ثائرات وثوار
لبنان يطيحون بحكومات المافيات
!
جاءت استقالة الحكومة اللبنانية تحت تأثير الضغط الهائل الذي سلطته ثورة تشرين
وخوفهم من وضعهم في اقفاص الاتهام على جريمتهم الوحشية في قلب مدينة بيروت. الا ان
تقديم حسان دياب استقالة حكومة هيمنت عليها ميليشا الجمهورية الاسلامية المتحالفة
مع احزاب دينية طائفية اخرى لن يكون الا مكيدة لسلطة تستميت في اعادة انتاج نفسها
ان لم تمض الثورة قدما في طريقها لاقتلاع كامل النظام الميليشياتي الديني القومي
والعشائري المافياوي من جذوره.
من الاهمية بمكان ان تقيم ثورة جماهير لبنان عاليا التوجه التحرري لها عبر قرارها
الجريء بمواجهة اعتى قوة من قوى الاسلام السياسي في المنطقة والتي نجحت
بديماغوجيتها وبدعم واموال الجمهورية الاسلامية الايرانية كتم انفاس جماهير لبنان
والتلاعب بمصائرهم وجرهم الى كوارث انسانية منذ سنين طويلة بحجة محاربة الصهيونية
واسرائيل وادخالهم في احلاف صممها علي خامنئي ومجرمي الجمهورية الاسلامية
الايرانية. ان هذه المواجهة والتصعيد مع اخطر قوى من قوى الاسلام السياسي في
المنطقة هو محل تقدير واهتمام جماهير العراق وكل قواه التحررية والانسانية
والمساواتية والثورية.
حزبنا يحيي ثورة جماهير لبنان ويعلن انه يقف معها وفي صفوفها ويؤكد للجماهير في كل
مكان ان المعركة ضد قوى الاسلام السياسي وسلطات المافيات والميليشيات والعسكريتاريا
قد اصبح علامة مهمة من علامات الثورة الجماهيرية في عموم المنطقة. لقد انهارت مكانة
ونفوذ قوى الاسلام السياسي البربرية. وانها لمسالة وقت لتصفي جماهير لبنان والعراق
وايران حساباتها معها وللابد وتكنسها من حياتها. في نفس الوقت، يشيد حزبنا ويقيم
تقييماً عالياً دور ومكانة المرأة اللبنانية في ثورة تشرين وينظر باعتزاز الى
وقوفها الشجاع وتصديها لقوى دينية وقومية وعشائرية تهين انسانيتها ومساواتها. اثبتت
نساء لبنان قدرتهن على قيادة الثورة التحررية وتمثيلهن لكل المجتمع وجسدن عمليأ
معنى مساواة ومدنية وانسانية ثورة تشرين في لبنان. ان نساء وشابات العراق متعطشات
الى المدنية والحرية والمساواة وهن يستمدن العزم والالهام من نساء لبنان وفتياته
الثوريات وهن يشاركن في الثورة بكل بسالة، وهي مشاركة حازت على اعجاب وفخر وتعاطف
كل العالم.
لقد عانت جماهير العراق طويلا من حكم القومية العربية وقواها الفاشية ومن ثم من
الحصار الاقتصادي لاكثر من 13 سنة ثم الحرب الامريكية وبعدها مدة ١٧ سنة كاملة من
حكم مافيات وميليشات اسلامية - طائفية وقومية - عشائرية نهشت جسد المجتمع ومزقته
اربا وقتلت نساءه وقمعت احراره وعماله. ان ثورة تشرين في العراق نجحت من خلال
مطالبتها بالعلمانية ومجتمع المواطنة المتساوية وابعاد الدين عن حياة البشر، نجحت
في الاطاحة باكثر اشكال المجتمعات رجعية وحقارة وهو نموذج امريكا القائم على تقسيم
المجتمع الى كيانات دينية وقومية وطائفية وعشائرية وتغييب المواطنة والاطاحة بمكانة
المرأة وكل معالم التمدن والرفاه. وهذه ايضا نقطة اقتدار لثورة تشرين في لبنان.
حزبنا يطرح تصوره بان الحل الثوري بلبنان يحب الا يقتصر على الاطاحة بالحكومة بل
المضي قدما للاجهاز على كامل السلطة وقلعها من جذورها. ان السلطة الميليشياتية
الدينية الطائفية سترجع ان سمح لها او تهاونت الثورة في تلمس حلول وسطية او توفيقية
كما يروج البعض الان من خلال مطالب حكومة تكنوقراط او مستقلين وغيره. ان حكومات
المستقلين والتكنوقراط هي خديعة لانها لا تمس جوهر النظام السياسي الديني الطائفي
العشائري القائم. ان الامر لم يعد يكمن في حل مسالة الكهرباء او الفساد بل تجاوز
ذلك الى ما هو ابعد بكثير. وفي الوقت الذي يطالب حزبنا به في العراق بانهاء سلطة
الميليشيات وانشاء دولة علمانية اشتراكية، فانه يدعو الطبقة العاملة اللبنانية
وجميع القوى الانسانية بلبنان؛ نسوية ومساواتية وعلمانية واشتراكية وشيوعية وتحررية
وكل الجماهير المحرومة الى تنظيم انفسهم من اجل الاستيلاء على السلطة السياسية
وتشكيل سلطة منبثقة من الجماهير تمثل تطلعات وامال واماني كل جماهير لبنان.
يقف حزبنا مع ثورة تشرين ويساند جماهير لبنان الثائرة من اجل الحرية ووالكرامة
الانسانية ومن اجل الرفاه. ان تشكيل حكومة علمانية لا دينية ولا قومية واشتراكية هو
هدفنا لثورة تشرين في العراق من اجل ارجاع التمدن والحضارة والمساواة وتحقيق اوسع
اشكال الرفاه لكل الجماهير. نحن على يقين بان شمس الحرية والمساواة والرفاه ستشرق
في عموم الشرق الاوسط وترسم ثورات لبنان والعراق وايران بريشاتها الانسانية ملامح
شرق اوسط جديد مشرق مساواتي حر وحديث وانساني ومرفه لا مكان فيه لقوى بربرية
واجرامية.
النصر لثورة جماهير لبنان!
الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي
١٢ اب
٢٠٢٠