حول الاعتداء الوحشي على صحفية بريطانية في ميدان التحرير بالقاهرة
يا أحرار مصر ثورتكم انسانية
فلا تخضعوا للحكم الاسلامي البربري!
في ظل الاوضاع الحالية في مصر وفي ظل
تصاعد الاحتجاجات بين مؤيد ومعارض لفوز محمد مرسي لرئاسة مصر قامت مجموعة من
الحثالات الاسلامية والبلطجية ممن يحسبون انفسهم على اعداد المتظاهرين في ميدان
التحرير وسط القاهرة , قامت تلك المجاميع والحثالات الممسوخة بالاعتداء على الصحفية
البريطانية (ناتشا سميث) واثناء
تغطيتها وتصويرها للتجمعات والاعتراضات المعارضة بفوز مرسي واخرى مؤيدة له هناك
وجرها من بين جموع الجماهير والاعتداء عليها وتعرضها لعملية تحرش جنسي بطريقة
جماعية وتمزيق ملابسها من قبل تلك الحثالات المجرمة والانهيال عليها كالوحوش وبعد
كل محاولات الصحفية لهم ومناشدتهم بأسم الله الله الا ان تلك الوحوش والحثالات
الاسلامية المجرمة الضالة استمروا بعملهم الخسيس هذا ومزقو كل ثيابها وجعلوها عارية
الجسد وسط الالاف من الجماهير المتجمهرة في وسط الميدان لو لا تدخل البعض من
المواطنيين واجتذابها الى احدى
الخيام لاسعافها وتغطية جسدها , ان
هذه التصرف ان دل على شيء فأنه يدل على خسة ونذالة القوى الاسلامية البربرية , قوى
الاسلام السياسي بكافة اجنحته وقواه ويوضح للعالم كيف انهم وحوش ضالة ضد الانسانية
وضد المرأة وحريتها وضد الحياة المدنية وكل ماهو انساني ومتحضر واستغلالهم للوضع
ومن اول وهلة لصعود اسيادهم الى سدة الحكم ليحكمو مصر بالنار والحديد والبطش ودفن
الهوية الانسانية فيها وقتل الروح المدنية والتحضر وخنق المجتمع بكل الوانه
واتجاهاته , ان الثورة المصرية هي ثورة التمدن وهي ثورة اليساريون والعلمانيون
والمتحضرين والاشتراكيين هي ثورة خلاص المجتمع من الاستبداد والقهر انها ثورة
الانسان وتحرره فهي ثورة انسانية فحذار من الاسلاميين كل الحذر منهم , فبعد كل
النضالات في وسط ميدان التحرير وقوة الجماهير واجبارها لنظام مبارك واعوانه بالرحيل
وبعد انتصار الثورة بشبابها ونسائها واطفالها وفنانيها وكتابها وادبائها صعدت موجة
الاسلاميين بغفلة من الزمن واستيلائهم على الثورة , صعد الاسلام السياسي الكالح الى
السلطة وان مجيئه للسلطة هو محاولة لتفتيت الثورة والقضاء عليها , ان الاسلام
السياسي هو ركن وجزء لقوى الثورة المضادة فأين كانو الاسلاميون من الثورة , اين
كانو حينما كانت تصدح حناجر الشباب والنساء والمساواتيين والعلمانيين برحيل مبارك
ونظامه كانو فقط متفرجين لااكثر على مايحدث من احداث في ميدان التحرير وان صعودهم
اليوم الى سدة الحكم هو خطر كبير على المجتمع المصري وخطر على الحريات الشخصية ,
خطر على المرأة وعلى الشباب وعلى الفن والموسيقى وخطر على المدنية وخطر على التمدن
والعلمانية انهم خطر على جميع المصريين
فيجب ازاحتهم وعدم السماح لهم بأفعنة مصر وجرها الى الهاوية وهذا مرهون
اليوم فقط بتصيد نضال كل العمال والفلاحيين وكل العلمانيين والاشتراكيين
والمساواتيين مرهون بنضال المرأة والشباب والتصدي لقوى الاسلام السياسي بكافة
اجنحته وفصائله المعادية للانسانية والتمدن , ان للعمال صولة في ذلك و في كل مراحل
التأريخ البشري ونضالاتهم وثوراتهم مشهودة , عليه فأن العمال وخصوصا قادة الطبقة
العاملة والشيوعيين والاشتراكيين الذين يسعون فعلا إلى بناء نظام اجتماعي خالي من
الطبقات والظلم والاضطهاد ان يرصوا صفوفهم بفصل نضالهم عن الحركات والاحزاب
البرجوازية كافة , إن القوى الاسلامية و البرجوازية لم يبق في اجندتها أي تغير
لصالح الجماهير وخصوصا لصالح الطبقة العاملة، ان كل النماذج قد تم تجربتها وان كل
نماذج الحكم والانظمة الرأسمالية الاستبدادية جربت في التاريخ سواء كان من قبل
الحركات القومية او الإسلامية او الديمقراطية المزيفة والمتعفنة والتي تعفنت بمرور
الوقت لم يبق لها أي بريق او اي بصيص امل في خضم هذه الاوضاع ان اهم قضية اليوم
واهم مهمة هي فصل صفوف الطبقة العاملة و السعي لبناء حزب عمالي قوي بامكانه ان يقلب
موازين القوى لصالح الغالبية العظمى في المجتمع المصري , كما وهناك مهمة اخرى وهي
فصل الدين عن الدولة وبناء مجتمع علماني غير قومي وغير ديني , انها مهمة صعبة امام
القادة العماليين و الشيوعيين المناضلين في خضم هذه الاوضاع، ان بناء حزبهم الطبقي
مرهون في هذه المرحلة بعزل الاسلام السياسي عن اي دور مؤثر في التحولات الراهنة
وعليه نحن كشيوعيين وتحررين وثوريين واينما كانت الشيوعية واليسار والثوروية
والتحرر موجود عليهما ان يعو اهمية وضع امام هذه الثورات المستمرة سواءا في مصر
وغيرها مسألة تحقيق انشاء دولة غير قومية وغير دينية بل دولة علمانية والعمل على سن
دستور علماني وغير ديني او قومي ويعرف الانسان من خلالها على اساس هويته الانسانية
لا هويته الدينية او القومية او الاثنية بل على اساس المواطنة , هناك امل لدينا بأن
عصر جديد ينتظر العالم والبشرية اكثر انسانية ولكن هذا ليس معناه ان لانتسلح ويتسلح
باقي اليسار في العالم بالحذر والخوف من الثورة المضادة بل نحتاج الى مهام حقيقية
وطفرة استباقية وجسارة في كل المواقف الثورية
ان الاسلام السياسي وصعود محمد مرسي
لرئاسة مصر ومن خلفه صعود كل الشراذم والجراثيم من الاخوان المسلمين وكل الحثالات
وقطاع الطرق والقتلة والمجرمين يعني تكميم الافواه وسد كل الطرق وافاق المستقبل
للانسان وتمزيق ارادته وحرمانه من التمتع بحريته وانسانيته , ان حركة الاسلام
السياسي هي حركة رجعية ومعادية للانسان وتطلعاته فيجب مواجهتها وكسر شوكتها فأينما
تواجدت قوى الاسلام السياسي سواء كانت في الحكم او في المعارضة و بشكل علني
او سري تشترك في نفس الاهداف و الاستراتيجية السياسية, ان نتائج حكمهم ونفوذهم يمكن
مشاهدته ولمسه بشكل عملي في ايران وافغانستان وباكستان ولبنان والعراق والسعودية
وحتى في الدول الغربية ابتداءا من امريكا الى اوربا
الذي
يتمثل في القتل الجماعي والاعدامات وتصفية المخالفين ودعاة التحرر والعلمانيين
وصولا
الى قتل الاسرى والتمثيل بالجثت والقمع والتمييز واحتقار المرأة , كل هذه الاعمال
هي من اجل الوصول
الى السلطة وفرض القوانين و الافكار ونمط الحياة القرو_وسطية التي تقرها الشريعة
الاسلامية
وعلى
هذا الاساس أمل ان تستمر جماهير مصر بثورتها ولن ترجع الى بيوتها بل ان استمرار
احتجاجاتها واعتراضاتها وتواجدهم في ميادين التحرير سوف يفرض التراجع على
الاسلاميين كما وان انهاء معاناة جماهير مصر وعمالها وشبابها ونسائها واقامة دولة
علمانية غير قومية وغير دينية هو شرط مسبق لهزيمة واجتثاث قوى الاسلام السياسي وان
تحقبق هذه الاهداف هو وظيفة كل دعاة التمدن والحرية وكل محبي التحرر والمساواة
.