قرار
الطبقة العاملة ، الثورة والسلطة السياسية
1-
اننا نعيِش مرحلة
الثورات على الصعيد العالمي والمنطقة وبالأخص الربيع العربي، واستطاعت الجماهير
المليونية اسقاط اكبر الدكتاتوريات في عدة دول وخلال زمن قصير، وكانت الطبقة
العاملة في كل هذه الثورات تشكل
العمود الفقري لها. ولا تزال هذه الثورات تمر باكثرا اوقاتها قوة وتصعيدا وتعميقا
ولا تزال افاق الثورات غير واضحة ولا تزال الطبقة العاملة لم تسطيع ان تنال اهدافها
حتى في مستوياتها الأدنى والقوى المعادية للثورة استطاعت ان تجمع قواها وتشكل
حكومات مرحلة الثورة المعادية للطبقة
العاملة والجماهير الغفيرة، للحفاظ على النظام الأقتصادي والسياسي القديم.
2-
ان محور النضال الثوري
والثورات وهدفها الرئيسي في كل الثورات هو استلام السلطة السياسية، وهدف ثورات
المنطقة هي ازالة الحكومات الدكتاتورية والحكومات الفوقية والمجيء بحكومات تمثل
الجماهير وتضمن سلطتها التي تمثلها سياسيا. ان الصراع على السلطة في هذه الثورات هو
صراع واضح وشفاف بين قوتين طبقيتين الطبقة البرجوازية والطبقة العاملة. ان
البرجوازية منظمة باشكال مختلفة في شكل مؤسسات حكومية بائدة او مؤسسات سياسية
وادارية وعسكرية كالجيش والمخابرات وقوى الأمن الداخلي وفي احزاب سياسية دينية
وقومية وليبرالية رجعية وباشكال مختلفة وتركيبات متعددة وبدعم واضح من البرجوازية
العالمية اعلاميا وسياسيا وعسكريا، ولكن الطبقة العاملة التي تعاني من عدم التنظيم
الحزبي والجماهيري وعدم وجود برنامج واضح وشفاف وعدم وجود قادة معروفين على صعيد
البلد نتيجة القمع البرجوازي على مر عدة عقود مضت، لا يزال كف الميزان في صالح
البرجوازية وحصة الطبقة العاملة تنحصر في التضحيات والنزيف الدائم ولم تصل الا الى
خطوات اولية.
3-
ان
نتائج الثورات بينت بأن عدم حل الفقر والبطالة وعدم وجود خدمات اساسية وسوء الاوضاع
المعيشية في المنطقة والعراق وعدم تحقيق اهداف الثورات من اجل الخبز والحرية
والكرامة الأنسانية، ترجع الى الاختصار فقط في اسقاط النظام والتغيير السطحي
للأنظمة الأستبدادية، واثبتت بان الثورة يجب ان تدمر النظام القديم عسكريا وسياسيا
واداريا وبناء النظام الأشتراكي وهذا الأخير مرهون بنضال وتدخل
الطبقة العاملة والقوى الأشتراكية وحزبها السياسي في مصيرها السياسي للمجتمع
و بناء عالم حر ومتساوي.
4-
ان دور الطبقة
العاملة في الأنتاج وموقعها الأقتصادي يعطيها هذه المكانة المصيرية والحساسة في
الصراع حول السلطة السياسية وحسمها، الطبقة التي تحت سيطرتها صمام الأبهر البرجوازي
وانتاجها كل خيرات البلد وبقيامها بالأضراب والأعتصامات تستطيع ان تشل قدرة
البرجوازية وتوقف كل تحركاتهم ونشاطاتهم. ان تاريخ نضالات الطبقة العاملة يبين ان
التدخل المباشر للميدان يقرب اسقاط السلطات بشكل سريع. فباعلان عمال مصر الأضراب
اسقطت حكومة حسني مبارك ونضالات العمال بالاربعينات والخمسينات من القرن الماضي
شاهد على دور طرد الأستعمار من العراق، واضراب عمال كاورباغي في كركوك من ابرز
امثلتها، وفي الثورة البلشفية كان لمجالس عمال بطرسبرك حصة
كبرى
في اسقاط حكومة كرنسكي وانجاح الثورة الأشتراكية.
5-
في العراق ناضل العمال
والجماهير بشكل متواصل في السنة الماضية جنبا الى جنب جماهير المنطقة ولا يزال
الجدال والصراع مستمران والبرجوازية الخائفة والمترددة تعيش حالة تخبط. الصراع بين
القوى الرئيسية، القوميين العرب والاسلام السياسي والقوميين الكرد وصل الى حد
يكسرون عظام بعضهم بعضا ويفضحون سياساتهم ويفضحون رموزهم بوضح النهار وحكومتهم
الهشة تعاني اعمق ازمة سياسية وخاصة بعد خروج القوات الأمريكية من العراق
والبرجوازية عاجزة كليا عن حل
الأوضاع. ان تدخل الطبقة العاملة بصفها المستقل وحزبها السياسي تشكل نقطة محورية
لتطور الوضع الثوري والقيام بازاحة كل القوى الرجعية في المسرح السياسي.
للخروج من هذه
الاوضاع للطبقة العاملة و تغيير الميزان في صالحها يطرح الحزب المهام التالية :
أ-
تقوية الحزب الشيوعي
العمالي اليساري العراقي واخذه اداة نضالية من قبل
الطبقة العاملة وخاصة قادتها والأنظمام اليه وفهمهم فهما عميقا للحزب
ومكانته في النضال الطبقي وابراز الحل الاشتراكي عن طريق الحزب والقادة الأشتراكين
للطبقة العاملة بوجه كل الحلول البرجوازية.
ب-
ابراز قادة الطبقة
العاملة كقادة للمجتمع وليس قادة نضال فئوي، وتقوية شبكة قادة الطبقة العاملة وقادة
النضالات الجماهيرية وتنظيمهم في نضال شامل.
ت-
تشكيل الخلايا الحزبية
والمحافل الأشتراكية والشيوعية داخل الطبقة العاملة في المراكز الأنتاجية والخدمية
وفي المحلات ومكان عيش العمال حول الحزب وتقوية النضال الأشتراكي في صفوفهم.
ث-
النضال من اجل بناء
المنظمات الجماهيرية العمالية وعلى قاعدة واسعة وتقوية النهج المجالسي في صفوف
العمال عن طريق تقوية الاجتماع العام في صفوف العمال. التركيز على تقوية الأجتماع
العام كسنة مجالسية وكوسيلة لتدخل العمال في مصيرهم بشكل مباشر وثوري. وتنظيم
العمال على الصعيدين الحزبي والجماهيري وعلى التوازي.
ج-
القيام بنضال لكسر
الحملات التي تقوم بها الحكومة العراقية وافشال سياستها المعادية للعمال وخاصة 1-
الغاء قرار 150 الذي حول العمال الى الموظفين وحرم العمال من حق الأضراب والتنظيم
2- الغاء قانون العمل المطروح في البرلمان العراقي وطرح قانون عمل يمثل الطموحات
الآنية للطبقة العاملة العراقية. 3- النضال من اجل فرض حق التنظيم وحق الاضراب على
الحكومة لكي تغير الطبقة العاملة الأوضاع في صالحها وانجاح ثورتها ضد البرجوازية.
ح-
النضال من اجل قيادة
النضالات الجماهيرية العامة والحركات الأجتماعية الأخرى والحركة النسوية الثورية
ونضال الشباب والنضال من اجل العلمانية والنضال ضد حكم الأعدام والنضال من اجل
الحريات السياسية والفردية وادغامها مع نضال القادة العمال الأشتراكيين واعتبار هذه
النضالات جزء اساسي من نضالات الطبقة العاملة، تنظيم هذه النضالات كحركة سياسية
عمومية عن طريق تأمين قيادة حزبية اشتراكية واعية.
ان تغير الوضع وتدخل الطبقة العاملة العراقية
ممكن في الوقت الحاضر اكثر من اي وقت مضى وخاصة في الأوضاع الثورية والتلاطمات
السياسية والأزمة العميقة التي تعاني منها البرجوازية وقواها السياسية في العراق
والأزمة التي يمر بها الأسلام السياسي بكل تياراته وهزائمه وافوله في سوريا وفي
مصر، وبوجود حزبها السياسي الحزب الشيوعي العمالي اليساري وبسياساته وبرامجه
وقراراته الثورية والأشتراكية. ان خلاص المجتمع مرهون بهذه التغيرات وبالتدخل
الثوري للطبقة العاملة وبحزبها السياسي في الميادين السياسية والصراع على السلطة
السياسية وانهاء الوضع الكارثي للمجتمع.
يدعو المؤتمر كل القادة الأشتراكيين وخاصة العمال منهم للانظمام
الى صفوف الحزب الشيوعي العمالي اليساري وتقوية صفوفه وابراز قادة عماليين
اشتراكيين كقادة المجتمع وقادة الحزب السياسيين يقودون المجتمع الى الخلاص وبناء
مجتمع خالي من الطبقات؛ مجتمع انساني خالي من استغلال الأنسان من قبل الأنسان.
المؤتمر الثالث للحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي
بغداد 22-12-2012