بعبع المالكي !

 

عصام شكـــري

 

نقل عن موقع BBC العربي قوله: ” الب رجل الدين الشيعي العراقي القوي مقتدى الصدر الحكومة العراقية الاثنين توفير ما لا يقل عن 50 ألف فرصة عمل جديدة، كما دعاها الى منح العراقيين حصة من ثروتهم النفطية، والعمل على رفع وتيرة الاصلاحات، او مواجهة الاحتجاجات والتظاهرات. واضاف الصدر، الذي تعتبر كتلته، الكتلة الصدرية، مكونا اساسيا من مكونات الائتلاف السياسي الحاكم في العراق بقيادة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، انه يعطي الحكومة "فرصة اخيرة".

ان التيار الصدري وقائدة السيد مقتدى ما هو اليوم الا عصا يلوح بها نوري المالكي نفسه. انه معارضة السلطة نفسها. انه مناسب للسلطة ان تبرز معارضيها ( من داخل اوساطها ) لكي يبدو
ن ديمقراطيين (جدا) من جهة ولكي يمتصوا القوة الثورية للشارع من جهة اخرى ( وهو الاهم اليوم). ومن هنا فقط يمكن فهم ديماغوجية خطاب السيد مقتدى. يريد ان يخوف السلطة بانذاراتها الجوفاء ؟! كلا.... انتبهوا. انه يريد ان يقوي المالكي ضد الثورة العلمانية المتأججة في الشارع. انه عصا السلطة ضد اليسار والعمال والتحرريين والنساء والاشتراكيين والشيوعيين.

ان التيار الصدري تيار ليس له اي محتوى انساني. الناس تعرف بيقين ان مكانة التيار الصدري في افول وتراجع واضح واليوم فان منظر ملاليه يثير القرف والاسف لدى نفوس مواطني العراق كما ان منظر حسن نصر الله يثير الغثيان لدى مواطني لبنان المتمدنين مما عانوه من هذا التيار الديماغوجي الذي يظل يلعب على وتر الاستكبار واسرائيل وحرب الصهيونية في حين لا يأبه بقتل مئات الالاف من المواطنين الابرياء ويقيم الاحتفالات الهستيرية ليبرروا بها تلك المجازر..

الانتفاضة الثورية الحالية في العراق الى جانب كونها مطلبية من اجل الخبز ونهاء البطالة وتوفير ضمانات البطالة وتوفير الخدمات الاساسية فهي انتفاضة في طابعها السياسي والاجتماعي انسانية، تحررية ، علمانية ، لا دينية ولا قومية، لانها لا تريد الدين ان يلعب اي دور في حياة الناس وتريد مجتمع علماني ومتمدن. فالجماهير ذاقت مرارة حكم هذه القوى البربرية ل8 سنوات وهي اليوم تقف موقفا واضحا ضد هذه القوى. الناس تقف في خندق مواجه لهؤلاء ومعهم كل الاشتراكيين الانسانيين والعلمانيين ومحبي الحرية والمساواة.

مرة اخرى نقول ان التصريحات الديماغوغية الفارغة للسيد مقتدى هي مجرد جعجعة تصدر من نفس مطاحن المنطقة الخضراء؛ من نفس دوائر المالكي وتيارات الاسلام السياسي المنصبة من قبل امريكا وتلقى دعم اطلاعات الايرانية. انها معارضة السلطة نفسها بنفسها لكي توحي بالديمقراطية المخضبة بدم الناس ولامتصاص المحتوى الثوري لانتفاضة الشارع العراق المتأججة اليوم اكثر فأكثر.