عاش الأول من ايار يوم العمال العالمي

نحن الــ 99 %

نحن اصحاب المدن والشوارع والمعامل، لنا وحدنا الحق في تقرير مصيرنا

يختلف الاول من أيار هذا العام عن السنين الماضية. فلاول مرة، ومنذ ثورة أكتوبر الاشتراكية في روسيا، يتميز هذا اليوم الاعتراضي، بتدخل الجماهير الواسع في الحياة السياسية وتقرير مصير المجتمع بنزولها بالملايين الى شوارع العديد من مدن العالم في احتجاجات معادية للرأسمالية لم يسبق لها مثيل. ان لهيب ثورات الربيع العربي، وبعدها حركة الــ99% واحتلال وولستريت والمدن، الأنتفاضات الجماهيرية والعمالية العارمة في اسبانيا واليونان وايطاليا وامريكا وعواصم العالم قد خلقت نقطة انعطاف تاريخية في مجرى النضال الطبقي لصالح الجماهير وهي تمثل انعطافة كبرى نحو تغيير العالم بانهاء سلطة راس المال – سلطة الـ 1% وتحقيق ارادة مليارات من البشر. لقد اسقطت الحركة الثورية في شمال افريقيا اكثر دكتاتوريات العالم العربي قمعا، ومازالت موجات الثورات تتلاطم وستزداد عمقا يوما بعد اخر. في خضم هذه الاجواء الثورية العالمية يحل هذه السنة يوم العمال العالمي – الاول من آيار.

ان الطبقة البرجوازية وهي تواجه الاعتراضات الجماهيرية الهائلة، فانها غارقة في اكثر أزماتها الأقتصادية و السياسية و الفكرية عمقا وتحديدا اثر ازمة وولستريت والتي انتشرت في كل دول العالم. ان البرجوازية اليوم عاجزة على حل المعضلة رغم اهدار مليارات الدولارات من الضرائب المسلوبة من العمال والجماهير الكادحة.الا ان محاولاتها تلك ليست ذات جدوى. فقد وصلت نسب البطالة في اوربا الى اعلى معدلاتها، ويتم فرض سياسات التقشف الأقتصادي، وسلب مكاسب الجماهير، وقطع المساعدات والاعانات عن الفئات الاكثر حاجة في المجتمع من مسنين ومعاقين وعمال ومتقاعدين في اكثرية بلدان العالم الرأسمالي المتطورة بينما يعيش مليارات البشر في دول ما يسمى العالم الثالث في الجوع والفقر والحرمان من الغذاء الغني ومياه الشرب النقية و الصحة والتعليم والكهرباء والسكن اللائق ومن ساعات العمل الطويلة المرهقة والمخاطر الصحية نتيجة الشروط السيئة في العمل وغياب القوانين وسلب الحقوق التنظيمية للعمال وغيرها من مستلزمات الحياة الاكثر بدائية. وفي نفس الوقت فان حرمان الجماهير من الرفاه وفرض التقشف والطرد من العمل والمساكن يأتي مصحوبا بسياسة رجعية في سلب المواطنة والمساواة وتحقير المرأة وفرض الهوية الدينية والطائفية والعرقية وسلب الكرامة الانسانية من البشر. انتهاكات الطبقة البرجوازية للانسانية هذه هي التي ادت الى نزول الجماهير بالملايين الى شوارع المدن وساحات التحرير لاعلان احتجاجها وغضبها؛ رفضها واستنكارها، عدم قبولها او رضوخها، وبدء ثورتها.

ان النضال الثوري للجماهير في العالم العربي ومنطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا، لا يزال مستمرا. فمازالت ساحات التحرير وشوارع مدن تونس والقاهرة ودمشق ودرعا وحلب وصنعاء وعدن والمنامة هي ميادين مواجهة يومية بين الجماهير المليونية المحرومة والمسلوبة الانسانية وبين قوى السلطة القمعية من جمهورية وملكية. ان اسقاط الحكومات الدكتاتورية مثل بداية الثورة وشكل منعطفا مصيريا لتطور الثورة وارجاع الثقة الى نفوس الجماهير في قدرتها على التغيير وفرض التراجع على البرجوازية بكل اطيافها وقواها السياسية. ان تنظيم الجماهير العمالية في مجالسها و نقاباتها و منظماتها الجماهيرية يعتبر نقطة ايجابية وملحة في مجرى تطور الثورات ولكن غياب قوى الشيوعية العمالية المنظمة في احزابها السياسية تشكل نقطة الضعف الاساسية. ان ردم هذه الفجوة والنقص يشكل خطوة اساسية وعاجلة لاستمراية زخم الثورات وانتصار الجماهير.

الطبقة البرجوازية سواء العالمية منها او المحلية تشكل نسبة 1% من المجتمع. ان هذه الطبقة تحاول بكل الوسائل المحافظة على موقعيتها وعلى سلطتها وعلى استحواذها على كل شئ. لقد اتضح هذا في تحالف امريكا والغرب مع القوى الاسلاميةوبالأستناد الى الجيوش والمؤسسات العسكرية واتضح ان تلك التحالفات تهدف الى جلب قوى الثورة المضادة لهزيمة ثورات الجماهير وكسر شوكة حركة الــ 99% وهزيمتها، للابقاء على نظامها الرأسمالي ومصالح الاقلية الطفيلية، مصالح الـ 1% . ولكن ذلك غير ممكن. ان هذه هي البداية وليس النهاية.

اما في العراق، فان الطبقة البرجوازية تمر ، وخاصة بعد خروج القوات العسكرية الأمريكية، بازمة خانقة وبتشرذم وتفتت. فالبديل الديموقراطي الغربي في العراق لم يستطع ان يحقق سوى المزيد من الكوارث والارهاب والتشرد والتهجير والحروب الطائفية وفرض الهويات الطائفية والقومية على البشر وتدمير البلد على كل الأصعدة وجره الى هاوية الحرب الطائفية والقومية والعشائرية والتمزق. لم يبقى امام جماهير العراق، وفي ظل المد الثوري العالمي، ونضوب بدائل البرجوازية، وتحول النضال الطبقي الى مواجهة طبقية مكشوفة وشفافة، عالميا، الا انجاز ثورتها هي الاخرى لازاحة هذه القوى الميليشياتية، وفسح المجال لتحقيق بديلها الانساني وتشكيل سلطتها التي تمثلها وتحقق ارادتها.

اننا في الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي، نهنئى جماهير العراق والطبقة العاملة العراقية بيوم العمال العالمي ونؤكد على ان هذا اليوم هو يوم كل المجتمع ويوم الــ 99% من الجماهير. وبهذا اليوم العظيم، يوم التلاحم واظهار القوة الطبقية للجماهير البليونية، ندعو الجماهير في العراق وكردستان والشرق الاوسط وشمال افريقيا الى التضامن والاتحاد مع جماهير العالم والطبقة العاملة المحتجة وحركة 99% وأدامة ثورتها حتى القضاء على نظام الاستغلال وانعدام المساواة والتعسف وانتهاك كرامة البشر - النظام الرأسمالي و بناء نظام انساني يحقق مجتمع الحرية والمساواة والرفاه والانسانية.

عاش التضامن العمالي العالمي

عاش الاول من ايار يوم العمال العالمي

عاشت حركة الجماهير الثائرة في كل العالم من اجل عالم افضل

عاشت الحرية و المساواة

الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي

7\4\2012