قرار حول الحكومة الفدرالية في العراق

 

1ـ إن مفهوم الفدرالية في هذه المرحلة ينسجم مع نفوذ وهيمنة النظام العالمي الجديد بقيادة امريكا، وتعتبر جزء من مسار السياسة الرجعية المعادية للانسان والمعادية للعمال ، وإن النظام العالمي الجديد وتقسيم البشر بين الاقوام والقبائل والأديان والمذاهب والطوائف هي اعادة المجتمع إلى مراحل القرون الوسطى، كما وان هذه الفدرالية تعارض بشكل تام الفدرالية الإدارية التي مورست الكثير من بلدان العالم والتي تمت بلورتها في ظل أوضاع كان تسعى فيها مختلف المناطق إلى تحقيق الوحدة الجماهيرية  وبالتالي تشكيل دول أكبر، ولكن الفدرالية التي تم طرحها حاليا" هي من أجل تقسيم الجماهير وعزلهم عن بعضهم البعض وتقسيم مواطني بلد واحد على أساس القومية والقبيلة والدين والمذهب وليس على أساس المواطنين المتساوين.

2ـ إن إعلان الحكومة العراقية بوصفها حكومة فدرالية قد تبلورت في إطار السياسات العالمية لأمريكا ونظامها العالمي الجديد وهي لا تعني غير تفتيت وتقسيم جماهير العراق بين  القوميات والطوائف وفرض الهوية القومية والدينية عليهم، وهي في نفس الوقت اتفاقية حول تقسيم السلطة فيما بين مختلف القوى القومية والدينية على أساس التوافق. وعليه فإن الفدرالية هي مظلة لمثل هذا التقسيم للسلطة بين مختلف قوى السيناريو الأسود. ولذلك فإن هذه الحكومة هي حكومة رجعية ومعادية للإنسان ومعادية للعمال.

3ـ إن هذه الدولة قد أصبحت مصدرا"، للتفرقة وتعميق التعصب القومي والديني أمام بعضهم البعض، ولديمومة بقاء القوى الدينية والقومية، واستمرارية عمليات القتل والدمار والعمليات الإرهابية، وفي التحليل الأخير هي فقدان حتى لأدنى مستويات الأمن والاستقرار للمواطنين.

4ـ لقد تم طرح الفدرالية بوصفها نظاما" سياسيا" لمعالجة القضية القومية لجماهير كردستان وإن القوى القومية الكردية قد مارس الضغط بهذا الاتجاه بهدف المشاركة في السلطة فوق إرادة جماهير كردستان. ولكن هذا الطرح ليس فقط لم يعالج القضية الكردية ولم  يطوق ويضيق هذا النزاع بل، أوصلوا النعرات والتعصب القوميين بين الكرد والعرب والتركمان ، إلى مستوى يمكن مع كل شرارة أن يندلع الحرب القومية ويصبح عشرات الألوف من البشر ضحايا لها، أسوة" بلبنان ورواندا ويوغوسلافيا.

 

البديل الشيوعي العمالي أمام الحكومة الفدرالية:

 

1ـ على مستوى العراق، تشكيل حكومة علمانية غير قومية والتي تستند إلى هوية المواطنة لكل المواطنين، وليست الهوية القومية والطائفية والعنصرية أو العشائرية. وإن مثل هذه الحكومة يمكن تشكيلها بكفاح وجهود الاشتراكيين ودعاة الحرية في العراق   وليست البرجوازية من مختلف التلاوين، ومن دون الاشتراكية والجمهورية الاشتراكية ليس بوسع أية حكومة أن تحقق هذا الهدف .

2ـ ومن أجل تحقيق هذا البديل يجب قبل كل شيء طرد القوات العسكري الأمريكية والقوات المتحالفة معها في العراق وكذلك نزع أسلحة القوى الدينية والقومية، حتى يتمكن جماهير العراق في ظل أجواء حرة وآمنة من تحديد شكل الحكومة التي يريدونها.

3ـ في ظل الأوضاع السياسية الحالية للعراق، إن الفدرالية ليست فقط لا تستطيع معالجة القضية القومية في كردستان بل، يؤججها ويعمقها لتصل إلى أعلى درجات الأزمة. ومع أخذ الأوضاع السياسية لعموم العراق بنظر الأعتبار والتي تتميز بالانهيار والتفكك، فإن امكانية تشكيل حكومة علمانية وغير قومية  هي بعيدة المنال، وعليه فإن أسهل الطرق وأقلها آلاما" لحل قضية جماهير كردستان هو انفصال كردستان من خلال  تنظيم استفتاء عام في كردستان حول بقاء أو انفصال كردستان من العراق.

 

الهيئة التنفيذية

للحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي

27 أيار 2005