظمة الفاسدة وانتهاكات وتعذيب مواطنيهم وتعذيبهم
وقتلهم وزجهم بالسجون وهذا حافز كبير حفز الكثيرين من المظلوميين والفقراء في
العراق ايضا وجعلهم امام امتحان كبير للنهوض اكثر وبوعي اكبر وعكس عليهم ماهية
الظلم والجور الذي يعانونه من ظلم وفساد حكومة المالكي الاسلامية والقومية وتسلط
مليشياتهم على رقاب المواطنيين وحصر الثروات بيدهم وبيد مليشياتهم وعصاباتهم من
السماسرة والمتفعين لهذا ترى ان ملايين المواطنيين في المجتمع لايريدون هذه الحكومة
الفاسدة وعندما نقول الملايين فأنني اقصد كل العمال والعاطلين من النساء والرجال
وهم الغالبية العظمى من المجتمع واكثرهم معاناة وقهر , التظاهرات والاحتجاجات
مستمرة بين الحين والاخر ولكن نحن نحتاج الى ثورة كبيرة للاطاحة بهذه السلطة لانها
سلطة لاتمثل مصالح الجماهير ولاتلبي مطاليبهم وعليه فأن الامر اصبح ملح وفوري
بالاطاحة بهذه السلطة القمعية والفاسدة لهذا نرى التحرك قد بدأ في الكثير من
المحافظات وبقية المدن الاخرى وماهية الغضب الجماهيري كذلك الحال في بغداد فان
التحرك الجماهيري من قبل الجماهير بين الحين والاخر تجد هناك الاحتجاجات والتظاهرات
المعبرة عن غضب المواطنيين من هذه السلطة مستمر
نحو الاشتراكية:انتم في منظمة اتحاد ضد البطالة هل لكم دور معين في تنظيم وقيادة
الاعتراضات الجماهيرية في العراق؟ وما هي أهم الفعاليات التي تمت تنظيمها وقيادتها
من قبل منظمتكم؟
عباس كامل:نعم
نحن كنا ومازلنا وكقيادة لمنظمة معنية بالعاطلين وشؤونهم والدفاع عن مصالحهم
ومطاليبهم لدينا دورا كبير في تنظيم بعض التظاهرات التي خرجت في بغداد ومنذ شباط
الماضي وكانت علينا مهمة تنظيم وتعبئة المتظاهرين وتنظيمهم وحتى قيادة بعض من تلك
التظاهرات في 25 شبط وغيرها وقد عملنا سوية مع بعض المنظمات العمالية والجماهيرية
من اجل الخروج باكثر عدد من المتظاهرين وتنظيمهم ورفع الشعارات المعبرة عن اهم
المطاليب الاساسية والرئيسية التي تخص العاطلين عن العمل بالدرجة الاساس وكذلك رفع
بعض المطاليب الاخرى القريبة من هموم المواطنيين ومعاناتهم , نحن نقوم بتنظيم
العاطلين داخل منظمتنا وتعبئة قواهم من اجل كسر الحواجز التي تحاول الحكومة ان
تضعها امام العاطلين وضياع حقوقهم والتلاعب بمصيرهم لهذا تقع علينا مسؤولية كبيرة
وعظيمة وهي التعبئة والتنظيم والتهيئة للقيام بثورة جماهيرية تريد الحصول على كل
الحقوق التي سلبت من العمال العاطلين وغيرهم ممن ليس لديهم عمل او ضمانات بطالة
لهذا نحن نناضل من اجل قضية انسانية كبيرة وهي تمس حياة المواطنيين وقوتهم ومعيشتهم
, اليوم نحن وكمنظمة ضد البطالة نريد ان نحول هذه القوة البشرية العاطلة عن العمل
الى قوة اكثر فعالية ونشاط لنجبر السلطة لتنفيذ كل المطاليب التي تخص كل الفئات
داخل المجتمع ومنهم العاطلين عن العمل نساء ورجال
نحو الاشتراكية:ما هي أهم خططكم وبرامجكم التي تسعى منظمتكم لتحقيقها لجماهير
العاطلين عن العمل؟ وهل هناك دعم جماهيري لمنظمتكم للمضي قدما" في النضال من أجل
مطالب العاطلين عن العمل؟ وهل بوسع منظمتكم أن تتحول الى قوة جماهيرية فاعلة في
الاوضاع السياسية الحالية للعراق؟
عباس كامل:بالحقيقة
نحن لدينا خطط وبرامج داخل منظمتنا وهي وبعد التعبئة والتنظيم نريد ان نصعد من نضال
هذه القوة من العاطلين ونبرز صوتهم والدفاع عن مصالحهم وكشف الاستغلال والحرمان
الذي يمارس ضدهم اضافة الى اننا نريد ان نلفت النظر الى ان البطالة افة تنخر بجسد
المجتمع ويجب التصدي اليها ومن برامج المنظمة هو التفاف اكبر عدد من العاطلين حول
المنظمة والانظمام اليها وتقوية المنظمة بهم لييتسنى لنا العزم والمطالبة بكل حقوق
العمال العاطلين خاصة ونحن مقبلون على عقد مؤتمر عام يضم جميع اعضاء المنظمة
لانتخاب الهيئة القيادية للمنظمة وانتخاب لجان محلية متفرعة في المناطق التي تتواجد
فيها اعداد هائلة من جيش العاطلين اما فيما اذا كانت ان تتحول الى قوة فاعلة وضاغطة
وفي ظل الظروف السياسية الحالية فابالامكان ذلك لان كلما زاد التوتر السياسي بين
الكتل والاحزاب المتناغمة على السلطة وكثرة التناحر بينهم والسرق والفساد لديهم
كلما زادت نقمة الجماهير على السلطة وسياساتها اللاابالية و الرعناء ويزيد من
تلاحمهم حول المطالب الموحدة والاتفاق على توحيد كلمتهم من اجل الخلاص من
الوضع المأساوي الحالي
نحو الاشتراكية:هل أن انسحاب القوات الأمريكية من العراق نهاية العام الجاري من
شأنها أن تساعد على تقوية نضال منظمتكم وتوسيعها؟
عباس كامل:بطبيعة
الحال ان الاحتلال الامريكي ومااقترفه بحق الطبقة العاملة برمتها وبحق كل المجتمع
ومانتج عنه من مأساي وويلات اصابة كل ركن وزاوية من اركان المجتمع وحولت حياة
المواطنيين الى جحيم وزادت من الفقر والحرمان ومادمرته حربهم العسكرية والتي دمرت
كل البنى التحتية وقصف طائراتهم للمعامل والمصانع وتهديمها بشكل كامل في حرب الخليج
الثانية عام 1991 وبعدها حرب عام 2003
وسقوط النظام البعثي هذه طبعا كلها عوامل ساعدت على تدمير الاقتصاد ودهورت
الحياة العامة لهذا ارى ان الانسحاب الامريكي سيساعد المجتمع بأكمله من المصايب
والويلات ونحن كمنظمة بطالة طبيعي سنتحرك ولكن هناك مشكلة اخرى وعلى الجميع معرفتها
وهي ان السلطة الاسلامية والقومية الحالية المنصبة من قبل
الاحتلال الامريكي ستخطوا نفس خطوات الاحتلال ومافعله بحق المجتمع لانها حكومة ايضا
بعيدة عن مصالح الجماهيرولاتمثل تطلعاتهم وليس لديها برامج سياسية واقتصادية من
شانها التقليل عن كاهل المجتمع بل هي جاءت لتحارب المواطن وتنهب يوميا بثرواته لذا
سنعمل بما يتوفر لدينا من امكانيات بشرية
ونقوي جبهة نضالنا رغم قمع واستبداد هذه السلطة ومحاربتها الواضحة لكل
الفقراء ومحاولة اسكات صوتهم المنادي بالحقوق لكننا سنجعل من نضالنا المشترك معا
قوة فعالة ونوسع من نشاطاتنا كحصيلة وثمرة لعملنا ضد الفقر والبطالة.
نحو الاشتراكية:
كيف تقيم دور بقية المنظمات الجماهيرية من التي يدعون بالدفاع عن المصالح والحريات
الجماهيرية في العراق؟ وهل هناك أي نوع من التعاون والتنسيق مع البعض منهم؟
عباس كامل: بصراحة لااريد ان اقيم عمل المنظمات التي تدعي الدفاع عن مصالح الجماهير من عمال وعاطلين بل مااريد قوله ان تلك المنظمات وما نشاهده او نسمعه من خلال الاعلام او لقائاتنا معهم احيانا لنشاطالتهم وادعائاتهم حول الدفاع عن مصالح المجتمع ليس بالمستوى المطلوب وتحتاج الى دور اكبر و بما تطمح اليه الطبقة العاملة او مايطمح اليه المواطنيين بشكل عام بالدفاع عن حرياتهم وتطلعاتهم ونحن بدورنا وكمنظمة ضد البطالة نرحب بأي تعاون مشترك مع اية منظمة تعمل من اجل القضاء على الفقر والبطالة وتحسين المستوى المعاشي للمواطنيين والعمال وكل فئات المجتمع بشكل عام.
نحو الاشتراكية: نتمنى لكم النجاح في نضالكم.