الاشتراكيه اللاعماليه ((المؤجله )) وثورة الاشتراكيه الان

ليث الجادر
laithgader@yahoo.com
 

ان ما يميز حركة الاشتراكيه العماليه عن الاشتراكيات اللاعماليه هو اعتمادها الاكيد على نفوذها الاجتماعي في صياغة عملها السياسي ..على العكس تماما من الحركات اليساريه التي تعتمد في صياغة برامجها من منطلقات فكريه ونظريه وتحاول من الترويج لها بين قواعدها التي تبقى في كل الاحوال اسيرة بنى فكريه فوقيه غير قادره على التحرك الحر والمرن ضمن الاطر الاجتماعيه وغالبا ما تجد نفسها مضطرة الى الاندماج والانصهار في مواقف نعممه كبديهيات اجتماعيه غير رصينه تم تاكيدها كمسلمات مقدسه من قبل الطبقات العليا حيث تعج بالمفاهيم الوطنيه البرجوازيه والشعارات القوميه وحتى في احيان كثيره تجد نفسها مرغمه في مجاملة اهواء وممارسات الدين والخرافه ...بينما تتحصن الاشتراكيه العماليه بطبيعتها ضد كل تلك التعميمات المضلله انطلاقا من كشف كشف اثارها السلبيه التي نجمت من تطبيقاتها وانعكاساتها على مجمل العلاقات الاجتماعيه ولهذا فان الاشتراكيه العماليه حينما تصوغ نفسها في قالب حزبي وحركه سياسيه فانها تجد نفسها مهيئه ومطالبه فقط من صياغة تلك الاعتراضات الواقعيه في اطار تنظيمي قوي ومترابط ..على العكس من غيرها من الحركات والاحزاب التي تحاول ان تؤطر مواقفها اتجاه تلك الظواهر الاجتماعيه باطر فكريه لا يمكن من ان تخلو ابدا من صبغه فلسفيه جامده ..فالاشتراكيه العماليه حينما ترفض وجهات النظر الاقليميه والوطنيه البرجوازيه فانها ترفضها من خلال تاثير هذه المفاهيم المباشر والواقعي على طبقات المجتمع لان ذلك التاثير يعبر عن نفسه بظواهر جليه يستطيع افراد المجتمع من لمسها يوميا وبصوره واقعيه بعد ان يقوم التنظيم الاشتراكي من الاشاره لهم عن مسبباتها وليس من خلال طرح النظريات الفكريه ومجادلاتها ..ففي قضية اضطهاد المراءه وعبوديتها لا يلجىء الاشتراكي العمالي الى التنظير والخوض في منطق الحريه الفلسفي وما تعنيه ومن ثم وجوب تحقيقه ..انه فقط يكفيه الاشاره الى ظاهرة فرض الحجاب في المجتمع المعني ومدى قوة الظاهره في جانبي الفرض والرفض لها ومن ثم تاكيده على وجوب رفض هذه الظاهره من خلال ما يمكن ان تعبر عنه النساء وبشتى الوسائل وليس من خلال الخوض في الجوانب النظريه ..ان هذا الموقف النضالي البومي اذا ما تبلور وبالتاكيد انه قابل للتبلور فسينسحب بصوره تلقائيه على مجمل افرازات الصراع الطبقي الذي هو ايظا ياخذ بعده الخاص في التعبير لدى الاشتراكي العمالي حيث يتلمسه من خلال افراد المجتمع المنقسميين الى اغلبيه ساحقه محرومه واقليه مترفه تتمتع بكل انجازات العمل الانساني ..فليس هناك من نظريه وكتاب تستطيع ان تفلسف وتوضح للعامل والكادح مفهوم النضال الطبقي افضل من منطق لحظة حرمان يعانيها وهو يلهث من اجل الحصول على مستلزمات بقاءه الفيزيقيه التي تضمن صلاحية استعباده ..وليس هناك في الواقع من مستوى تنظيري يستطيع في وقت ما من ان يقنع هذا المستعبد من ان لحظته هذه وشعوره التواق للخلاص ليس بواقعي بذريعة ان للنضال الطبقي حدود معينه واشتراطات ثابته وان هذا الواقع بعد لم ينضج باتجاه الثوريه وما الى ذلك من رؤى نظريه جامده فصراع هذا المستعبد هو صراع واقعي وازلي وما يشترط خلاصه يكمن في ذاتية سعيه وليس في موضوعيه مجمل الاتجاه العام لما يحيطه والنضال الطبقي هو محاولة الانسان لامتلاك ارادته وصفاته وليست السعي لفرض نظريات فكريه تحل كبديل عن القوى المستعبده القديمه وباشكال اخرى وان اضطهاد الملكيه الخاصه لا يمكن ان يتم استبداله بملكيه عامه تمارس نفس ذلك الاضهاد تحت مسميات اخرى وان الاجابه الكامله والنهائيه على مجريات الصراع تتم فقط من خلال الغاء تاثير الملكيه المتمثل بالعمل الماجور والاجر النقدي وان يثمن العمل بقيمته الاستعماليه وليست بقيمته التبادليه وحينما تاخذ هذه الدعوه صيغتها الفكريه وبشكل سياسي تقليدي تبدو وكانها محض افتراءات عقل يوتيبي يدعو بعض المتحذلقيين الى السخريه منه لكن حينما تتحول هذه الدعوه الى ممارسه اجتماعيه وارهاصه ورغبه تتوغل بحكم مطلبيتها في مفاصل حركة المجتمع ستبدو حينها كم هي قويه وواقعيه وسيضهر كم هو ضروري السعي الى تحقيق تلك الرغبه فاذا كان الجهد الانساني الخلاق وان كان العمل حقيقه وضروره للوجود الانساني الاجتماعي فان النقد والاجر النقدي ليسا مفهوميين مقدسيين وليسا من الضروره والحتميه بشيء سوى انهما كانا وليدي نتائج العمل والعرف الاجتماعي وهذا الاخير يبدو كبديهيه من الممكن جدا نفيه واستئصاله ...ان هذه الحقيقه من الممكن لمسها والتعبير عنها بصوره واقعيه دون انتظار مراحل نضوج الصراع الطبقي وقياس درجة حرارة مده الثوري انها تتمثل في الرغبه الجماعيه والعارمه والاكيده لكل عامل ولكل كادح لكل محروم ولكل محرومه في التمني والرغبه لان يملك كل واحد منهم مستلزمات العيش الكريم من سكن وتغذيه ووسائل ترويح وووووو...وبالتاكيد فان هذا الطموح من الجانب النظري التقليدي لا يمكن ان يتم للجميع ولا يسعهم بالمره بالرغم من انه طموح لا يختلف على احقيته اثنين ..لكن هذه الرغبه ستبدو اكثر واقعيه واكبر بعدا عن اليوتيبيا اذا ما هذبت وادمجت ضمن اطارها الانساني العام والمطالبه بالغاء الوسائل المانعه لها والتي تتخذ بمجملها صورة ((النقد )) اي حينما تكون كل تلك المفردات الضروريه ملكا للمجتمع لانها اصلا هي من صنعه ..ثم اليست تلك ظروف الجنه التي يحشو بها كهنة الدين ودهاقنته رؤوس الفقراء والاغلبيه المسحوقه ..فلماذا لا يوصفون بالطوباويه والخيال مع انهم يعدون بها في عالم اخر ؟؟؟ غالم غير مرئي ومؤجل ..بينما ينعت غيرهم بالخيال اذا ما دعو الى تحقيق هذه الجنه على الارض وفي عالم الجسد ...المتدينون يلغون العمل في جنتهم الموعوده بعد فناء الجسد ولا يجدون بالفعل من يتصدى لهم بصورة جديه بل على العكس يقف وراءهم الملايين من الانصار والاف الراسماليين اللذيين يصفقون لهم ويروجون لافكارهم ..وحينما ندعو الى ان نمسك في عالم الواقع بالنقد الذي نحن خلقناه وندعو الى تحطيمه ينبري اؤلئك الاوغاد لينعتوننا بالخيال والطوباويه وبدعاة المستحيل .... جنة المتدينون ..الجنه التي يروج لها الراسماليون يقف الحاجز بينها وبين المتطلعيين اليها حاجز اجسادهم الحيه وفنائها شرط ولوجها فمادام الجسد ينبض في الحياة اذن هو محكوما بالبعد عن تلك الجنه وجنتنا لا يقف بينها وبين طالبيها سوى الانقضاض على الملكيه الخاصه لافراد معدوديين وحكومات زائفه والغاء رمز العبوديه بتحطيم النقد والاجر النقدي ..فاي الجنتيين هي اقرب الى العقل واكثرها واقعية ...هذا بالتاكيد لا يجزم به موقف نظري بحت يمكن ان يستدرج الى منطق الجدل البيزنطي بل ان الذي جزمه ويجزمه هو العوده المطلقه الى احكام الواقع الانساني وتاريخ تطوره الاجتماعي ومطالب اغلبيته ..ان تضخم سلطة الراسمال وهيمنة النقد على مفاصل السلطه السياسيه في عموم ةالمجتمعات الانسانيه ادى الى تضخيم ونمو هائل في الشعور بالاستلاب لدى الاغلبيه الغالبه من افراد هذه المجتمعات وهذا يمثل بدوره الشرط الاساسي لنمو الحركه الاشتراكيه والنزوع اليها على عكس ما يحاول من ان يصوره اصحاب الفكر البرجوازي من ان زمن الاشتراكيه قد ولى والى الابد وان المجتمع الحالي قد اذاب الطبقات واحتوى صراعها او ما يردده بعض دعاة الاشتراكيه اللاعماليه اللذيين يحاولون في دعواهم من ان يخلطوا الاوراق ولا يميزوا بين ما هو سياسي بروتوكولي مفتعل ومفروض من هرم المجتمعات والمسوق على انه مسلمات بديهيه وبين ما هو اجتماعي موضوعي لم ينط عنه اللثام بعد بسبب تلك الضغوطات الهائله بالكم والنوع وراحوا بذلك يرددون ان الجماهير تدير ظهرها الى الاشتراكيه وللثوره وبان هذيين المفهوميين قد نبذتهما الحضاره الانسانيه والى الابد او الى حين وان انتهاج طريق الاصلاحيه والمساومه والاشتراكيه ذات المراحل والسعي السلمي لتحقيق مصالح الجماهير المسحوقه هما البديل الواقعي ...ونستطيع ان نقول لمثل هؤلاء الاشتراكيين القانونيين المسالميين ان الجماهيير قد ادارة فعلا بظهرها الى الاشتراكيه والثوره ..لكن للاشتراكيه المؤجله وذات المراحل التي نظر لها اسلافكم البرجوازييون والاشتراكيون القوميون ..الاشتراكيه التي تطالب العمال والكادحيين بان يشدوا على بطونهم ويغيروا مستعبدهم من فرد الى مستعبد دوله ... انهم يرفضون لانخراط في نضال حركه سياسيه تطلب منهم ان يضحوا فوق كل معاناتهم من اجل ان تقام سلطه اشتراكيه لاجيال لاحقه ..تطالبهم بان يكونوا ملائكه اشتراكيه يسبحون لاشتراكيه الفقر والحرمان من اجل ان تقام فيما بعد والى اجل غير مسمى ..اشتراكية العدل والمساواة
بالتاكيد ان الجماهير الكادحه ولزيادة شروط حرمانها واستعبادها ما عادت تومن بالاشتراكيه المؤجله ..لكنها في الوقت نفسه تواقه الى اقامة سلطتها الفوريه التي يجنون ثمارها فورا ومن ساعة تبنيهم لشعارها ...شعار الاشتراكيه الان