مقابلة نحو الاشتراكية مع عباس كامل الناطق الرسمي لاتحاد ضد البطالة حول واقع
البطالة والأوضاع المعاشية الحالية في العراق
نحو الاشتراكية: بعد انتهاء مهلة المائة يوم التي طرحها المالكي لتفعيل مختلف
الوزارات الحكومية وتحسين أدائها. هل حصل اي تغيير في الواقع الخدمي والمعاشي
لجماهير العراق؟ وما هو الموقف الجماهيري من حكومة المالكي الطائفية والقومية على
أعقاب انتهاء مهلة المائة يوم؟
عباس كامل:
بالطبع لم يحصل أي تغيير ولم يلمس المواطن شيء ملموس وواقعي على الارض بل بقي الحال
كما كان قبل المئة يوم بل لاابالغ ان قلت اصبح ألامر اسوء فلن نجد خدمات توفرت
ولاكهرباء خصوصا ونحن نمر بصيف شديد الحرارة تصل درجات الحرارة احيانا الى ال55
درجة مئوية والمواطن يناى نفسه من شدة الحرارة والرطوبة اضافة الى باقي الخدمات
الاخرى , هذا من جانب ومن جانب اخر هناك ازمة العمل وانتشار البطالة بين الشباب
نساء ورجالا وخريجيين وبمختلف الاختصاصات فلم يحصلوا على فرص عمل يستطيعون بها
اعالة انفسهم وعوائلهم , ان هذه الحكومة الفاسدة سواء اعطت مهلة مئة يوم او الف يوم
فانا متاكد سيبقى الامر كما كان ولم تتقدم خطوة واحدة الى الامام والسبب واضح
للجميع ألا وهو ان هذه الحكومة وبكل وزاراتها ومسؤوليها هم حفنة من السراق واللصوص
والسماسرة اضف الى ذلك بانهم لايتمتعون بمهارات وحرفية بوزاراتهم ومؤسساتهم وهم
شخصيات هزيلة غير قادرين على ادارة مصالح الناس وادارة شؤون المجتمع لا من الناحية
الادارية ولا من الناحية الاقتصادية والسياسية والثقافية والعلمية وكل مايتعلق
بمصالح الجماهير وله صلة مباشرة معهم , لقد انتهت مهلة المئة يوم والمالكي يعرف
جيدا بأن حكومته لن تقدم ماهو افضل للمواطن وانه كما ذر الرماد في العيون هو اراد
بهذه المهلة ان يخدع الناس ويخدر اعصاب المتظاهرين ويقلل من الحركة الاحتجاجية التي
قام بها الشباب والنساء قبل وبعد 25 شباط وبنفس الوقت حاول امتصاص الغضب الجماهيري
الشعبي بعد ان راى كيف هبت الجماهير ونزلت الى الشارع تطالب بحقوقها وتطالب بمحاسبة
الفاسدين وكيف تحرك الشارع بهذا الشان وكيف تحرك العمال والعاطلين عن العمل وباقي
الفئات من المجتمع وحتى المثقفين والموظفين بل اقول حتى من ليس له علاقة بالفقر
تعاطف مع الحركة الثورية ونزل لمؤازرة المحتجين . الان وبعد ان انتهت المهلة تجمعت
الجماهير في ساحة التحرير وهذه المرة تطالب بأسقاط هذه الحكومة ورحيلها عن السلطة
ولكن ماذا حدث , حدث كما كنا توقعه من قبل هذه السلطة الفاشية وهو نزول بلطجية
المالكي وبعض القوى العشائرية المستفيدة منه والذين ارشاهم بالمال ودغدغ عليهم
الكثير من اجل احباط هذه الحركة الواسعة للجماهير وبدا هؤلاء المرتزقة بضرب الشباب
المتظاهرين بالعصي والهراوات التي تم توزيعها لهم من قبل السلطة نفسها ضنا منهم
بأنهم سيجهضون ويفتتون التظاهرات الجماهيرية الرافضة للظلم والفساد والفقر ولكن
الجماهير عازمون على مواصلة احتجاجاتهم وصيحاتهم بوجه هذه السلطة القومية والطائفية
التي سرقت وتسرق علنا كل ثروات المجتمع وتعريضهم
للافتقار والجوع في الوقت الذي يتنعمون هم بالقصور والعقارات والسمسرة فيما بينهم
والمجتمع يعاني ومهلك , انا برايي هذه التظاهرات ستستمر وستجبر هذه السلطة بل اقول
ليس هذه السلطة فحسب التي يراسها المالكي اليوم بل كل من يمثل القوى الاسلامية
والقومية لان المشكلة هي ليست بسبب هذا الشخص او ذاك وانما يكمن الخلل بتواجد كل
القوى الحالية من قوميين واسلاميين على راس السلطة او مشاركين بالسطة لهذا اعتبر ان
رفاهية المجتمع هو بخلاصه من هذه القوى البربرية وابعادها عن الساحة السياسية وان
تحل محلها القوى العلمانية القريبة من هموم الناس ومعاناتهم ومعاناة العمال
والكادحين والفقراء , لهذا الموقف الجماهيري لهذه السلطة الحالية هو موقف سلبي وغير
مرضي وان الجماهير تريد العيش بكرامة وتريد الخبز والحرية والامان وهذه السلطة سوف
لن تحل اية معضلة تخص الجماهير وعلى الجماهير ان تتخذ قرارها الفوري لاسقاط هذه
السلطة وابعادها عنهم .
نحو الاشتراكية: كيف هي ظاهرة البطالة حاليا"؟ وهل أن الخطط والبرامج الحكومية التي
تدعي حكومة المالكي بأن تنفيذها ستقلص ظاهرة البطالة الى حد كبير، هي فعلا" كذلك؟
وهل أن حكومة المالكي بتركيبها القومية والطائفية بامكانها معالجة آفة البطالة داخل
المجتمع العراقي؟
عباس كامل:
نحن اكدنا بان حكومة المالكي ليس علاقة بمصالح الجماهير وهمومهم وهي ليس لديها خطط
وبرامج وتكتيكات بل ليس لديها برنامج سياسي اصلا اتت به الى السلطة فكيف الحال
بالنسبة الى برامج تخص انتشال المجتمع من البطالة والفقر والتقليل من هذه الظاهرة
الخطيرة والافة الاجتماعية التي ضربت وعصفت بملايين العمال العاطلين واثرت سلبا على
حياتهم وحياة عوائلهم , ان ظاهرة البطالة هي ظاهرة خطيرة جدا وان الملايين من
الشباب نساء ورجالا غير قادرين على ايجاد فرصة عمل لان هناك المحسوبية والمنسوبية
وعلى هذا الاساس يضيع حق الناس والتمييز فيما بينهم وطبعا استطيع القول ان
التعيينات الحالية هي على اساس المذهب والطائفة والعشيرة لهذا حق الاخرين ضاع بسبب
هذا النهج وهذه الممارسات , بالحقيقة الفساد الموجود داخل الحكومة الحالية وداخل كل
مؤسساتها ووزاراتها قد اثر تاثيرا كبيرا على حياة ورفاهية الجماهير وجعله يعاني
الفقر والجوع وان عدم وجود المشاريع او البناء يكثر من حالات البطالة , ان تركيبة
الحكومة الحالية من حيث الطائفية والقومية التي تعشعش داخل صدور من لديه القرار
والتحكم بثروات المجتمع سوف لن يقدم الحلول المستعصية وسوف تتدهور الامور اكثر
فاكثر وتصبح معقدة بل هي الان معقدة وغير واضحة المعالم وليس من طريق صحيح
لمعالجتها والاهتمام بهذا الجانب اضافة الى باقي الجوانب الاخرى المركونة على
الرفوف واقصد بكل انواع الخدمات الضرورية والاساسية التي من الممكن ان يتمتع بها
الانسان لهذا لااعتقد ان ظاهرة البطالة ستحل بل ستتعمق اكثر وذلك بسبب وكما قلت
اولا عدم وجود برامج حقيقية وحلول سريعة وثانيا الفساد الذي عصف بكل اركان الحياة
بالمجتمع وثالثا عدم وجود الاستثمار ودخول الشركات الى العراق بسبب الوضع الامني
السيء ناهيك عن حالات الفساد المستشرية داخل الحكومة ووزاراتها والتركيبة الطائفية
لهذه السلطة لهذا ستبقى مشكلة البطالة مستمرة مع استمرار اللصوص والسراق في هذه
السلطة ومليشياتهم المسيطرة على اغلب المواقع الخدمية والاساسية للمجتمع
نحو الاشتراكية:
هل هناك خطط ومبادرة من قبل اتحادكم لتنظيم اعتراضات معينة من أجل توفير فرص العمل
وتحسين مستوى المعيشة في بغداد وبقية المحافظات؟ وماهي أهم الشعارات والمطالب التي
ترفعونها أثناء احتجاجاتكم واعتراضاتكم ضد الحكومة؟ وهل هناك استجابة من قبل
العاطلين عن العمل لنداءاتكم الداعية الى التظاهر والاحتجاج؟
عباس كامل:
نحن كمنظمة جماهيرية تعنى بشؤون العاطلين عن العمل سنحاول قدر المستطاع ان نبرز صوت
العمال العاطلين ونوصل اصواتهم الى من يهمه امر هذه الشريحة الواسعة وطبيعي لدينا
خططنا ومبادرات لتنظيم وتوحيد صفوف العاطلين وشرح معاناتهم والوقوف بجانبهم لاجل
ايجاد المخرج الاساسي من افة البطالة او التقليل منها وكلامنا هو ان العامل ليس
لديه مصلحة بما يحصل من تجاذبات وصراعات سياسية , العامل يريد العيش بكرامة
يريد فرصة عمل يسد رمقه منها هو وعائلته واطفاله والعامل يريد ان يتحرر
ويمارس حياته بشكل طبيعي وحر لهذا ارى ان الغالبية العظمى من العاطلين سيلتفون حول
هذه المنظمة لانها صوتهم الحقيقي وستقف منظمتنا معهم من خلال تنظيم الاعتراضات
والمطالبة بحقوقهم وهي اما ان توفر لهم الحكومة فرصة عمل او ان يتم توفير ضمان
البطالة لحين تشغيلهم وهذه من الاساسيات في عملنا داخل منظمتنا بل هي مشغلتنا
الرئيسية لضمان حقوق العاطلين , طبعا شعارنا الاساسي والرئيسي داخل المنظمة هي فرصة
عمل او ضمان البطالة لكلا الجنسين وهذا حق طبيعي , كل من لديه عمل مقنع ومهدد
بالطرد او لديه عربة متجولة وتضايقه البلدية والشرطة وليس لديه دخل ثابت او
جالس في البيت هو عاطل عن العمل ونحن كمنظمة جماهيرية ومنظمة اهدافها واضحة وقريبة
من هموم المجتمع من العاطلين سواء كان يعمل باليومية او جالس في البيت انا برايي ان
من ليس لديه عمل ويتلقى راتبا من الدولة هو عاطل وعلى الدولة ان تتكفل بهذه الشريحة
والاهتمام بهم ومع تنظيمهم داخل هذه المنظمة سيكون صوتهم مسموع ومرتفع وعلى الدولة
ان تسمع وتنفذ كافة مطاليبهم .
نحو الاشتراكية:
ما هي أهم انجازات اتحادكم التي حققتموها للعاطلين عن العمل منذ تأسيسها ولحد الآن؟
وما هي أهم العوائق التي تواجهكم أثناء تنفيذ مختلف خطط وبرامج اتحادكم؟ وهل تلقيتم
أي دعم يذكر لحد الآن من قبل المؤسسات الرسمية وغير الرسمية؟
عباس كامل:
بالحقيقة لقد فتحنا مقر رئيسي للمنظمة ببغداد للتو (الرجاء الاطلاع على العنوان في
الصفحة الاخيرة من هذا العدد). وكمنظمة تم
الاعلان عن تاسيسها في بداية السنة الحالية 2011 نحاول الان ان نباشر بصدور اجازة
رسمية من قبل المؤسسة الحكومية المعنية بهذا الامر لكن لدينا فرع للاتحاد في كركوك
وهو يعمل ويستقبل العاطلين يوميا ويتنظمهم داخل المنظمة ولكن في بغداد فاننا سنجد
قريبا المكان المناسب لعملنا والشروع بالعمل رسميا . الا اننا لسنا بعيدين عن
العمال والعاطلين بل نحن قريبون جدا منهم لان شكل وعمل المنظمات هو ليس بالضرورة
بالجلوس داخل المكاتب فقط وانما عملنا هو داخل الاوساط العمالية ولدينا بياناتنا
التي تنشر وتوزع بين العمال والعاطلين بهذا الخصوص وشرح موضوع البطالة ومردوده
السلبي على المجتمع , اما بالنسبة لسؤالك حول الدعم فلم نتلقى أي دعم مالي من قبل
اية مؤسسة رسمية او غير رسمية فقط هناك الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي يقف
بجانبنا ويساندنا معنويا وينشر لنا بيانانتا ومقالاتنا المتعلقة بخصوص البطالة
والفقر الذي يمر على اغلب الشرائح الواسعة داخل المجتمع والذي غالبيته من العمال
والعمال العاطلين ,
نحو الاشتراكية:
كيف هي ظروف العمل ومستوى الأجور التي يتقاضاها العمال في كل من القطاعين العام
والخاص؟ وكيف هو سلوك الادارة وتعاملها مع ممثلي العمال أثناء المطالبة برفع الاجور
أو تحسين ظروف العمل في كلا القطاعين؟ وهل هناك أي دور يذكر لمختلف الاتحادات
والمنظمات العمالية للتأثير على القرارات الادارية لصالح العمال أثناء الاحتجاجات
والمظاهرات العمالية؟
عباس كامل:
بالنسبة الى اجر العامل في العراق فانه اجر متدني ولايكفي لسد احتاجاته واحتياجات
عائلته واطفاله وهذا ينطبق على القطاعين العام او الخاص فالاجور جدا ضعيفة والعامل
يعاني ويعيش في حالة مريبة بسبب تدهور الحالة المعيشية وغلاء الاسعار , اما سلوك
الادارات في هذه القطاعات فهو سلوك
خشن وغير مرضي تماما ونسمع ونرى الكثير من الانتهاكات والضغوطات التي تمارس بحق
العمال , عندما يريد العامل او من يمثله داخل القطاع الذي يعمل فيه يتكلم ويطالب
بتحسين وضعه المعاشي وزيادة اجوره فانه يلاقي معاملة غريبة ويتوعدونه بالطرد او
يطرد تماما من عمله ويفصل ثم يصبح عاطلا عن العمل وهناك الكثير من المعوقات
والمشاكل التي يعانون منها العمال , الا نهم احيانا مجبرون بالعمل وبهذه الاجور
بسبب الوضع الاقتصادي المتدري في العراق وانتشار البطالة المليونية لهذا نجد ان
العامل حياته وعمله معرضة ايضا للخطر ومستغل من قبل ارباب العمل من خلال قلة الاجور
وزيادة ساعات العمل وعدم تقليصها وطبعا هناك منظمات عمالية معنية بشؤون العمال الان
ان تلك المنظمات ايضا اجدها ضعيفة وتدخلها ضعيف تجاه مايعانيه العمال من معاملة
سيئة واستغلال وربما عملت تلك المنظمات واجبرت بعض الادارات والضغط عليها لصالح
العمال في اماكن عديدة وهذا غير كافي اذ لابد ان ترتب تراتيبية عملها النقابي
والمجالسي للعمال وتدخل بشكل قوي ومؤثر داخل الاوساط العمالية كي لايستغل او يضيع
حق العمال من قبل الادارات المعنية بهذا الامر
.