تظاهرات جماهير كردستان وافلاس القوميين الكرد
شهدت مدن كردستان العراق في اربيل والسليمانية ودهوك مظاهرات قام بها المعلمين المقطوعة رواتبهم منذ اشهر وبعدها انضم اليهم شرائح واسعة اخرى من المتقاعدين والعمال والنساء والطلاب وذلك بسبب عدم صرف رواتب الموظفين في الدوائر والمؤسسات التعليمية والصحية وباقي الدوائر الخدمية والمؤسسات الاخرى ، ويعد هذا الوضع وهذ الحركة جراء سياسة المماطلة والتسويف بحق مصير مئات الالاف من العمال والموظفين الذين ذاقوا الويلات والجوع من السياسات العنصرية لحكومة العبادي ومن حكومة البرزاني في اقليم كردستان والخاسر من هذه السياسة اللاانسانية هم المواطنيين والجياع على مستويات مختلفة ، ان تلك السياسة الوحشية التي تمارس هي سياسة التجويع وافقار المجتمع تحت ظل وجود تلك القوى الاسلامية والعشائرية و القومية التي مزقت المجتمع وافقرته ونهبت ثرواته
ان تلك الحركة الجماهيرية هي حركة الجياع وحركة مطلبية تطالب بتحسين الوضع العام للمواطنين وصرف رواتبهم وحقوقهم التي سلبتها هذه الحكومات وتجار الازمات من برجوازيين محليين اضافة الى الراسمالية العالمية وسياساتها العنجهية متمثلة بصندوق النقد والبنك الدوليين
ان هذه المظاهرات الجماهيرية العادلة في مدن كردستان ليست عوارض اوحوادث منفصلة ، بل على العكس ، انها تعبير عن غضب ونفور جماهيري شامل ضد الحزبين الحاكمين والحركة القومية الكردية على العموم تراكمت مع الزمن. وهي حصيلة تجربة مرة لسنوات عديدة عاشتها الجماهير مع حكم هذه القوى وممارساتها البشعة انفضحت من خلالها بشكل ملموس اكاذيب وزيف القوميين الاكراد واحزابها
ان الاهمية السياسية اليوم لتلك التظاهرات في كردستان تحظى بأهمية كبيرة وتشكل تغيير مهم في التوازن السياسي ، كما و ان فضح تلك القوى القومية الكردية المتمثلة بالحزبين القوميين الكرديين على صعيد اجتماعي واسع امر مهم وكشف زيفهم وخداعهم للجماهير وفضحهم كرموز للفساد ولصوص تقوم بنهب وسلب قوت الجماهير المتطلعة للحرية والرفاهية والمساواة في كردستان
ان الممارسات القمعية لتلك القوى القومية تجاه المتظاهرين واعتقالهم وتعذيبهم اثبتت بأن الحرية في كردستان ليست الا حرية للحزبيين القوميين الكرديين ومجموعة من المنظمات والاحزاب التي تدور في فلكها فلا حرية ولا امان لجماهير كردستان الا برحيل تلك القوى القومية الفاسدة
عباس كامل