رئيسٌ اسود

لديمقراطية بيضاء!

 عصام شكــــري

ishukri@gmail.com

 

يصورالاعلام البرجوازي في امريكا فوز اوباما كانتصار للديمقراطية الامريكية.   يقولون في الاعلام والتصريحات: ”انظروا ما اروع نظامنا الديمقراطي! اول رئيس اسود يحكم امريكا البيضاء. انه التغيير وهذه هي  روعة الديمقراطية الامريكية !. انهم يشيرون الى ان اوباما فاز ديمقراطيا وان الشعب اختار اوباما ولا راد لارادة الشعب.  ومن جهة اخرى الى انهم استطاعوا ان يتغلبوا على عنصريتهم ضد السود. هراء، عفواً، اقصد هرائين !.

 

اولا: اوباما هو بديل جناح من اجنحة البرجوازية نفسها. جناح رأى في اوباما صورة مجسدة لما يريده الناس: انقاذ اوضاعهم الكارثية واحداث تغيير اقتصادي وسياسي وايديولوجي ووضع امريكا عالميا على مسارات اخرى. اوباما بهذا المعنى كان اختيارا للطبقة الحاكمة وان لونه الاسود هو ”مكياج“ مسرحي للقول للجماهير الامريكية: انظروا لون مختلف، سياسة مختلفة !!

 

وثانيا: ان ربط انتخاب رئيس اسود بالنظام الديمقراطي والقول ان عظمة وروعة الديمقراطية الامريكية هي التي اتت برئيس اسود وذلك لم يحدث من قبل، الخ، لهو في حد ذاته تبرير ساقط حتى اخلاقيا. انه كذب فج. فالديمقراطية الامريكية هي سبب التمييز العنصري ضد السود والملونين والمهاجرين والنساء. هي سبب الوضع البائس وتدهور اوضاع الملايين من المواطنين السود في امريكا ولاجيال متعاقبة ( منذ تأسيس الدولة الامريكية وقبلها). لولا الديمقراطية الامريكية وتقاسم السلطة بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري لما ظلت العنصرية قائمة لحد هذه اللحظة في امريكا ”العلمانية“ والتحررية كما يدعون ، ولما تجرأ احد اليوم من ساسة امريكا،  وبعد 91 عاما على ثورة اكتوبر الاشتراكية العظيمة التي فتحت اوسع الافاق للبشرية من اجل المساواة والحريات على التجرؤ على اطلاق هذه الادعاءات الخرقاء بان الديمقراطية تدافع عن  المساواة  ! .

ان من الغريب حقا ان يقوم ساسة امريكا بالتبجح بانهم انتخبوا رئيسا اسود ولكنهم لم يقولوا ابدا انهم سينهون العنصرية او لديهم خطة لانهاءها وانقاذ ملايين من االمواطنين من ”مصيبة“ اختلاف لونهم عن البقية الاوربية ! . هل تنسى جماهير لويزيانا كم شخصا مات في تلك الولاية من جراء اعصار كاترينا ولم تقم الحكومة الامريكية باي جهد لانقاذهم؟ الاف من البشر. هل نسوا ما كان لون هؤلاء البشر؟ نعم كانوا سود البشرة.  ان الطبقة البرجوازية اختارت اوباما لانها عجزت كليا عن ايجاد اي حلول لاوضاع امريكا وقالت لربما بمجئ شخص ذو  بشرة سوداء للسلطة فاننا سنقنع الجماهير الغاضبة بانه قادر على ايجاد الحلول الخارقة التي لم يستطع جورج بوش الابيض القيام بها.

 

اما حل مسألة العنصرية والمساواة والتمييز والحرمان فكلها اكاذيب وترهات.