مقابلة نحو الاشتراكية مع عصام شكـــري حول الأحداث الثورية التي تمر بها المنطقة

 

نحو الاشتراكية: كيف تقيمون دور الأنظمة البرجوازية الغربية وخصوصا" الأدارة الامريكية بالنسبة لما يجري في المنطقة من أحداث وتحولات سياسية ثورية؟

الا توافقونني الرأي بان هناك نوع من التعامل مع نظام مبارك والانتفاضة الثورية لجماهير مصر تختلف كليا" عما تعاملت بها مع الثورة التونسية ونظام بن علي؟

 

عصام شكــري: موقعية مصر بالنسبة للغرب اهم من تونس. مصر وقعت على اتفاقية كامب ديفيد مع اسرائيل وهي اتفاقية سلام كما هو معروف. ان الغرب ينحاز ويهتم بامن اسرائيل اكثر من اي شئ اخر وان تلك المسائل جعلت من انهيار نظام حسني مبارك تحذير للغرب. في البداية حاولوا الدفاع عنه ولكن مع تدفق الثورة ونزول الملايين من الجماهير فان باراك اوباما وادارته بدأوا ”ينصحونه“ باجراء تعديلات ديمقراطية فورية واحترام حقوق الانسان وغيرها من الكلائش المعروفة. ثم دخلوا في ارتباك اخر بعد اشتداد وتيرة الثورة وبدأوا حينها التحذير من الاسلاميين والاخوان المسلمين والسبب هو الخوف على معاهدة السلام مع اسرائيل ومن هنا تخلي الغرب على مبارك لقوة الثورة المصرية ولكنه جلب الجيش ليكون قوة من قوى الثورة المضادة التي لعبت دورها بمكر وتحت شعار ”الشعب يحب الجيش“ و"الجيش الى جانب الثورة".

 

نحو الاشتراكية: هل تتوقعون أن تتجاوز الأعمال الثورية الجماهيرية في العالم العربي حدود الاصلاحات والتغيرات السياسية الشكلية للأنظمة العربية وتستمر لتتعرض بالمحتوى الطبقي لتلك الأنظمة وبالتالي تهدد نظام العمل المأجور في البدان العربية؟

 

عصام شكــري: "حدود الاصلاحات" في السؤال برأيي هي حدود وهمية رسمتها قوى المعارضة "الاصلاحية" للطبقة البرجوازية. الثورات او الجماهير الثائرة لا يمكن ان نسمي مطالبها بانها اصلاحية. وبرأيي فان الاصلاح والاصلاحية هي ممارسة سياسية لقوى معارضة داخل الطبقة البرجوازية وان ما تقوم به الجماهير اليوم ليس له اي علاقة بتلك الحركات. لقد بينا في بيان حزبنا ( منشور في العدد الحالي 135 – نحو الاشتراكية ) ان الجماهير لم تعد تركض وراء اجندات القوميين العرب ولا الكرد ولا الاسلام السياسي. انها (ولاول مرة) تنزل باجندتها الخاصة الى الشوارع. لذا من الضروري جدا التفريق بين ما يسمى قوى المعارضة ”الاصلاحية“ وبين اهداف ومرامي الثورات الحالية. القوى الاصلاحية لها اجندتها وهي تريد فرض تلك الاجندات على الثورة. ولنأخذ ما يحدث في اليمن مثالا. ان اعمال القتل البربري لقوات علي عبد الله صالح لاكثر من خمسين متظاهرا في (ساحة التغيير) قد اجبر قوى المعارضة اليمينية الاصلاحية على التصريح: ”لم يعد هناك اي مجال للتفاوض مع النظام“. هكذا نفهم انهم كانوا يريدون التغيير الاصلاحي ولهم اجندة تتعلق بتداول السلطة ولكن الجماهير لها اجندة اخرى. الجماهير تسفك دماءها لانها تريد ”اسقاط النظام“ والاتيان بنظام اخر يلبي طموحاتها. ان شعار الجماهير في كل ساحات وميادين اليمن هو (الشعب يريد اسقاط النظام). الامر نفسه ينطبق على كردستان العراق ايضا. فجماهير كردستان الغاضبة لا تخرج بسبب برامج ”نو شيروان“ الاصلاحي الديمقراطي. جماهير كردستان تخرج لانها تريد اقتلاع هؤلاء وازاحتهم. انا اردت التأكيد على نقطة مهمة وهو عدم دقة توصيف الثورات او اهدافها بانها اصلاحية. بطبيعة الحال الجماهير ترفع شعاراتها المطلبية وهناك قمع وبطش ووحشية السلطة في كل دولة ولكن الجماهير تتحرك بحذر وذكاء ثوري ميداني عالي ولكن كسر شوكة الجماهير صعب جدا الان.

 

نقطة اخرى اود الاشارة اليها وهي ان الثورات الحالية لم تصل الى غاياتها ولا يمكن ان نقرر الان ان كانت حدودها اصلاحية او انها ستقف هنا او هناك. ان الثورة صيرورة وحركة تغيير وتجاذب مستمر وهي تتشكل بتدخل القوى الاجتماعية كلها. حتى في مصر وبعد اجراء الاستفتاء على الدستور فان الثورة مستمرة وهي تتغير وان نجحت قوى الثورة المضادة في بعض المواضع فان قوى الثورة ستشن هجوم مضاد. ان الدستور المصري الحالي رجعي بكل مكوناته وان الغاء المادة الثانية منه ما تزال مهمة ثورية ملقاة على عاتق شباب الثورة وعمالها ونساءها.

 

اذن تحول اي ثورة الى راديكالية تحررية واشتراكية او ثورة تطيح بالنظام الرأسمالي برمته يمتلك معنى سياسي وليس نظري تجريدي. ان النضال الان من اجل تغيير الفقرة 2 من الدستور المصري ( فقرة الاسلام دين الدولة الرسمي ومصدر التشريعات) على سبيل المثال هي مهمة ثورية. ان العلمانية هي مهمة الطبقة العاملة والشباب المتمدن والنساء المتحررات المطالبات بالمساواة وفصل الدين عن الدولة. لذا فلن اقدر ان اجرد الموضوع الان الى بحث "التخلص من الرأسمالية" دون ان اوضح اهداف الثورة وغاياتها الانية وان اعتبر ان ذلك جزء من مساري. ان كل من يناضل اليوم في مصر من اجل العلمانية وفصل الدين عن الدولة ومن اجل توفير الرفاه الواسع للجماهير ومن اجل محاربة البطالة ومن اجل مساواة المرأة بالرجل هو برأيي مناضل اشتراكي دون شك.

 

والنقطة الاخيرة هو اهمية القيادة الشيوعية العمالية للثورة. القيادة الشيوعية لا تعني مجموعة من المثقفين المتأبطين للكتب الماركسية. ان تشكيل حزب شيوعي عمالي لا يتطلب سوى مجموعة من الشباب المعتقد بالحرية والمساواة والرفاه لكل البشر. ان البرجوازية تريد الايقاع بالجماهير في مطالب "تداول السلطة" و”الشفافية“ و“التعددية“ و“احترام حقوق الانسان“ و"الدستور" والجماهير تعرف انها لا يمكن ان تطالب بالحرية والحقوق من حفنة جلادين وقتلة. ان الخبز، الرفاه، الامان، المساواة بين المرأة والرجل، الغلاء، الفقر، المساكن اللائقة بالبشر، النهب، الفساد، تدخل رجاء الدين والملالي والمشايخ في حياة الناس وقمع النساء والفتيات خاصة وقتل الشرف او غسل العار كلها مسائل تتطلب من الثوريين الاجابة عليها. برأيي ستجلب التغييرات الحالية شروط تشكيل احزاب شيوعية عمالية في عموم المنطقة.

 

نحو الاشتراكية: كيف تقيمون دور القوى والأحزاب السياسية اليسارية بالنسبة للأعمال الجماهيرية الثورية في المنطقة العربية؟ وهل هناك امكانية لتجاوز حال التشتت والضعف السياسي والايديولوجي والتنظيمي التي يعاني منه اليسار العربي؟

 

عصام شكــري: برأيي قد اجبت على جانب من السؤال في الاجابة السابقة. الاحزاب الحالية في المنطقة والمسماة يسارية ليست اشتراكية. لا افكر كثيرا برصانتها الايديولوجية او تشتتها او تراصها التنظيمي لاني لا اعتبر التنظيم سوى منهج عمل ولكن الاصل هو سياسة تلك الاحزاب. بمعظمها هي احزاب قومية داخل نفس جبهة الطبقة الحاكمة، تريد جر الامور الى اليسار. ليس اليسار العمالي بل اليسار البرجوازي. اليسار العمالي لا مكان له بينها. ان مشكلة تلك الاحزاب كبيرة الى درجة انها لم تفتح فمها يوما في نقد اكثر قوى البرجوازية وحشية واجراما وارهابا في المنطقة وهما الاسلام السياسي وقبلهم القوميون العرب ( والكرد ايضا) بل ذهبت الى التحالف معهم والتحالف مع الانظمة التي تقوم الجماهير اليوم بالثورة عليها. هل نسمي هذه الاحزاب يسارية ؟ هل نشخص ان سبب ضعفها تنظيمي ؟

 

اذن الحديث عن وجود مشكلة او ضعف او تشرذم هو توصيف لازمة الطبقة البرجوازية برمتها (اي بيسارها ويمينها). برأيي العامل ليس لديه ازمة. لا فكرية و لا تنظيمية ولا حزبية. ان ازمته هو وجود الطبقة المستغلة له – الطبقة البرجوازية كلها. انه يعرف ما يريد ويخرج للشارع ليطالب به. طبعا نحن نقول للعمال نظموا انفسكم في مجالس مستقلة عن البرجوازية وفي لجان لتدافعوا عن مصالحكم. ولكن الاحزاب المسماة يسارية تدافع عن الرأسمالية والفرق انها تريدها لطيفة و“مؤنسنة“ وناعمة. هذا غير ممكن. انه وهم. البرجوازية لا يمكن لها ان تكون ناعمة. انظروا. انهم يطلقون الرصاص الحي، في كردستان، في بغداد، في صنعاء، في درعا، في بنغازي، في الرياض، في طهران، في المنامة، في مسقط، وعلى من ؟ على بشر اعزل.

 

اخيرا اقول ان ما يسمى ب "ازمة اليسار" هي مقولة "حق يراد به باطل". وهي بالتالي مقولة يمينية. اليمين يريد القول ان اليسار في المجتمع ضعيف لان بعض الاحزاب البرجوازية اليسارية هامشية وضعيفة، لكي يسهلوا طريق عملهم. العديد من احزاب اليسار القومي والتي ادعت بالشيوعية في المنطقة العربية ادعت ان الاشتراكية بعيدة المنال او ”حلم“ وانها لا تريد الا مجتمع ديمقراطي وفيدرالي وتعددي. بل ان البعض الاخر راح يقول : اين هي الطبقة العاملة للناضل من اجلها؟! . 

 

نحو الاشتراكية: كما هو معروف إن نسبة العمال والكادحين في جميع بلدان العالم العربي يبلغ أكثر من ثلثي نسبة السكان، فلماذا الحركة العمالية بصفها الطبقي المستقل يكاد يكون غائبا"؟ وما السبيل إلى تفعيل دورها الطبقي المستقل في انتفاضة الجماهير الثورية في العالم العربي؟

 

عصام شكــري: لقد انتهيت من اجابة السؤال السابق بنفس العبارة. بعض اليساريين يقولون: اين هي الطبقة العاملة بصفها الطبقي المستقل؟! ولكن اسمحوا لي ان اسأل ايضا: من يخرج اذن للتظاهرات وهم بالملايين ؟ هل هم المترفين ؟ البرجوازية ؟ البوليس؟ اصحاب المتاجر ؟ من خرج بالملايين في مصر وتونس ؟ من يخرج في صنعاء وعدن ؟ من يخرج في درعا ودمشق بغداد ؟. اليسوا عمال وعاطلين وكادحين ومعلمين وموظفين وطلبة ؟. برأيي ان طرح مقولة ان الطبقة العاملة غائبة وكأنها حقيقة غير صحيح. ان غياب الظهور النقابي لا يعني غياب الطبقة العاملة. انهم يريدون استنتاجا بعينه. نعم لا نرى العمال بالملابس الزرقاء او الفسفورية اذن ارجعوا الى البيوت فهذه الثورة ليست عمالية ( وربما يقال انها ليست ثورة اصلا لان ليس فيها عمال بالمعنى المبتذل). هذا الكلام سمعناه من بعض ادعياء الشيوعية في الثورة الايرانية التي اندلعت في العام 2009 بايران وحاولوا ان يقولوا انها ثورة ليست عمالية وان القائمين بها هم اسلاميون.  الحركة الحالية للملايين من الجماهير هي حركة طبقية عمالية ومن الجهة الاخرى هناك الطبقة البرجوازية وسلطتها وقواها القمعية. هل هناك اصطفاف طبقي اكثر شفافية ووضوح من هذا ؟!.  ان التنظيمات النقابية في العالم العربي لا تنفصل عن التنظيمات الاجتماعية الاخرى. انها تعيش في مناخ قمعي وبطش كامل. لذا فان اعتبار ان عدم خروج العمال بتنظيمات نقابية  مثلا يعني ان العمال غائبين "بصفهم المستقل" عن الثورة. هل نسينا احداث ثورة معامل غزل المحلة والاضرابات العمالية والمواجهات الكبرى مع الشرطة والاعتقالات ؟. هل نسينا تظاهرات الحوض المنجمي في تونس واضرابات عماله ؟ هل نسينا تظاهرات واضرابات عمال النفط في العراق ؟ هل ننسى ان سبب الثورة في تونس هو احتجاج شاب كادح على البطالة وتدمير عربة الخضار له من قبل الشرطة ؟ ولبعض المتفلسفين حول ثورة جماهير ايران اسأل: هل نسوا اضرابات شركة عمال واحد للباصات ونضالات منصور اوسانلو ورفاقه وزجه لليوم في السجن ؟. هل فعلا الطبقة العاملة غائبة ؟

 

يجب الحذر من هذه المقولات. انها تنتنهي بالنهاية المعروفة اياها: الثورات برجوازية. ديمقراطية، غير عمالية، وبالتالي ربما من الافضل ان نطوي اعلامنا ولافتتاتنا ونرجع للبيوت لان العمال ليسوا موجودين. هذه هي الرسالة السياسية لبعض قوى اليسار. ان خطر هذه التحليلات انها تستند الى ماركس ولينين ليكسروا الثورات بنفس معاولهم. ان الثورات الحالية هي تعبير مجسد عن الاصطفاف الطبقي الذي كان محرما طوال عشرات السنين الماضية وحالما وجد فسحة للتفجر نزلت الملايين للشوارع. هذا من جهة ومن جهة اخرى فان الشعارات والاهداف والمطالب التي ينزل بها الجماهير هل كلها مطالب عمالية. توفير فرص العمل، زيادة الاجور، تحسين ظروف العمل، توفير الكهرباء والماء النظيف، محاربة الفقر والجوع، الامان، محاسبة المفسدين ومحاكمتهم، الرفاه، الحياة الكريمة، السعيدة...اليست هذه مطالب عمالية ؟

 

اود التأكيد اخيرا على نقطة وهي ان الشيوعيين لا يعطون الطابع الطبقي للثورات. اقصد ان الشيوعيين لا يمنحون الصكوك العمالية للثورة بل ان الثورة هي فيض هائل من البشر الناقم والمعترض وما على الشيوعي سوى ان يقوم بدوره داخل صفوفهم. عصر الثورات البرجوازية قد ولى ومن مايزال نائما عليه ان يستيقظ او ان يوقظ ليعرف بان الثورات البرجوازية في العالم العربي قد نفذتها الجيوش الوطنية التي كانت متنفس الطبقة البرجوازية الناقمة ضد الاستعمار وانقلابات "ضباطها الاحرار“. اليوم فان الجيش صار يصد الثورات ويقمعها ولا يفجرها. اليوم الساحة هي للجماهير المليونية من عمال وكادحين ونساء وملايين من الشباب الجائع والعاطل والمحروم المتعطش للحرية والمساواة والرفاه والتمدن والانسانية.

 

 

 

نحو الاشتراكية: منذ مدة اندلعت الأعمال الجماهيرية الثورية في العراق أيضا" ضد النظام السياسي القومي المذهبي الحاكم في العراق، فهل هناك أي اختلاف يذكر بين ما يجري في العراق وبين بقية البلدان العربية الملتهبة؟ ولماذا لم تتوسع الاعتراضات والاحتجاجات لتشمل أغلب القطاعات الجماهيرية اسوة" بتونس ومصر؟

 

عصام شكــري: الاوضاع في العراق تسير نفس المسار. البارحة هجمت قوات الامن التابعة للميليشيات الحاكمة على خيمة المعتصمين في ساحة التحرير ببغداد وضربت المعتصمين واجبرتهم على اخلاء المكان بالقوة. ان التظاهرات في العراق مستمرة ولن تتوقف. هنالك اختلاف نوعي بين العراق وبقية الدول بهذا الصدد. فالحركة الثورية في العراق تمتلك بعدا اخر اضافي وهو ما يمنحها راديكالية اعلى. فالعراق هو بؤرة و صنيعة النظام العالمي الجديد لامريكا والغرب بعد تدميره في العام 2003. لقد صار لهم 8 سنوات يصرخون ”واحة الديمقراطية“ في الشرق الاوسط ويصرحون في كل مكان انهم جلبوا الديمقراطية الى العراق. قتلوا مئات الاف البشر وجاءوا بالمالكي والصدر وعلاوي والمطلك والدليمي والعاني وابو ريشة والبرزاني والطالباني  وكل الاسلاميين والقوميين والعشائريين القابعين في السلطة !. انها الديمقراطية اذن. ولكن الشعب الان يريد رمي كل هؤلاء في المزبلة !. هذا هو رد الناس على بديل البرجوازية العالمية. ليس رد الشيوعيين او المتطرفين. انه رد الجماهير بالملايين. من هنا فان رد جماهير العراق اقوى وسيستمر في التصاعد برأيي ولن يتوقف عند هذا الحد. المالكي وفي خطوة  دعائية اعلن بانه يتبرع بنصف معاشه لمساعدة الفقراء. المالكي خائف ومرعوب. ان امامه شبح حسني مبارك وزين العابدين بن علي والقذافي وعلي عبد الله صالح وغيرهم ممن يقفون في صف الانتظار. العراق مقبل على دورة جديدة تلعب فيها الجماهير، خلافا لكل الفترات الماضية التي كانت فيه  ضحية للاحتلال الامريكي ومن ثم للميليشيات والعصابات الاسلامية والقومية دورها وبثورية متصاعدة. نحن نساند ثورة الجماهير ونتبنى اهدافها.

 

نحو الاشتراكية: إن البيان التي اصدرته حركة التغيير القومية التي دعت الى حل الحكومة والبرلمان أثارت زوبعة من الاحتجاجات من قبل السلطة ومختلف أتباعها في كردستان. فإلى ماذا ترمي حركة التغيير من وراء ذلك البيان؟ ولماذا كل هذا الاهتمام المثير للدهشة من قبل الحزبين الحاكمين في كردستان وأتباعهما بهذه المسألة؟ وهل هناك أية علاقة أو تأثير بين مايجري في العالم العربي وبين أوضاع كردستان؟

 

عصام شكــري: حركة التغيير حركة برجوازية تريد ان تستولي على السلطة لتعيد انتاج نفس النظام السائد حاليا ولكن بوجود جديدة. انها بهذا المعنى تريد ان تنقذ البرجوازية من هجمات الجماهير وللالتفاف على مطالب الجماهير التحررية والعلمانية. ان زعماء حركة التغيير جزء من التيار القومي الكردي وكانوا اعضاء بارزين فيه بل وان سجلاتهم تشهد بانهم قد مارسوا الاجرام  والارهاب الواسع ضد جماهير كردستان وتحررييها لفترة طويلة. ان الصراع بين الحزب الوطني الكردستاني والديمقراطي الكردستاني من جهة وبين حركة التغيير هو صراع داخل نفس المحيط الرجعي ونفس الجبهة الرجعية لاعداء الجماهير وليس للجماهير علاقة بهذا الصراع. فصل خطوط الجماهير عن حركة التغيير مهمة جدا لكي تصل الجماهير باعتراضاتها واحتجاجاتها الى مكان ما بدلا من تسليم الدفة لحفنة اخرى من القوميين والاسلاميين والعشائريين واصحاب الرساميل والاثرياء والفاسدين الذين يتحدثون اليوم عن الديمقراطية.

 

نحو الاشتراكية: ما هو الموقف السياسي الرسمي للحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي من الأحداث الثورية الأخير في العالم العربي عموما" والعراق وكردستان خصوصا"؟ وأية خطوات عملية قد خطوتموها بغية المداخلة السياسية الفعالة في تلك الأحداث الثورية؟ وكيف هي ردود الأفعال من قبل الجماهير الثورية على شكل وطبيعة مداخلة الحزب؟

 

عصام شكــري: الحزب يعلن مساندته للثورات الجماهيرية المندلعة. وفي العراق فان تحركنا يشمل قيادة تظاهرات الجماهير والمساهمة الفاعلة فيها وضم صفوف العاطلين والعمال وتحويل تظاهراتهم الى قوة مقتدرة ونرفع بينهم شعاراتنا ولافتتاتنا. لدينا تعاون مع منظمات عمالية واخرى للعاطلين ولدينا تحركات داخل الجماهير من اجل توحيد صفوفها نحو اهدافها. اصدر حزبنا لائحة بالمطالب العاجلة لجماهير العراق لكي نمحور حركة الجماهير حولها، وان حزبنا غير متوهم بقدرة المجاميع والميليشيات والعصابات الحالية على تدبير اي شئ او اجراء اي تحسين مهما كان تافها.   نقول لجماهير العراق بان وجود الكهرباء والماء النظيف والصحة المجانية والشوارع المبلطة والجامعات الحديثة والمجهزة والحريات للطلبة والشباب والمساواة الكاملة للنساء مع الرجال والحداثة في مجتمع حديث ومتمدن وحق الثقافة وشيوع الفنون الجميلة والرفاه الواسع لكل الجماهير وتقليل البطالة والاستشفاء المجاني والصحة العامة كلها لا يمكن ان تأتي من هذه العصابات بل تتطلب ازاحتهم فورا عن السلطة. لا يمكن ان تحقق الجماهير اي امنية لها بحياة هانئة ومطمأنة وانسانية وهؤلاء القتلة والطائفيون متربعون في السلطة. يجب ازاحتهم كشرط لتحقيق ادنى تحسن في حياة الجماهير. يجب ادامة الاعتراض وتقوية صف الجماهير ولدينا ثورتا مصر وتونس اليوم الى جانبنا. وقد اصدر حزبنا مؤخرا بيانه الذي بين فيه موقفه بضرورة اسقاط النظام في العراق لتحرير الجماهير من وطأة تلك القوى الميليشياتية الدينية والقومية والعشائرية وارهابها ضد الجماهير وتحرير ارادة الجماهير وتشكيل حكومتها وسلطتها بشكل حر ودون ارهاب واحتلال وبطش ميليشيات.