حوار خيال ابراهيم مع جليل شهباز حول الاسلام الساسي واحتمالات تشكيل الحكومة الاسلامية في العراق ووضع المرأة في ظل  هكذا سيناريو*

 

betterworltv@yahoo.com

 

خيال ابراهيم: تزداد الاعمال الارهابية طائفية وشراسة من خلال الهجوم على مساجد الطائفة الشيعية واغتيال عناصر اسلامية شيعية من قبيل مراسل قناة الحرة في البصرة. ما دلالات هذه العمليات برأيكم؟ هل هذه العمليات تقوم بها قوى الاسلام السياسي المعادية لامريكا لخلق بلبلة ام للانتقام من الموالين لامريكا؟ ماذا تقولون للجماهير لتلافي الانخراط في مخططات الاسلام السياسي الخطرة على امن وسلامة الجماهير والمجتمع في العراق؟

 

جليل شهباز: في الحقيقة إن الأعمال الإرهابية والسلوك السياسي الإرهابي اللتين نتلمسها أثناء المواجهات الجارية بين الإرهاب الدولي بقيادة أمريكا من جهة والإرهاب الإسلامي وبرفقتهم حلفائهم من فلول البعثيين من جهة أخرى نابعة أصلا" من طبيعة حربهم الإرهابية.. ولذلك فإن السلوك السياسي الإرهابي لكلا الطرفين وما ينتج عنها من إلحاق الأذى بجماهير العراق ومن ضمنها مسلسل الاغتيالات والعمليات الإرهابية التفجيرية وعمليات الاختطاف ونحر المختطفين تعتبر ضرورة من ضرورات تلك الحرب الإرهابية. ولهذا فكلما تصاعدت المواجهات السياسية والعسكرية بين كلا الجبهتين الإرهابيتين سيتبعها بالضرورة المزيد من الأعمال الإرهابية واللاإنسانية.

أما الشق الثاني من سؤالك/ إن كل القوى السياسية المستفيدة من الوجود الأمريكي في العراق يسعون لجعل ذلك الوجود ذريعة لتبرير سياساتها اللاإنسانية المتمثلة بالعمليات الإرهابية والاعتداء على المواطنين وعلى هذا الأساس فأنهم لن يتورعوا من اقتراف أفضع الجرائم وإثارة الفتن الطائفية والقومية من أجل تحقيق أهدافهم الدنيئة ولذلك فإن تفجير المساجد واغتيال مختلف الشخصيات السياسية والاجتماعية يصب في هذاالمجرى.. وبطبيعة الحال فإن مصلحة قوى برابرة الإسلام السياسي وبقايا البعثيين وعملاء الدول المجاورة للعراق تتطلب ليس فقط بأن تبقى لأوضاع العراق سيئا" بل، أنهم يسعون بكل قوتهم لاستغلال كل العوامل السياسية والاجتماعية التي تساعدهم على تفاقم الاوضاع في العراق سوءا"  ولذلك فأفضل ورقة رابحة يلعبون بها هي ورقة إثارة التناحرات القومية والطائفية لأن اندلاع حرب طائفية وقومية بين مختلف مكونات المجتمع العراقي هو أمر وارد في كل لحظة حيث أن البنيان السياسي في العراق وكل الموازنات السياسية داخل المجتمع العراقي قائم على التقسيمات الطائفية والقومية وإن أية اخلال في تلك الموازنات من الممكن أن تؤدي إلى حرب طائفية وقومية وإذا أخذنا بنظر الاعتبار الارث الثقيل لتركة الأحقاد والبغض والتفرقة التي تركه النظام البعثي ورائه فسيتضح بأن الوضع هو في غاية الخطورة وإنني أتوقع فيما إذا رفعت أمريكا يدها عن أوضاع العراق في ظل الأوضاع الحالية فإن اندلاع حرب طائفية وقومية أمر حتمي.

أما الشق الأخير من سؤالك/ فإننا على ثقة تامة بأنه فيما إذا التف جماهير العراق حول الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي ليناضلوا يدا" بيد من أجل تحقيق استراتيجية حزبنا التي تتعلق بكيفية الخروج من الأوضاع الحالية للعراق فأنها ليست فقط ستقلع الإرهاب بكل أشكاله من الجذور بل، أن بوسعها أن تحقق الحرية والمساواة والرفاه لجماهير العراق أيضا".

 

 

خيال ابراهيم:   قال رامسفيلد اثناء زيارته الى العراق انه يؤيد حكومة اسلامية معتدلة لحكم العراق. ما معنى اسلامية معتدلة؟ هل انه يعني استبعاد السستاني وجماعة الصدر من تشكيل الحكومة الاعتماد على الاحزاب مثل الدعوة ؟ هل ان ماهو معتدل للامريكان معتدل لجماهير العراق؟

 

جليل شهباز: في الحقيقة إن تصريحات رامسفيلد التي صرح بها أثناء زيارته الأخيرة للعراق ليست جديدة" بالنسبة لنا فقد سبقه غيره من مسؤولي الإدارة الأمريكية في التلميح إلى نفس المسألة.. أما بهذا الخصوص فباعتقادنا أن الشكل السياسي للحكومة العراقية بحد ذاتها لا تشكل مشكلة مستعصية بالنسبة لأمريكا بل إن كل ما يهمها هو صعود حكومة مروضة ومطيعة لها إلى سدة الحكم لأن وجود مثل تلك الحكومة في السلطة ستكون بوسعها أن تساعد أمريكا في المضي قدما" لتنفيذ بقية حلقات مخططاتها السياسية في المنطقة والعالم.. أما ما تقصده أمريكا بالاعتدال السياسي فهي بكل بساطة تعني مدى خضوع القوى الفاعلة داخل المجتمع لإرادتها السياسية، فكلما كانت تلك القوى سواء كانوا في السلطة أم خارجها، أكثر خضوعا" لأمريكا فأنا تعني بالنسبة إليهم اعتدالا" أكثر. ولذلك فإنني لا أعتقد بأن الحكومة أو القوى المعتدلة بالمقاييس الأمريكية تعني نفس الدلالات بالمقاييس الجماهيرية لأن الاعتدال بالنسبة للجماهير تعني الانفتاح السياسي والمرونة السياسية وعدم استخدام السياط والعصا الغليظة ضد المخالفين السياسيين لنظام الحكم.

أما القسم الثاني من السؤال/ فمثلما اشرنا إليها لا تهم امريكا أية من القوى والأحزاب السياسية ستمسك  بزمام الامور في العراق بل المهم بالنسبة إليهم هو أية من تلك القوى ستقدم أفضل تشكيلة سياسية مطيعة للإدارة الأمريكية وحسب اعتقادنا في ظل السيناريو الأسود الأمريكي المفروض على جماهير العراق وفي ظل الأوضاع السياسية والاجتماعية الحالية للعراق لا توجد أية فرصة لتشكيل أية حكومة باستثناء حكومة دينية وقومية لأن السيناريو الأسود اللعين قد أفرزت فقط كل العوامل السياسية والاجتماعية الضرورية لتشكيل حكومة دينية وقومية في العراق ذلك.. ثم أن التيارين الديني والقومي داخل الساحة السياسية العراقية يتضمن كم هائل من الأحزاب والقوى السياسية من اقصى اليمين إلى اقصى اليسار وعليه فإنني لا اظن بأن أمريكا تواجه أية مشكلة في هذا الصدد وعلى هذا الأساس فإننا نرى بأن من يمثلون السيستاني ومعهم حزب الدعوة والمجلس الأعلى يشكلون افضل العوامل السياسية حاليا" التي من الممكن أن يعتمد عليهم أمريكا في تشكيل الحكومة العراقية المقبلة وبالطبع برفقة اخوانهم من القوميين الأكراد ايضا".

 

خيال ابراهيم:  سؤالنا الاخير قبل اختتام الحوار هو عن المرأة في العراق ونحن نحتفل بيوم المرأة العالمي قريبا واثر قدوم حكومة اسلامية على اوضاعها. هل تعتقدون ان الشريعة الاسلامية ستطبق في العراق؟ ماذا ستعملون للنضال ضد فرض القوانين الاسلامية؟؟

 

جليل شهباز:  باعتقادنا إن السمات والخصائص السياسية للحكومة المقبلة معلومة من الآن وكما أشرنا إليها في لقاءاتنا ومقالاتنا السايقة فإن تشكيل حكومة دينية وقومية أمر لا بد منه في ظل الأوضاع الحالية للعراق وعليه فإذا اخذنا بنظر الاعتبار القوائم التي فازت في الانتخابات العراقية فإن الحكومة والجمعية الوطنية المقبلتان ستكونان ذات صبغة إسلامية وقومية وإضافة" إلى ذلك فإن مشروع قانون إدارة الدولة والتي سيتحول إلى  دستور دائم للعراق يحمل نفس الخصائص وبهذا فإننا نرى بأن مثل ذلك البرلمان وتلك الحكومة سوف لن يشمل برامجهم السياسية وتشريعاتهم القانونية أي حق من حقوق المرأة ومساواتها بالرجل، ثم أنه من غير المعقول أن تعير مجموعة من القوى والأحزاب السياسية الدينية والقومية أية اهتمام لقضبة المرأة لأن دونية المرأة داخل المجتمع ركن اساسي من الأركان السياسية والايديولوجية لتلك الأحزاب والقوى السياسية وهذا ما تؤكده الممارسات السياسية لتلك القوى على امتداد التاريخ السياسي المعاصر للعراق وبهذا الخصوص فإن آلآلاف النساء تصبحن سنويا" ضحايا لساديتهم الرجولية وتقاليدهم الاجتماعية البالية.

أما الشق الأخير من سؤالك/ فإن استراتيجية حزبنا التي أشرت إليها فيما سبق تتضمن تصعيد النضال ضد مختلف قوى الإسلام السياسي وكل القوى التي تسعى لجعل دونية المرأة وسيلة لتحقيق أهدافهم السياسية الرجعية ولذلك فإننا في الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي سنسخر كل قوتنا وامكانياتنا داخل المجتمع وخارجها لاحباط كل خطوة تسلكها تلك القوى باتجاه انتهاك حقوق المرأة ومساواتها بالرجل.. وفي نفس الوقت سنعمل أيضا" بكل قوتنا بغية تقوية مؤسسات المجتمع المدني والتيار العلماني داخل المجتمع لأن وجود مؤسسات المجتمع المدني والتيار العلماني تتعارضان بطبيعتهما مع التوجهات السياسية الرجعية لكل القوى السياسية التي تسعى لفرض الرجعية السياسية بكل معانيها على المجتمع. وفي الختام أكرر ثانية" فيما إذا التف كل القوى الداعية للحرية والمساواة والحداثة حول حزبنا سنشكل معا" جبهة قوية داخل المجتمع ضد كل القوى التي تسعى إلى السلطة على حساب معانات الجماهير.

 

* تم تسجيل هذا الحوار في حلقة يوم 9-2-2005  من برنامج الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي الفضائي الاسبوعي - عالمٌ افضل.