دورة اليســــار

عصام شكـــري

 

احيى الرئيس الامريكي جورج بوش الذكرى الخامسة لحربه على العراق بالتاكيد على انه غير نادم على قراره واعدا بانتصار ستراتيجي كبير.

 

مرت خمسة سنوات على ظهوره على شاشة التلفزيون للتاكيد على ان امريكا بدأت بقصف النظام الخارج على القانون ( نظام صدام )  وبان ذلك النظام يهدد العالم باسلحة الدمار الشامل. واعلن بوش ان قرار الاطاحة بصدام كان القرار الصائب وان امريكا تستطيع ان تربح الحرب.

 

جورج بوش يحاول بخطابه الدفاع عن نفسه ازاء النقد الشديد الموجه له حتى من قبل السياسيين الامريكيين وخصوصا قادة الحزب الديمقراطي. ولكن خطابه يعكس بالاساس رده على احتجاجات الشعب الامريكي ضد الحرب؛ احتجاجاته الصامتة من خلال استطلاعات الرأي، او الصاخبة التي يخرج بها الشعب الامريكي الى الشوارع رافعين الشعارات ومكبرات الصوت.

 

وكما كذب جورج بوش من اليوم الاول للحرب، فانه الان ايضا يكذب بشأن الحرب ونتائجها ونجاحات جيشه وقدراته المزعومة، تلك التي تفندها الحرب الدموية الوحشية بين الجماعات والميليشيات الاسلامية في العراق. لقد اوضح كبير مفتشي اسلحة الدمار الشامل هانز بليكس  Hans Blix وسكوت ريتر Scott Ritter  وكل المفتشين السابقين الذين فتشوا العراق بين العام 1991 و 2002 كذب ادعاءات جورج بوش والادارة الامريكية حول وجود اسلحة الدمار الشامل في العراق وقد ثبت بشكل قاطع وبعد مرور 5 سنوات خلو العراق من تلك الاسلحة. لقد انتهى جورج بوش وتيار المحافظين الجدد اليميني المتطرف الى مزبلة التاريخ. الجيش الامريكي بلا معنويات وقائده ديفيد بترايوس يعاني من الانكسار والاحباط كما ان اعداء الجيش الامريكي من المجاميع الاسلامية والقومية بعانون من تراجع نفوذهم وكراهية المجتمع لهم وانحسار بدائلهم وفشلهم.

 

اليوم دورة اليســار؛ دورة الجماهير وقواها المساواتية والعلمانية والمتمدنة والانسانية. انني ادعو قوانا الى ابراز هذه المطالب وتوضيحها على صعيد الجماهير داخل وخارج العراق. كما اناشد القوى العمالية والاشتراكية واليسارية والانسانية في العراق وخارجه الى تبني هذه المطالب والالتفاف حولها. ان تعبئة القوى حول تلك المطالب الجوهرية ستقوي حركة اليسار وتبرز بديله الانساني للمجتمع. صف الاشتراكية واليسار قادر ويجب ان يلعب دوره في تغيير الاوضاع.